تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان شيخنا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يستعد للموت في كل ساعة فلا تراه إلا سباقاً لكل خير وطاعة، يكثر على الناس في مجلسه من ذكر الموت والساعة، ومن كثرة ما يعظ ويذكر في مجلسه بالموت وسكراته يظن البعض أنه قد اقترب أجله وأنه يُعرِّض بنفسه، وما عرفوا أن هذا هو حال السلف الصالح، وكان يقول في مجلسه لبعض أهل العلم لما تجاوز عمره فوق المائة: (أنا تجاوزت المائة كأني تأخرت عليكم وأزعجتكم) وكان يكرر أن يقول دائماً (اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص وأمتنا عليه) وقد كتب شيخنا وصيته وعندما جاءه مرضه الذي مات فيه كتب في وصيته لبعض أولاده، صفة غسله وتكفينه ووضعه في قبره وغير ذلك، وأوصى أن يغسله بعض من يعرفه من أهل العبادة والورع، وعندما جاءت ساعات موته أخذ يستغفر ويكرر لا إله إلا الله حتى فارق الحياة في عام 1423هـ، وله من العمر مائة سنة وزيادة سنتين، وقد صلى عليه جموع غفيرة في المسجد الحرام، وكان الإمام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، وامتلأت المقبرة بالناس يتقدمهم رفيقه ومحبه، شيخنا العلامة عبد الله بن عقيل، وشيخنا محمد بن عبد الله السبيل، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى، وغيرهم من أهل العلم والصلاح، وكم عدد من الأمراء والعلماء والدعاة لوفاة شيخنا، رحم الله شيخنا الزاهد العابد محمد بن أحمد بن سعيد وجمعنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(ترجمة مختصرة أملاها شيخنا بناء على طلبي ومعها إجازة لي بمقروءآته ومسموعاته وما أخذه عن مشايخه):

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين أما بعد: الحمد لله الذين قال في كتابه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

هذا وقد طلب مني الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سعد بن سعيد ترجمة مختصرة لي، فأقول: قد شرفني الله بالقراءة على كبار أهل العلم في نجد وأخص منهم أستاذي وشيخي ووالدي العلامة الكبير الصادع بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ سعد بن العلامة حمد بن عتيق، وقد لازمته ملازمة طويلة وكنت من خاصة طلبته، وقد أحبني كثيراً فكنت أقرأ عليه في المختصرات حفظاً مع الطلبة، وإذا دخل الشيخ بيته في العشاء أكون معه وحدي لأقرأ عليه شروح هذه المختصرات مع متونها، ومن ملازمتي واختصاصي بالشيخ رحمه الله، أني أكتب خطوطه التي يمليها عليَّ، ومن ذلك أنه أمرني بكتابة الإجازة العامة للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد كتبتها وكانت إجازة طويلة، ولما فرغت من كتابتها أمرني الشيخ بإعادة قراءتها عليه، ثم سلمتها للشيخ محمد بن إبراهيم ولا أذكر منها إلا بيتين استحسنت حفظها:

وقد أجزت مع التقصير عن دركي

*8**** لرتبة الفضلاء أهل الإجازاتي

وأسأل الله توفيقاً ومغفرةً

** ورحمة منه في يوم المجازاتي

هذا وقد قرأت على شيخنا العلامة سعد بن عتيق جميع المختصرات منها ثلاثة الأصول والقواعد الأربع وكتاب التوحيد ومسائل الجاهلية وكشف الشبهات وشروط الصلاة وآداب المشي للصلاة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد، والأربعين النووية، وبلوغ المرام وعمدة الأحكام، وزاد المستقنع وعمدة الفقه، ونخبة الفكر وغير ذلك. وقد قرأت على الشيخ حمد بن فارس الأجرومية وغيرها، وقرأت على الشيخ محمد بن عبد اللطيف المطولات كتفسير ابن كثير ومسند أحمد، وقد كان الشيخ يحبني كثيراً وأهدأ إليَّ بعض ما عنده من المخطوطات بعد قراءتها عليه، وقرأت على الشيخ محمد بن إبراهيم في الفقه والفرائض واللغة، وقرأت على الشيخ أحمد بن عبيد (إمام مسجد المصمك) ثلاثة الأصول وآداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد، وقرأت على الشيخ محمد بن عياف آل مقرن في جميع المختصرات، وقد حضرت بعض الدروس للشيخ العلامة أبو بكر خوقير، فرحمة الله عليهم وجمعنا وإياهم في دار كرامته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير