تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تأثر شيخنا محمد بن سعيد بوالده كثيراً عندما كان يؤم المصلين في شهر رمضان، فأخذ شيخنا يؤم الناس في رمضان للتراويح والقيام فأمَّ الناس في مسجد (المعيقلية) أحد أحياء الرياض القديمة، ثم أمَّ الناس أيضاً في حي آخر من أحياء الرياض يدعى (الحِنْبِلي) ويعرف المسجد بمسجد (الشيخ علي بن داود) ثم إماماً أيضاً في مسجد الأمير عبد الرحمن بن عبد الله في حي عليشة، وقد كان الناس ينطلقون أفراداً وجماعات إلى ذلك المسجد الذي يؤمُّه الشيخ فيزدحم المسجد بالمصلين، والبعض يصلي في الطرقات لشدة الزحام؛ وذلك ليستمعوا إلى حلاوة وحسن تلك القراءة الحزينة التي يظهر عليها التدبر والخشوع، فكان يحبر التلاوة تحبيراً، ويُفَصِّلُ الآيات بإجادة منقطعة النظير دون تكلف. ومما يزيد في تأثر الناس بتلك القراءة هو أن شيخنا كان يبكي كثيراً إذا قرأ آيات العذاب والجنة والنار، ومشاهد اليوم الآخر،وإذا قرأ رأيت كأنَّ في جوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.

وقد حدثني شيخنا المعمر داعية التوحيد عبد الله بن سعدي الغامدي فقال: كنا نذهب ونحرص كثيراً إذا جاء شهر رمضان أن نصلي مع الشيخ محمد بن سعيد فقد كانت صلاته على السنة، وكنَّا إذا استمعنا إلى حلاوة وحسن تلك القراءة نسينا الدنيا وما فيها والبعض إذا سمع تلك القراءة يقول: كأن القرآن أنزل الآن، اللهم اجعل شيخنا محمد بن سعيد مع السفرة الكرام البررة واجعله ممن يقال له يوم القيامة أقرأ وارتق ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. وفي عهد الملك عبد العزيز تم اختيار الشيخ محمد بن سعيد للعمل في ديوان الملك عبد العزيز حيث حضر الملك عبد العزيز درس الشيخ محمد بن عبد اللطيف، ومعه بعض الرجال ومنهم أحمد بن سعيد والد الشيخ فحضر الملك عبد العزيز رحمه الله ومن معه الدرس وكان القارئ الشيخ محمد بن سعيد وعندما انتهى الدرس قام الملك عبد العزيز وقال لأحمد ابن سعيد من هذا القارئ؟ حيث أُعجب بحسن قراءته فقال هذا ابني فقال ما شاء الله.

وبعدها استدعاه الملك عبد العزيز وطلب منه أن يقرأ بصفة دائمة في مجالسه القرآن الكريم والكتب العلمية من السيرة النبوية والتفسير، واستمر على ذلك إلى أن عينه الملك عبد العزيز في الديوان ليعمل في بعض ما يسند إليه من أعمال البر كالصدقات والهبات وتفريج كربات المحتاجين الذين يتقدمون إلى جلالة الملك.

وبعد فترة طلبه سمو ولي العهد آنذاك الملك سعود رحمه الله ليعمل مساعداً لرئيس ديوانه واستمر فترة طويلة في العمل إلى أن انتقل جلالة الملك عبد العزيز إلى رحمة الله، فتم ضم ديوان سمو ولي العهد إلى الديوان الملكي في عهد الملك سعود رحمه الله واستمر في عمله وتنفيذ ما يسند إليه من الأعمال المتنوعة في بعض الأقسام، إضافة إلى ما يختص بأعمال المساعدات العامة والهبات والصدقات وتسديد الديات عن بعض المعسرين في كافة أنحاء المملكة كالرياض ومكة وجدة والمدينة والطائف، والمدن الشرقية والجنوبية والشمالية التي يزورها الملك سعود رحمه الله.

وكذلك التوزيع على الطرقات الرئيسية ليتم توزيع الصدقات والكساء الرجالية والنسائية والأطفال، فيما في ذلك توزيع الإكراميات النقدية على عموم طلاب المدارس على طول الطرق وعلى إدارييها والدوائر الحكومية الأخرى.

وكان الشيخ محمد بن سعيد رحمه الله لصلاحه وورعه و أمانته ومعرفته بأهل العلم هو همزة الوصل في جميع المهام الدينية بين جلالة الملك سعود رحمه الله وسماحة المفتي العام آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم وأصحاب الفضيلة العلماء في القضايا السرية والعلنية وغيرها.

وكان الملك سعود يرحمه الله يحبه كثيراً وذلك لصلاحه وورعه وأمانته ونصحه، وكان وجوده رئيساً للديوان محل رضا الناس من الحاضرة والبادية، حيث يلقاهم بوجهه الصبوح ومحياه الطلق فيلبي طلباتهم ويعرض مشكلاتهم وينفذ التوجيهات السامية بالنسبة لهم دون تأفف أو تذمر أو تسويف، وقد كان في منصبه هذا يساعد العلماء و الدعاة المصلحين وطلبة العلم، ويشفع عند الملك سعود لكثير منهم، وقد دعم في منصبه هذا دعوة ومدارس الشيخ الداعية عبد الله القرعاوي في الجنوب وكذا دعم دعوة الشيخ الداعية عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي في غامد وزهران وغيرها، وكذا دعم الشيخ الداعية محمد حامد الفقي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير