إنَّه أخونا الوفيّ، وصديقنا الصّفيّ، وحبيبنا النّقيّ: أبوعبد الرحمن، عبد السّلام بن برجس آل عبد الكريم - تغمَّده الله برحمته، وأدخله فسيحَ جنَّاته، وصبَّر أهله وذويه، وإخوانَه ومُحبِّيه على مرارةِ فقدهِ، وصعوبةِ موتهِ ...
إنّ العينَ لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، وإنّا على فِراق أبي عبد الرحمن لمحزونون ...
وليس لنا من سلوى نُسلِّي بها نفوسنا، ونُعزِّي بها أنفسَنا أكثرُ مِمّا وَرَدَ عن بعض أئمَّة السّلف الصّالحين؛ من آثارٍ تُعين على اشتمال المصيبة والصَّبر عليها:
- قال الإمام عون بن عبد الله: "مَن مات على الإسلام والسّنّة: فلهُ بشيرٌ بكلِّ خيرٍ"، ''شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة‘‘ (60).
- وقال الإمام الفُضَيل بن عِيَاض: "طوبى لمن ماتَ على الإسلام والسّنّة"، رواه اللالكائي (268).
- وقال الإمام أيُّوب السّختياني: "إنَّه ليَبلُغني موتُ الرَّجل مِن أهل السّنّة: فكأنّما أفقد بعضاً من أعضائي"، رواه أبونعيم في’’الحِلية‘‘ (9/ 3).
.. نحسبهُ كذلك، ولا نُزكِّيه على الله -تعالى-.
اللهمّ ارحم عبدُك عبد السّلام، وأدخله الجنّة بسلام، وألحقنا به في صالحي عبادك -في دار السّلام-.
والسّلام .... " اهـ[نقلاً عن موقع ’’مركز الإمام الألباني‘‘، وغير واحدٍ من المواقع السّلفيّة.]
وقال مدير مركز الدَّعوة والإرشاد بدُبيّ الشيخ عزيز فرحان -حفظه الله- تحت عنوان ’’وداعاً .. عبد السّلام البرجس‘‘: ((لقد فُجعت السّاحة العلميّة، والدعويّة برمزٍ من رُموزِها، وعَلَمٍ من أعلامِها، أفنى شبابَه في العلم والتّعليم، وقضى عُمُرَه في الدّعوة إلى الله تعالى، في الدّاخل والخارج، وساهَم في إِثراء المكتبة العلميّة بمُصنَّفات ورسائل تعكس مدى قُوّتِه العِلميّة، وإجادتِه التّصنيف والتّأليف، وهو في هذا الميدان مُنذ نُعومة أظفاره، فلقد رُزئِنا بوفاة الشّيخ -رحمه الله- عالماً في شخصٍ، وأُمَّةً في نَفْسٍ، مضى إلى ربِّه يوم الجمعة الثاني عشر من صفر لعام 1425هـ إِثر حادثِ سيرٍ، مضى الشّيخ والمحاسنُ تَبكيهِ، والمناقبُ تُعزَّى فيه، عَرفتهَ مَنذ أكثرَ من خمسة عشر عاماً، فلقد كان عالماً، بل موسوعةً، ومرجعاً في العلوم، وسائرِ الفنون، لاسيّما العقيدة الإسلاميّة، فهو فارسُها، ومُقدَّمُها، وكان ضَليعاً في الفقه وأصوله، عالماً بالحديث وطُرقه، مُحقِّقاً للمسائل، له درايةٌ فائقةٌ بالطوائف والفرق والجماعات، بليغاً، حَسنَ المنطِق، شاعراً، كريماً، جواداً، حَسنَ الأخلاق، مُتودِّداً، مُتعاوِناً، صُبوراً على الأذى، مُتواضعاً، يسعى في نفعِ الآخرين بجُهدهِ، ولا يتردَّدُ في الوقوف معهم، والشَّفاعة لهم، ولوتَتبَّعتُ ما لَهُ -رحمه الله- منَ الخلالِ الحميدةِ، والصِّفاتِ الطَّيِّبةِ، لاستوعبتُ سِفْراً، وفي الإشارة ما يُغني عن الكَلِمِ، أسأل الله تعالى أن يتغمَّده بواسعِ رحمته، وأن يُلهِم أهله وذَوِيه وطُلاّبه ومُحبِّيه الصَّبر والسِّلوان ... ’’إنّا لله وإنّا إليه راجعون‘‘)) [نقلاً عن’’شبكة سحاب‘‘بتاريخ (17/ 4/2004م)].
(13) تأثّر الناس بوفاته:
قال الأخ هاني الحارثي -حفظه الله-: ((ولقد رأيتُ الكثير من العلماء وطلاّب العلم متأثِّرين من فَقْدِه، فلقد كان مدافعاً عن السّنّة، منافحاً عنها بنفسهِ وقلمهِ ومالهِ)).
وقال أيضاً: ((فلم يكنْ يخطرُ لي ببالٍ وأنا أعرِض كتاب ’’العلماء الذين لم يبلغوا سِنَّ الأشدِّ‘‘ على شيخنا الشّيخ/ عبد السّلام بن برجس -رحمه الله- قبل أقلّ من سنتين في إحدى زياراته لمكّة، وقد عرضتُ عليه الكتاب وفكرةَ صاحبه فأُعجب بها الشّيخ، ثمّ قرأتُ عليه من الكتاب المذكور ترجمةً لشيخه العلاّمة المحُدِّث الشّيخ/ عبد الله بن محمد الدّويش فترحَّم الشّيخ عليه، وقال: "لوعُمِّر لكان آيةً". أقول: لم يكن يخطر لي ببالٍ أن الشّيخ سينضم إلى ركبِ العلماء الذين ماتوا ولم يبلغوا سنَّ الأشدِّ الذي هو سِنُّ الأربعين فرحمه الله رحمةً واسعةً)) [نقلاً عن مقالٍ سبق ذكره].
¥