تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? ومن فوائد الشيخ في ربط الآيات ما ردده عليّ مراراً، وكتب لي بعضه بخطه، من شوقه الشديد للحج -قبل أن تتيسر له حجة الإسلام في نفس السنة- قائلا: لماذا الشمس والقمر؟ الجواب: ?الشمس والقمر بحُسبان?، لحُسبان ماذا؟ الجواب: ?يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج?، والحج تدخل فيه أركان الإسلام، من الشهادتين، والصلاة، والصيام، وأمور كثيرة في السنة، وكل حاج من عهد الرسول إلى الآن شهيد على السنة المطهرة التي هي تفسير القرآن الحكيم.

? قلت: وجميع من لقيته هناك ويعرف الشيخ أثنى عليه بالخير والعلم، مثل الشيخ مقتدى الأزهري، والشيخ أصغر علي إمام مهدي، والشيخ عبد القدوس نذير -ومضى بعض أقواله.

وحدثني الشيخ شريف الله ناظر الجامعة العالية العربية في مَوُو قال: الشيخ عبد القيوم معروف بلقب مفسر القرآن، وهو عجيب في تفسير القرآن بالقرآن وبالحديث، والحديث بالقرآن، ولو لقيتموه منذ سنوات لرأيتموه بحراً في العلم.

وقال لي الشيخان عبد الأول بن عبد القدوس المدني ومختار المدني معاً: إن الشيخ عجب في تفسير الآيات والاستنباط منها والربط بينها موضوعياً، ولا نظير له في ذلك. وقالا: إنه من بقية السلف.

? وقبل ختام الفوائد أنوّه أن الأخ الفاضل الشيخ وليد المنيّس الكويتي قد قام بتسجيل الكثير من الفوائد عن شيخنا حال قراءة الصحيحين عليه في الكويت، على طريقته المفيدة في كتابه القيم «الإكليل في فوائد الرحلة والمقروءات على الشيخ ابن عقيل» ولعلها تُنشر قريباً ويعم بها الانتفاع.

وأختم الترجمة ببعض فوائد قيّدها الأخ الفاضل الشيخ بدر العتيبي في رسالته «منحة الباري بختم سماع صحيح البخاري» سجلها حال القراءة عليه بعد حج 1426، ومن شاء الازدياد من الفوائد فليرجع لرسالته الآنفة، فمما ذكره وفقه الله:

* ذكر الشيخ حديث (المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان)، فوضع الشيخ يديه على جبهته يظلل بها على عينيه كهيئة المترائي للبعيد، وقال: هكذا وصفه شيخنا أحمد الله الدهلوي.

* كما فسّر الشيخ (الحنيفية) بأنها من الحنف، وقال: الحنيف هو المائل إلى الحق.

* ومن فوائد الشيخ ما نقله عن شيخه العلامة أحمد الله الدهلوي في قول الله تعالى: ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء? (النساء: 35) قال: إذا كان الرجل قوي الروح والبدن يكون قوّاماً على النساء، وإذا كان العكس يكون تحتهن، تكون النساء قوامات على الرجال!

* وقال شيخنا عبدالقيوم: الحج شامل لبقية أركان الإسلام الأربعة، من التوحيد والسنة والصوم والصدقة، كلها في الحج.

* وسئل عن أفضل التفاسير؟ فقال: أفضل التفاسير القرآن، وأثنى على كتاب التفسير من صحيح البخاري، وقال: تفسير ابن جرير من أول التفاسير، وفيه إسرائيليات.

* قوله بأن صاحب الجلالين فسّر النور في قوله تعالى: ?قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ? (المائدة: 15) بأن النور هو: النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا غلط ههنا، والنور هو الكتاب، والعطف للتفسير، فهو نور القلوب.

* واستشكل شيخنا تفسير من فسّر قوله تعالى: ?وَأقْنَى? (النجم: 48) بأنه العطاء؛ من القنية والاقتناء، وقال: فما الفرق بينها وبين الغنى فكلاهما عطاء؟! ثم أحضرت له تفسير القرطبي، وقرأت عليه كلام المفسرين، فصوّب قول الأخفش بأن (أقنى) تعني: أفقر، كما قال قبلها: ?وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا? (النجم: 43 - 44)، فكما الضحك ضد البكاء، والموت ضد الحياة، فكذلك هنا: الغنى ضد الفقر.

* كما قال شيخنا عبدالقيوم: بأن من تفسير الكوثر: الخير الكثير، ومنه القرآن الكريم.

* ومن فوائد الشيخ في قول الله تعالى: ?وأما السائل فلا تنهر? قال: سائل العلم أولى من سائل المال فلا يُنهر، فالمال والحكومة والمنصب يزول، أين ذهب مال قارون؟ فقلت: هلك معه! فقال: نعم هلك معه، أما العلم فيموت صاحبه ويبقى علمه.

* وقال الشيخ بدر: بقي الحديث الأخير في القراءة، فقرأه الشيخ بصوته مرتلاً متخشعاً باكياً، وقال: حدثنا أحمد بن إشكاب، حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».

قال محمد زياد: وبختم البخاري أختم هذه الترجمة، وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل، ويعفو عن الزلل، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر لشيخنا، ويبارك في عمره وعلمه وذريته، وأن يجعله من خير إلى خير، وينفع به الإسلام والمسلمين.

وكتبه محمد زياد بن عمر التكلة

حامداً مصليًّا مسلِّماً

في مجالس متعددة، ختامها ليلة السبت

التاسع من شعبان 1427

في مدينة الرياض

ـ[الديرزوري]ــــــــ[02 - 09 - 06, 03:40 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

وبارك بكم

ياشيخ زياد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير