تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سمع شيخنا أمات كتب الحديث في المدرسة الرحمانية، والذي علمناه وتيقنّاه منها: البخاري ومسلم، تلقاهما سماعاً كاملين على الشيخ أحمد الله البَرْتابْكرهي، وجامع الترمذي تلقاه سماعاً على الشيخ عبيدالله الرحماني، إضافة إلى بلوغ المرام.

وحدثني شيخنا مراراً أن الشيخان: أحمد الله، وعبيد الله، أجازاه.

وأخبرني الشيخان الفاضلان صالح العصيمي وبدر العتيبي أنهما سمعا الشيخ بمكة بعد حج 1426 يقول: إنه قرأ أوائل كتب الحديث على الشيخ أبي سعيد شرف الدين، وأجازه، فسألتُ شيخنا بمكة عن ذلك فقال مثله.

وأخبرني الشيخان صالح وبدر بمكة أيضاً عن شيخنا أن الشيخ نذير أحمد الأَمْلَوي أجازه أيضاً، وأشك إن كنتُ سألت الشيخ عنه مع السؤال السابق.

فأما صحيح البخاري فقد أخذه أحمد الله المحدٍّث سماعاً كاملا على حسين بن محسن الأنصاري، وسلامة الله الجَيْراجْفُوري كلاهما في بُهوبال، ثم سمعه كاملاً على نذير حسين في دِهلي.

وقرأ الثلث الأول منه على أحمد السِّنْدي المهاجر المكي، صاحب عبدالقيوم البدهانوي.

وأما صحيح مسلم فقد سمعه أحمد الله كاملاً على الأنصاري في بهوبال، ثم على نذير حسين في دِهْلي.

وأما جامع الترمذي فقد دَرَسه الشيخ عبيد الله الرحماني على الشيخ الحافظ عبد الرحمن النَّغَرنهسوي في المدرسة الرحمانية بدِهْلي (ح) كما قرأ أقساماً منه على شارحه العلامة عبد الرحمن المباركفوري، وساعده في تكميل الجزئين الأخيرين من شرحه الشهير «تحفة الأحوذي»، وأجازه.

والشيخ المباركفوري قرأه كاملاً على نذير حسين في دهلي سنة 1306، وقرأ بعضه على حسين بن محسن الأنصاري في بلدة «آره»، وأجازه سائره.

مع التنبيه أن الشمائل المحمدية للترمذي كانت تُلحق مع الجامع في القراءة بالهند كما أفادني بعض المعتنين.

وأما بلوغ المرام فلم أعرف عمّن أخذه الشيخ عبيد الله الرحماني.

وسألت شيخنا عن المسلسلات فقال: إنه لم يسمع منها شيئاً، وسألته عن مسلسل المد، فقال: كان عند شيخنا أحمد الله، ولم آخذه منه.

الجهاد والعمل السياسي:

كانت الهند ما تزال خاضعة للاستعمار الإنجليزي، وكانت تتصاعد دعوات الاستقلال من شتى الاتجاهات، سواء الإسلامية التي يقودها العلماء والزعماء المسلمون، مثل أبي الكلام آزاد من أهل الحديث، وحسين أحمد المدني من الديوبندية، ومحمد علي جَناح، أو من غيرهم، مثل المهاتما غاندي، وجواهر لال نهرو.

وكان الشيخ عبد القيوم قد تأثر بسيرة الإمامين المجاهدين محمد إسماعيل الدِّهْلوي، وأحمد عرفان -الملقب كل منهما بالشهيد- كما كان ناقما مما يراه من اضطهاد وظلم من المستعمر، فدخل الميدان السياسي بعد الدراسة مباشرة، وصار من أبرز الناشطين التابعين لأبي الكلام آزاد، كما كان قريباً من الزعيم نهرو، وكان له دور وتأثير كبير في منطقته، وشارك في الحرب، مما حدا بالإنجليز إلى ملاحقته، يقول شيخنا: «وبسبب نشاطي أصدرت الحكومة الإنكليزية أمراً ضدي بالسجن، وسُجنت في سجن «بَسْتي»، ثم نُقلت إلى سجن «الله آباد»، وكذلك تحملت شدائد السجن إلى ثلاثة سنين، ولكن استفدت خلالها من الوقت بقراءة الكتب في السجن، وحصلت فوائدا علمية، وبعد الخروج من سجن «الله آباد» سُجنت ثانية في سجن «غُورَكْفور» تسعة أشهر، ومرة سجنت في سجن لكناو». وكان شيخنا مسجوناً مع الزعيم جواهر لال نَهْرو.

وقال لي الشيخ: أول مرة سجنني الإنجليز سنة 1938م وكان عمري عشرون سنة.

وقال ابنه ظهير عالم إن أباه سجن مراراً بين سنتي 1938 و1943 تقريباً.

فلما استقلت الهند سنة 1366 [توافقها 1947م] اعتبرته الدولة رسمياً أحد محرِّري البلاد، وأعطته لقب وامتيازات: «مقاتل الحرية Fighter of freedom»، وكتبت عنه الصحف كثيراً، وسمّت الدولة باسمه شارعاً في مدينة نوغر عاصمة الإقليم، وصار له كلمة مسموعة وزعامة، ولا سيما مع حُكم الزعيم نَهرو وأسرته، مثل ابنته أنديرا غاندي -التي ذكرت في بعض المناسبات معرفتها بالشيخ مع أبيها أيام طفولتها- ثم ابنها راجيف، ثم زوجه سونيا.

وحدثني ظهير عالم ابن الشيخ أن الزعيم نهرو عرض على شيخنا بعد الاستقلال منصبا وزاريا، أو يكون حاكماً لولاية كشمير، فرفض شيخنا قائلا: لقد كنت أقاتل ما بقي هناك جهاد، أما الآن فإني معدود من العلماء، ومجالي خدمة المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير