بدأ الداعية منذ نعومة اظفاره بتحمل مسؤولية العمل بأموال والده داخل الكويت وخارجها ويقتدي بوالده في الصدقات والاحسان حتى صار مضرب الامثال، فهذا العمل الخيري في الكويت يشهد له ومجمع السنابل الخيري التابع لجمعية الاصلاح الاجتماعي والذي يكفل «50» الف يتيم وبني على وجه الارض باموال المحسنين الكويتينين وغيرهم وباموال العم ابو بدر رحمه الله ما لا يستطيع احد احصاءه فقد بنى لوالديه من ماله الخاص 50 مسجدا وشهدت له في مجلس واحد بعد صلاة الظهر ان اوقف سبع عمارات في خيطان للعمل الخيري وهي من احب امواله الخاصة اليه وليس من اموال الشركة التي هو مسؤول عنها متأثرا بقول الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) بعد درس استمع اليه في المسجد فبادر الى وقف ريع العمارات لله رب العالمين ثم اوقف بعد ذلك لوزارة الاوقاف الثلث من ميراث والده وهو الذي نماه بفضل الله ورحمته
بعد كل فريضة وقد صاحبته في ابها لمدة شهر ونصف هذا الصيف اشهد معه صلاة الجماعة وبعد الصلاة يجتمع عنده اصحاب المشاريع الخيرية في العالم وهم يتابعونه اينما يكون فيساعدهم في انجازها ويتابع مجلة المجتمع فيقرأها حرفاً حرفاً وهو في سفره ثم يملي عليهم صفحة «باختصار» كلمته الخاصة وكأن قضايا الامة بين يديه فعلى همومها يستيقظ وعلى آلامها ينام.
كان يتمنى ان يصلي في الاقصى وكان قبل احتلال الاقصى عام 1967 لا يقضي الصيف الا فيه يشد الرحال اليه ويتعبد في رحابه.
ماذا نقول عن رجل بأمة ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله احداً ففي يوم وفاته بعد صلاة الفجر استطاع ان يقرأ القرآن بوضوح وكان منذ عام لا يستطيع قراءة حرف من المصحف لضعف بصره واحتشد عنده بعد صلاة الفجر في المسجد القريب من بيته جمع من الفقراء والمساكين فكان يقول لهم: انني في هذا اليوم في غاية السرور والانشراح وافرغ ما في جيبه في جيوبهم وواعدهم ان يعودوا اليه في شهر رمضان ليأخذوا المزيد واخبرني قبل عودته الى الكويت وهو في ابها عن رؤيا رآها في المنام تبشره بقصر في الجنة.
فيا معشر الشباب وكل الخيرين هذا مثل طيب يحتذى به.
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
ان التشبه بالكرام فلاح
واختتم ان القابلة التي قامت باستقبال امير البلاد الشيخ جابر الاحمد يرحمه الله هي التي قامت باستقبال العم ابو بدر المطوع حيث ان الفرق بينهما ساعة وكان الحي واحداً والابواب متقاربة رحم الله الاموات والاحياء واخلف هذا الامر رجالاً لا يسارعون في الخيرات.
رجل في أمة وأمة في رجل
كما تحدث الينا الزميل الشيخ يوسف عبدالرحمن رئيس تحرير مجلة العالمية فقال: لم يكن نبأ وفاة العم عبدالله العلي المطوع - طيب الله ثراه - صدمة اليمة لابناء الكويت وحدهم بل امتدت الصدمة والحزن الشديد ولف العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه.
وهذه الحقيقة الاولى، اما الحقيقة الثانية فهي ان محبي العم «بوبدر» حضروا الجنازة اما بالذهاب الى المقبرة في الصليبيخات او تابعوها «بالمسج» او ارسال الوفود او اقامة الصلاة على الغائب ... ولدي قناعة ان مئات الالوف استشعروها بطريقتهم الخاصة في انفسهم، الامر الذي جعل بعضهم يغري بعضاً في دولهم في المساجد والجمعيات الدعوية والخيرية والمراكز الاسلامية وفي داخل اسرهم ومقار اعمالهم.
وهنا ويبرز السؤال: لماذا هذه الهالة من الحزن والمحبة للعم عبدالله المطوع؟
سؤال يحتاج الى ملايين الاطنان من الورق للاجابة عليه.
في عملي في جمعية المعلمين الكويتية وانتسابي لها في السبيعينات وانا على علاقة طيبة مع العم عبدالله الذي حظينا انا وابناء جيلي بدعمه ونصحه وحكمته وسمو اخلاقايته في التعامل والنصح والتوجيه وزاد قربي منه عندما كنت اميناً للسر لهذه الجمعية العريقة بحكم تفاعله مع فعالياتها لكونه رجلاً تربوياً من الطراز الاول.
من اوائل من دعموني
¥