تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ محمد بن عبد السلام بوزيد اليدري مجيز الشيخ المعمر محمد البقالي - بقلم بدر]

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:32 م]ـ

ترجمة الشيخ محمد بن عبد السلام بو زيد اليدري

مجيز الشيخ المعمر محمد البقالي

الشيخ محمد بن عبد السلام بو زيد اليدري، كان من الفقهاء البارزين في بادية الشمال، درس بالقرى الجبلية القرآن الكريم و مبادئ العلوم الشرعية، ثم رحل بعد ذلك إلى فاس؛ حيث أَمَّ جامع القرويين، و نهل به من حياض علمائه و فقهائه، أمثال أحمد بن الخياط الزكاري (و له إجازة خطية منه)، و أحمد ابن الجيلالي المغاري ...

و كان في شبابه يتمتع بذكاء خارق و ألمعية نادرة، و قوة حفظ عجيبة، مكنته من استيعاب علوم عصره المتداولة بسرعة و سهولة. في حين أن أقرانه كانوا لا يدركون مرادهم إلا بعد تعب و نصب شديد. و قد حكى هذا الأمر عنه القاضي بقبيلة أنجرة الفقيه أحمد اغزيل رحمه الله و قد كان رفيقه في الطلب.

و بعد أن استكمل مشواره التعليمي، رجع إلى الشمال (أي شمال المغرب) و ظل يتنقل في قراه إماما و معلما و مدرسا، من زاوية مولاي عبد الله الغزواني إلى طَرْدَان ... حيث نذر نفسه لتعليم النشء و تربية الطلاب حتى الممات.

و قد كان عفيفا دينا، لا يتعلق بأصحاب الجاه، و لا يسعى للحصول على منصب أو وظيفة؛ بل عرض عليه منصب القضاء فرفضه، و عَدَّ حَزَّ الرقاب أهون من امتهان القضاء.

و بهذه الخصال الفاضلة، و الطباع النبيلة، حاز مكانة سامية في قلوب معاصريه و طلابه؛ فألقوا عليه من حلل الثناء الغالي و النفيس، منها:

قال القاضي أحمد اغزيل: محمد بن عبد السلام بو زيد من أذكى الطلاب الذين عرفتهم خلال مرحلة الطلب، مع تفتح في الذهن، و سرعة استيعاب و حفظ.

قال الفقيه عبد السلام اغبالوا: محمد بن عبد السلام بوزيد طالعت معه ذات يوم صحيح البخاري بشرح القسطلاني، فوجدت الرجل من كبار حفاظه، و ذلك أني أسرد من الكتاب و هو يتابع من حفظه.

قال الفقيه محمد بو خبزة: كان من فقهاء البادية البارزين مع عفة و ديانة، على جمود فقهي قاتل.

قال الشيخ الطاهر اللهيوي: هو العلامة المحدث الذي يغلب عليه الحفظ، و كان يكاد يحفظ صحيح البخاري بشرحه القسطلاني، و كان يحفظ متون النحو و الفقه كلها، و يحفظ مختصر خليل، و كان يداوم قراءة حزبه بعد حزب القرآن الكريم بعد صلاة الصبح، و كان يغلب عليه الزهد في الدنيا و الآخرة و الورع في ملذاتها الفانية، ... ، و من عبادته رحمه الله أنه كان يقوم من الليل ما شاء الله، و كان لا ينام بعد صلاة الصبح؛ بل كان يقرأ مختصر خليل بعد قراءة حزبه مع ولده السيد أحمد الذي كان في الحفظ يماثل أباه، و كان يواظب على صوم الإثنين و الخميس، و طولب بالقضاء فرفض و جاء إليه المراقب الإسباني المدعو برابوا، و كان يتكلم اللسان العربي الفصيح، و استدعاه إلى دار خليفة القائد السيد محمد الشقاق ثلاث مرات، و هو يساومه بخطة القضاء وكان يقول له أنا لا أصلح لها، و كان يقول له تعينت عليك في شريعتكم لغزارة علمك، و في الثالثة أملى عليه بعض أصدقائه شروطا لعله لا تقبل منه، و هي أنه قال: إذا شئتم أن أتولى القضاء فبشرط: أن يحمل ظهير التولية خمس إمضاءات: إمضاء المقيم العام الإسباني، و إمضاء خليفة السلطان، و إمضاء رئيس الوزارة، و إمضاء نائب الأمور الوطنية، و إمضاء المراقب البلدي، فقال له: لماذا؟ فقال له: ليتأتى لي أن أحكم على الظالم الكبير و هو القائد و خليفته و أشياخه و مقدموه ثم مطلق المواطن، فقال له: نستشير في الأمر، فلم يرد عليه جوابا، ثم قيل له: إنه استشار مع الحكام الإسبانيين فقالوا له: هذا لا يصلح لنا، و تركوه.

توفي رحمه الله آخر يوم من شعبان عام 1367 للهجرة موافق 1947 م.

و قد خلف تلامذة كثيرين، أبرزهم: الشيخ محمد البقالي الداهري صاحب الزاوية بحي بني مكادة بطنجة، والشيخ الطاهر اللهيوي الوهابي العروسي المقيم بتطوان و هذا الثاني كان من ملازميه حتى الممات. و كلاهما في عداد الأحياء الآن.

و لا يعرف له أثر في ميدان التأليف و الكتابة سوى: نظم في نصرة السدل. بخط تلميذه و ملازمه: الطاهر اللهيوي. محفوظة نسخة منها بخزانة شيخنا محمد بو خبزة، و إليكم صورتها.

مصادر الترجمة:

كتاب الطاهر اللهيوي في الشرفاء العلميين 2/ 337 - 338

معلومات شفهية عن: الشيخ محمد بو خبزة، و السيد مصطفى البقالي.

حررها: بدر العمراني الطنجي

ـ[خالد السباعي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 11:28 م]ـ

جزى الله اخانا البحاثة المحقق الشيخ بدر العمراني وفقه الله وسدده واعانه وايده ولا حرمه الاجر ولعلي اضيف فوائد من ترجمة العلامة المذكور مما سمعته من خاصة اصحابه شيخنا وعمدتنا العلامة سيدي محمد البقالي متعنا الله به واطال بقاءه في صحة وعافية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير