[نقلاً عن ’’شبكة سحاب‘‘ بتاريخ (4/ 4/2004م) وغيرها من المواقع السّلفيّة].
(ب) ’’وداعاً .. عبد السّلام‘‘ للشّاعر عبد الله بن ثاني -وفّقه المولى-:
ويوم من الشِّعْرى تَوقّد لاهبُه ... ولاذتْ بأطراف المطايا جخاذبهُ
إلهي وهذا القيظُ مدَّ سرابَه ... فعزَّ وطالتْ في الفيافي مخالبهُ
وأقبل كالدّيجورِ ويحطمُ بعضَه ... ليشربَ مني والعطاشُ كواكبهُ
تبدّى بأنيابِ الأسى وشخوصُه ... ترى الحاجبَ المستورَ ثمّ تُواثبهُ
فلا الآفلاتُ الزهرُ فيه طوالعٌ ... ولا الطّالباتُ السّودُ يوماً تُجانبهُ
هوالليل لا يرضى الأفولَ وجيشهُ ... عثتْ في جفونِ المشرقين كتائبهُ
إلهي وهذا الموتُ دارتْ كؤوسُه ... فأترعتِ الأواءَ حقاًّ نوائبهُ
وألهبني السّوط الذي اعتصرَ الجوى ... أصابَ فأدمى حين هبَّتْ جنائبهُ
وطوّحني خلفَ السّنين ببلقعٍ ... طغى الآل فيها بعد أن جاشَ غاربهُ
أُخيَّ وليتَ الروحُ تجري دموعُها ... ولكنّها في حاجزٍ مات طالبهُ
أكفكفُ عيناً قد تصرّم حبلُها ... وأخرى تصبّ الحزن ثمّ تعاتبهُ
كأنّ ترابَ الأرض قبرٌ لصاحبي ... تهيِّجني يومَ الفراق نوادبهُ
رمتْني بك الأيّام والدّهرُ قائمٌ ... يحثُّ وقد جادتْ عليّ سحائبهُ
بأكثر منها يا أُخيّ جوانحي ... يعربدُ فيها من يقطِّب حاجبهُ
أراك فيُغضي في المقابر مبتلًى ... سقتهُ المنايا اقشعرَّت جوانبهُ
ترجّلتَ يا سيفَ العقيدةِ بعدما ... تصديتْ والهنديَّ فلَّت مضاربهُ
تنفستِ الحيّات سُماًّ بجُحرها ... ودبّت من الشرّ الصّراح عقاربهُ
رحلتْ على ظهر الصّوارم والقنا ... فضجّت محاريب الجهاد تخاطبهُ
أخا ثقةٍ ماذا أقول وشاهدي ... من النَّوق مِرقالٌ تُعدُّ مثالبهُ
يطيرُ من الشّوق الحثيثِ وقلبُه ... أناختْ على (عبد السلام) ركائبهُ
أيا ناقُ قد أقصيتِ عطشاهُ بعدما ... تركتِ على المورود تبكي صواحبهُ
وردتِ على وِردٍ يفيضُ من الهدى ... وما كلَّ وِردٍ ترتضيكِ ذنائبهُ
تميدُ بنا الأوتادُ وهْو مجاهدٌ ... تُطاولُ أبراجَ الثباتِ مناكبهُ
فصبراً على ريبِ الزمان ومثلُنا ... ستبكي على (عبد السلام) مناقبهُ.
[نقلاً عن موقع ’’السّاحة الإسلاميّة‘‘ بتاريخ (9/ 4/2004م)، عن جريدة ’’الجزيرة‘‘]
(ج) قصيدةٌ كتبها أبو سعد ناصر المسعري الدوسري:
سالتْ دموعي من عيني تنهمرُ ... يكاد قلبي ممّا فيه ينفطرُ
لولا التصبّر زاد الأسى ألمي ... وأحدث للجرح كسراً ليس يتجبرُ
نبا الوفاة أتانا ثمّ كدّرنا ... أفارق الشّيخ لا حسٌّ ولا خبرُ
ولا حديثٌ به قد كان يُتحفنا ... إنّ المنون وأيم الله لا تذرُ
مات النبيّ ومات الصّحب بعدهمو ... مات الأئمّة إنّ هذا لمدّكرُ
أين الملوك وأين النّاس كلهمو ... من عهد آدم حتى فارق الظفرُ
حُزني عليه كحزن الأهل قاطبة ... بين الضّلوع لهيبٌ صار يستعرُ
عبد السّلام سعدنا في لقائكمو ... واليوم نحزن في الفرقى ونصطبرُ
عبد السّلام لكم أسعدت أفئدةً ... وكم هزمت جموعاً منك تندحرُ
من للمسائل يجلوها ويكشفها ... ويفضح الشّرّ والأخيار تنتصرُ
أحييت بالعلم ناساً صار جلّهمو ... يمشون دربكموما أطيب الأثرُ
أوضحت للنّاس درباً صار متّبعاً ... وأنت بالعلم وحُسن الفهم تشتهرُ
عبد السّلام سلام الله يبلغكم ... ونسأل الله يجزيكم ويغتفرُ
عذراً إليك منّي إن هفا قلمي ... أوقصّر الشِّعر أوعزّت له الفِكرُ.
[نقلاً عن موقع ’’السّاحة الإسلاميّة‘‘ بتاريخ (9/ 4/2004م)].
وأُشير إلى أنَّ الشّيخ العلاّمة زيد بن هادي المدخلي -حفظه الله- له قصيدةٌ في رثاء الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله-، نُشرت في ’’شبكة سحاب السّلفيّة‘‘ بتاريخ (5/ 4/2004م)، ولكنّها غير مُتوفِّرةٌ لديّ حتّى أنقُلها في هذا المجموع المبارك، فاقتضى التَّنويه، والله المُوفِّق.
خاتمة -أسأل الله حسنها-:
بحمد الله -تعالى- وتوفيقه كان الفراغ من هذا الجمع المبارك، في صباح يوم الخميس 22 ربيع اللآخر 1425 هـ / الموافق 10 ماي 2004م، وكان ذلك في مدينة الجزائر -حرسها الله وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء-.
اللهمّ اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم، وانفع به من اطَّلع عليه من المسلمين، وانفعني به في الدّارين، إنّك جوادٌ كريمٌ، وارحم اللهمّ الشّيخ عبد السّلام رحمةً واسعةً، إنَّ ربِّي لسميع الدُّعاء.
¥