تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى قرب أذان الظهر!

ذكرت هذه التفصيل ليعُلم جَلَد الشيخ على الخير رغم تقدم سنه بارك الله فيه.

ومن خلال هذه الخطب الكثيرة اشتهر الشيخ بخطبتين كما يقول بعض أصحابه من مشايخ الهند:

الأولى: في دار العلوم ششهانيا في سَدْهارت نغر بعنوان «ابتلاء علماء أهل الحديث بالأمراء والسلاطين»، فقال من سمع هذه المحاضرة إنه لما تكلم عن محنة الإمام أحمد، وقال بصوت عالٍ مشجعا: «الإمام أحمد بن حنبل» فهتف الحاضرون: «زنده باد» -وهذه كلمة تشجيعية.

الثانية: كانت في جمعية أهل الحديث في مدينة رامْبُور.

الثالثة: حدثني الشيخ عبد القدوس نذير، قال: إن أهالي قرية الشيخ دودوهنيا معروفون بالبأس الشديد -قلت: وهذا سمعت عنهم الغرائب في ذلك هناك! - وقريبٌ منها قريتان مسلمتان كَهْجُوريا وأَكَرْهَرا، وبين بعض أهلها جاهليات وحزازات مشاحنات قديمة، وقد تصل المسألة للعراك والفتنة بين القرى الثلاث، وحصل من نحو أربعين عاماً اتفاق بين متعصبة القريتين الأخيرتين على وقعة فاصلة بعد العيد مباشرة، واستعدوا بالسلاح، فبلغ الخبر الشيخ عبد القيوم، فذهب دون دعوتهم، ولما رأوه تركوه يتقدم لخطبة العيد، فهو وجيه المنطقة وشيخها، وخطب خطبة بليغة أبكت الناس في القريتين، وتصافحوا بعد الخطبة، وكفى الله أمر الفتنة في آخر لحظة على يد الشيخ.

قلت: ولا يزال شيخنا مواصلا للدعوة في المحافل والمؤتمرات، من آخر ذلك ما أخبرني الشيخ أصغر علي إمام مهدي السلفي أمين جمعية أهل الحديث المركزية هاتفياً أوائل شهر شعبان الجاري، فقال: إن الشيخ عبد القيوم شارك منذ أيام في مؤتمر كبير في دهلي.

ومن الجدير بالذكر أن خطب الشيخ يحضرها الناس من جميع الفرق والاتجاهات -مع أن شيخنا من أعيان أهل الحديث- ولكن وضع الله له المحبة والقَبول، والتقيتُ بأحد عوام الفرقة البريلوية، وهو محب جداً للشيخ، ويزوره كثيراً، ومرة كنت جالساً مع الشيخ في بيت ابنه ظهير عالم في بَرْهْنِي، فدخل رجل مسن من نيبال، وقال: أنا قدمت من قرية بعيدة، وليس لي غرض إلا السلام على الشيخ لما قرأت حديث فضل الزيارة في الله.

ومن ثمار رحلات الشيخ الدعوية أن أقيمت عدة مدارس ومكاتب في بنغال وبهار وممبي على إثر حثه الدائم على إقامة المدارس والمكاتب.

ونتيجة لجهده ومكانته في الدعوة فقد قامت جمعية أهل الحديث المركزية في عموم الهند بتكريمه ضمن كبار رجالات أهل الحديث على مستوى الهند، وذلك في مؤتمر أهل الحديث الثامن والعشرين لعموم الهند في مدينة باكور، جارخند 21 - 23 محرم 1425 [ويوافقه 13 - 15/ 3/2004م]، الذي حضره نحو مليون شخص، على ما سمعته من أمين عام الجمعية الشيخ أصغر علي بن إمام مهدي السلفي وهو يقوله لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي في الرياض.

التدريس:

انشغل شيخنا عن التدريس بالسياسة ثم الدعوة، وقال لي الشيخ عبد القدوس نذير: لو كان الشيخ عبد القيوم تفرغ للعلم والتعليم لفاق العلامة عبيد الله الرحماني [وكان شيخ المشايخ وكبير علماء أهل الحديث]، نظراً لذكائه وجودة ذهنه، ومع تأخر تفرغه للدعوة فقد صار من الكبار المشار إليهم بالبنان في مدة وجيزة.

قلت: ولكن لم يخلُ هذا الميدان من خدماته، فقد أسس شيخنا مدرسة دينية في بلدة أَكَرْهَرا، صار اسمها بعدُ «المعهد الإسلامي»، درَّس فيها متبرعاً علوم الصرف والنحو واللغة العربية والأدب وغيرها، كما درّس شيئاً في مدارس إسلامية أخرى، فقد كان بعض من له علاقة بالشيخ يوكله أن يلقي الدرس مكانه، ولا سيما في جامعة سراج العلوم بنيبال، حيث درّس التفسير مراراً.

من الجدير بالذكر أن لشيخنا علاقة وثيقة عميقة مع هذه الجامعة العريقة والقريبة من قريته، فكان من أبرز الداعمين لمديرها مجيزنا العلامة الشيخ عبد الرؤوف الرحماني (ت1420) رحمه الله تعالى، وكان شيخنا يحض على إعمارها وتوسعتها، ولما حصل خلاف في الجامعة وتوقف الإعمار فيها سعى في حل النزاع، وحُسم الخلاف على يده، وقد خدمها الشيخ قريباً من خمس وعشرين سنة.

التصنيف:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير