الشيخ اليقظ أن عمر بن الخطاب وأمثاله من مجتهدي الصحابة لم يتركوا العمل بالنص، وإنما فهموه فهمًا دقيقًا دون أن يبتعدوا عنه.
شجاعته واعتزازه بعلمه
اشتهر أبو زهرة بين علماء عصره باعتزازه بعمله وعلمه وحرصه على كرامته وإقدامه على بيان ما يراه حقا، في وقت سكتت فيه الأصوات؛ التماسًا للأمن والسلامة من بطش ما كانت بيدهم مقاليد الأمور في البلاد، ولم يكن يردعهم خلق أو دين أو تحكم تصرفاتهم نخوة أو مروءة؛ فابتليت بهم البلاد وانكفأ الناس حول أنفسهم خوفا من هول ما يسمعون، ولكن الشيخ الفقيه لم يكن من هؤلاء، وإنما كان من طراز ابن تيمية والعز بن عبد السلام، ويروى له في ذلك مواقف محمودة تدل على أخلاق الرجل وشجاعته.
دعي الشيخ أبو زهرة إلى مؤتمر إسلامي مع جماعة من كبار علماء في العالم الإسلامي، وكان رئيس الدولة الداعية من ذوي البطش والاستبداد؛ فافتتح المؤتمر بكلمة يعلن فيها ما يسميه اشتراكية الإسلام، ودعا الحاضرين من العلماء إلى تأييد ما يراه والدعوة له. وبعد انتهاء الكلمة ساد قاعة الاحتفال صمت رهيب قطعه صوت الشيخ أبو زهرة طالبًا الكلمة، فلما اعتلى المنبر قال في شجاعة: إننا نحن علماء الإسلام الذين نعرف حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا إلى هنا لنصدع بما نعرف، وإن على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم إلى أهله، ثم اتجه إلى رئيس الدولة الداعية قائلا: إنك تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيًا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس؛ فلتتق الله في شرع الله. فبهت رئيس الدولة وغادر القاعة.
مؤلفات الإمام أبي زهرة
بارك الله في وقت الشيخ فألف ما يزيد عن 30 كتابًا غير بحوثه ومقالاته، رزقها الله القبول فذاعت بين الناس وتهافت الناس على اقتنائها والاستفادة منها؛ فوراءها عقل كبير وقدرة على الجدل والمناظرة وذاكرة حافظة واعية، وقد ضرب بها المثل في قدرتها على الحفظ والاستيعاب. ومن أشهر مؤلفاته غير ما ذكرناه:
- تاريخ المذاهب الإسلامية.
- العقوبة في الفقه الإسلامي.
- الجريمة في الفقه الإسلامي.
- علم أصول الفقه.
- محاضرات في النصرانية.
- زهرة التفاسير، وقد نشر بعد وفاته.
- مقارنات الأديان.
وفاة الشيخ
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال وبكل ما يحمد عليه توفي الشيخ سنة 1394هـ=1974م تاركا تراثا خالدا وذكرى عطرة ومواقف مشرفة.
طالع معنا دراسة الشيخ القيمة حول الوحدة الإسلامية:
الوحدة الإسلامية .. فريضة شرعية وضرورة إنسانية
من أهم المراجع:
أنور الجندي – أعلام القرن الرابع عشر الهجري – مكتبة الأنجلو المصرية– القاهرة – 1981م.
خير الدين الزركلي – الأعلام – دار العلم للملايين – بيروت – 1986م.
عبد الله العقيل – من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة – مكتبة المنار الإسلامية – الكويت – 1422هـ=2001م.
محمد رجب البيومي – النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين – دار العلم – دمشق – 1415هـ=1995م.
ـ[الأسيف]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
لكني أدريد ترجمة أكثر تفصيلا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 08:43 ص]ـ
نرجو وضع الترجمة في المنتدى لأن بعض المواقع محجوبة عندنا
وبارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[15 - 03 - 06, 09:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31598
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:21 ص]ـ
رحمه الله
يتمتع اسلوب كتابي عجيب
فمثلا ترجمته لائمة الاربعة لا يسرد القصص بل يناقش ويأتي ويفصل ويحرر
وياتي بفائدة
ليس كبعض المؤلفين ينقل لك التراجم بل تجد عنده تحليل علمي وياتيك بفوائد علمية وهكذا يكون التاليف
وانظر الي كتابه عن النصرانية كيف يحلل ويناقش ويقارن النصرانية وهو كتاب جدير بالنشر
اعجب به دار الافتاء في السعودية فطبعوه ....
فلله دره
رحمه الله
ولكن ليس معناه ان كل ما قاله الشيخ صواب نعم انتقد عليه بعض الاشياء
ـ[هادي بن سعيد]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:36 ص]ـ
اللهم ارحمه رحمة واسعة. واغفر له، وانفع المسلمين بعلمه.
بعض كتبه ككتاب "محاضرات في النصرانية" كان مقررا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:55 م]ـ
الرجل، انتقده العلامة صالح الفوزان في شرح بلوغ المرام، و ذكر أن له طعوناتٍ في أبي هريرة رضي الله عنه.