تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مؤسس جماعة أنصار السنة في مصر، وكانت له مساهمات كبيرة في إنشاء وتطوير دار الحديث بمكة، وكذا دعم العلماء السلفيين في الداخل والخارج، وكذلك دعم العلماء السلفيين في المسجد الحرام أمثال الشيخ المحدث محمد بن عبد الله الصومالي والشيخ يحيى عثمان المدرس وغيرهم، وأيضاً قام وساعد في طباعة الكتب السلفية وتأمينها لتنتشر بين طلبة العلم في تلك الفترة.

يقول شيخنا عبد الله بن سعدي الغامدي ما أظن أن أحداً خدم الناس كما خدمهم الشيخ محمد بن سعيد في تلك الفترة. واستمر رحمه الله في هذه الأعمال المباركة حتى عام 1384هـ وطلب إحالته إلى التقاعد وبعدها جاور بيت الله الحرام فرحمة الله عليه وجعل ما قام به من أعمال في ميزان حسناته، وما زال الناس إلى اليوم على اختلاف طبقاتهم يتذكرون ما قام به هذا الشيخ الجليل من تسهيل لأعمالهم ومتطلباتهم جعل الله ذلك في موازين أعماله.

(مكتبة الشيخ):

كان شيخنا رحمه الله يملك مكتبة عامرة، بدأ بجمعها منذ أوائل طلبه للعلم، ومما زاد في كثرة الكتب فيها، أن شيخنا كان يُدمن القراءة في ليله ونهاره، ويحب اقتناء كل جديد يخرج من تراث أهل العلم، وقد حوت مكتبته نفائس من المخطوطات ونوادر الطبعات، ومما زاد في نفاسة المكتبة أن بعضاً من الأعيان من أهل العلم والوجهاء يهدون إلى الملك سعود نفائس من نوادر الكتب والمخطوطات، فالبعض منها يأمر بإعطائها إلى الشيخ محمد بن سعيد ليستفيد منها وإن أراد يتملكها، وأيضاً كان بعضاً من العلماء في هذه البلاد وغيرها يهدون للشيخ بعض مؤلفاتهم وبعض الكتب وعليها خطهم بالإهداء.

ومكتبة الشيخ كانت في مدينة الرياض ولما أراد الإقامة بمكة نقلها معه وزاد عليها الكثير، وكانت للشيخ خلوة وغرفة في المسجد الحرام، وجعل فيها أكثر مكتبته وكان يأتيه في هذه الغرفة العلماء والدعاة والوجهاء يتذاكرون فيها، وللأسف فقدت أو تلفت أكثر ما في هذه المكتبة وذلك عندما وقعت الفتنة النكراء حادثة الحرم في عام 1400هـ وقد حزن عليها الشيخ حزناً شديداً، وفي بيت الشيخ الذي هو في حي العزيزية بمكة مكتبة فيها نوادر من الكتب وبعض المخطوطات، ولعلها بعضاً من مكتبته التي هي في خلوته في المسجد الحرام وهذه المكتبة التي هي في بيته أوقفها الشيخ على دار الحديث بمكة والبعض منها أوقفها لبعض طلاب العلم.

(مجلسه العامر):

عرف الناس القاصي والداني بجميع طبقاتهم من الأمراء والعلماء والدعاة والوجهاء وطلبة العلم عرفوا سيرة الشيخ العطرة وتعلق روحه وفؤاده بالله والدار الآخرة، وبذله النصح والإرشاد لجميع الناس، ومعرفته بسير وأحوال علماء نجد الأكابر، أقول لهذا حرص الكل على زيارته في الله، ولو وصفنا مجلسه لم نستطع أن نعطيه حقه فهو بحق يشبه مجالس السلف الصالح، كالحسن البصري وعبد الله بن المبارك وابن الجوزي، وهذا وصف مجلسه العامر بذكر الله والدار الآخرة.

من عادة شيخنا أنه يفتح بابه للزيارة بعد صلاة العصر، فيأتيه بعض العلماء وبمجرد رؤية الشيخ لهم والسلام عليهم والسؤال عن أحوالهم يستأذنهم الشيخ تلطفاً بقراءة بعضاً من الكتب مثل كتب ابن القيم أو بعض التفسير أو في كتب الترغيب والترهيب، وما إن يبدأ شيخنا بتلك القراءة العطرة التي يزينها حلاوة ذلك الصوت وذلك الوجه المنير حتى يأخذ شيخنا بالبكاء، فهو لا يملك دمعه، ومن عادة شيخنا أنه إذا تأثر وبكى من آية أو حديث، أو بعضاً من السيرة، كرر ذلك النص مراراً على الحاضرين وهو يبكي حتى أن الزائرين له ليشفقون على حاله، ثم ترى هؤلاء العلماء أو الدعاة وطلبة العلم، إذا سمعوا تلك القراءة من الشيخ وهو يبكي تراهم يغطون وجوههم ولهم خنين.

والعجب كل العجب أن شيخنا يبكي إذا قرأ آية عذاب أو آية رحمة، أو يبكي عند قراءة أحاديث في الترغيب والترهيب، وهي تمر على بعض الناس وإن كان يتصف بالعلم والصلاح مرور الكرام والشيخ يقف منها موقف الوجل المنكسر الذي يقشعر جلده ويلين قلبه لها، ثم لا يستطيع أن يتمالك دمعه لها وإذا أراد الزوار توديع الشيخ قال لهم الشيخ أسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الجنان، وأن يغفر لنا وهو يبكي فكان هذا البكاء من الشيخ عند استقبالهم وتودعيهم، يصنع في قلوبهم شيئاً فيخرجون من الشيخ بقلب آخر، وكم بكى عدد من الأمراء والعلماء وطلبة العلم في مجالس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير