تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود بذريتهم أجدادهم الذين هم مصدر الذرية

والله سبحانه وتعالى يلوم المتأخرين من اليهود والنصارى على ما فعله أجدادهم لأنهم موافقون لهم وسائرون على طريقهم فهم قوم واحدون يقول تعالى

(يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)

ويقول تعالى (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم صادقين)

ونحوها من الآيات التي تخاطب المتأخرين منهم وتلومهم على ما فعل أجدادهم لأنهم موافقون لهم

والله أعلم

قال ابن كثير (يقول تبارك وتعالى ودلالة لهم أيضا على قدرته تبارك وتعالى تسخيره البحر ليحمل السفن فمن ذلك بل أوله سفينة نوح عليه الصلاة والسلام التي أنجاه الله تعالى فيها بمن معه من المؤمنين الذين لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام غيرهم ولهذا قال عز وجل وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي آباءهم في الفلك المشحون أي في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات التي أمره الله تبارك وتعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين)

وقال الطبري (القول في تأويل قوله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين يقول تعالى ذكره ودليل لهم أيضا وعلامة على قدرتنا على كل ما نشاء حملنا ذريتهم يعني من نجا من ولد آدم في سفينة نوح وإياها عنى جل ثناؤه بالفلك المشحون والفلك هي السفينة والمشحون المملوء الموقر وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)

وذكر السيوطي في الدر المنثور (خرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون قال سفينة نوح عليه السلام حمل فيها من كل زوجين اثنين وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال السفن التي في البحور والأنهار التي يركب الناس فيها)

وقال البغوي (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم قرأ أهل المدينة والشام ويعقوب ذرياتهم بجمع وقرأ الآخرون ذريتهم على التوحيد فمن جمع كسر التاء ومن لم يجمع نصبها والمراد بالذرية الآباء والاجداد واسم الذرية يقع على الآباء كما يقع على الأولاد في الفلك المشحون أي المملوء وأراد سفينة نوح وهؤلاء من نسل من حمل مع نوح وكانوا في أصلابهم)

وقال ابن الجوزي في زاد المسير (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم قرأ نافع وابن عامر ذرياتهم على الجمع وقرأ الباقون من السبعة ذريتهم على التوحيد قال المفسرون أراد في سفينة نوح فنسب الذرية إلى المخاطبين لأنهم من جنسهم كأنه قال ذرية الناس وقال الفراء أي ذرية من هو منهم فجعلها ذرية لهم وقد سبقتهم وقال غيره هو حمل الأنبياء في أصلاب الآباء حين ركبوا السفينة ومنه قول العباس بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا وأهله الغرق قال المفضل بن سلمة الذرية النسل لأنهم من ذرأهم الله منهم والذريةأيضا الآباء لأن الذر وقع منهم فهو من الأضداء ومنه هذه الآية وقد شرحنا هذا في قوله ذرية بعضها من بعض)

وقال الآلوسي في روح المعاني (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي أولادهم قال الراغب الذرية أصلها الصغار من الأولاد ويقع في التعارف على الصغار والكبار معا ويستعمل للواحد والجمع وأصله للجمع وفيه ثلاثة أقوال فقيل هو من ذرأ الله الخلق فترك همزته نحو برية وروية وقيل أصله ذروية وقيل هو فعلية من الذر نحو قمرية واستظهر حمله على الأولاد مطلقا أبو حيان وجوز غير واحد أن يحمل على الكبار لأنهم المبعوثون للتجارة أي حملناهم حين يبعثونهم للتجارة) والذرية التابعون وفي رواية عنه إن كان الآباء أرفع درجة رفع الله الأبناء إلى الآباء وإن كان الأبناء أرفع درجة رفع الله الآباء إلى الأبناء فالآباء داخلون في اسم الذرية كقوله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)

وقال القرطبي في الجامع (

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير