تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و جريها هذا اغلبه ليلا ثم تكون الاغارة في اول الصبح فتثير في مكان المعركة اغبرة و اتربة من شدة الجري حتى تصير هذه الخيل في وسط جمع العدو

فالمشهد الأول في السورة المتعلق بقسم الله

فيه اقسم سبحانه بالخيل العادية الضابحة باصواتها, القادحة للشرر بحوافرها,

المغيرة مع الصباح فجاة من غير انتظار, المثيرة للنقع و للغبار,

الداخلة في وسط العدو تأخذه على غرة و تثير في صفوفه الذعر و توقع في صفوف العدو الفوضى و الاضطراب

يليه جواب القسم و هو مشهد اخر متعلق بالانسان

إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

الكنود من الكند و يدل على القطع بالقطع

فالأرض الكنود التي لا تنبت

و الانسان الكنود هو الكفور للنعمة فلا يشكرها, و يمنعها غيره فلا يعطيه

تراه يعد االمصائب و ينسى نعم ربه عليه

و المقصود بالانسان المجموع لا الجميع

فالانسان بطبيعته و جبلته ان نفسه لا تسمح بما عليه من الخقوق فتؤديها كاملة موفرة

بل طبيعتها الكسل و المنع لما عليها من الحقوق المالية و البدنية

الا من هداه الله و خرج عن هذا الوصف الى وصف السماحة بأداء الحقوق

همسة

انظر الى تقديم "لربه" و ما يفيده من الحصر و ما في ذلك من المبالغة في الذم

و انظر الى شدة الكفران للنعمة , كيف يكفر نعمة من نعمه الظاهرة و الباطنة لا تعد و لا تحصى

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ

فالانسان على ما يعرفه من نفسه من المنع و الكند لشاهد بذلك لان الامر بين واضح

و من لم يشهد بلسان المقال فهو شاهد بلسان الحال و شهادة الحال ابلغغ لعدم احتمال الكذب

و من لم يشهد بالدنيا بالقال شهد في الاخرة

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ

الانسان كثير الحب للمال, فتراه يحتال ايما حيلة للحصول على المال و منع غيره منها

و هذا الحب هو الذي اوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه

فقدم شهوة نفسه على رضا ربه

وكل هذه الاوصاف ما هي الا لقصر نظره على هذه الدار و غفلته عن الاخرة و لذا قال حاثا على الخوف من الموت و من يوم الوعيد

أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ

فهلا يعلم هذا المغتر ما هو حاصل اذا اخرج ما في القبور؟ فاخرج الله الاموات من قبورهم لحشرهم و نشورهم؟

و انظر كيف عبر بـ "ما" و لم يقل "من" لان الانسان في ذلك الحين غير مكلف, فعقل العقلاء معتبر في الدنيا للتكليف! و من لم يستعمل عقله في ذلك في الدنيا فهو كالبهيمة بل هو أضل

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ

فظهر و بان الظاهر و هو الجسد عندما بعثر ما في القبور

و هنا ظهر و بان مافي الباطن و ما استتر في الصدور من كمائن الخير و الشر

فصار السر علانية و الباطن ظاهرا و بان على وجوه الخلق نتيجة اعمالهم

إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ

فليعلم كل انسان ان الله ربه الذي ساده و صرف امره بربوبيته له عالم ببواطن أعمالهم و مأسروه في صدورهم و ما اعلنوه, و لا يخفى عليه شيء و هو مجازيهم عليها

و خص خبرهم بذلك اليوم مع انه خبير بهم في كل وقت لان المراد الجزاء على الاعمال الناشئ عن علم الله و اطلاعه

تأملات ...

سبحان الله و أنا أجمع هذا التفسير من كتب اهل العلم مر بذهني امور و تاملات و لطائف كثيرة جدا و روابط بين الجزء الأول و الجزء الثاني في السورة أذهلتني و كنت أقول في نفسي و الله ما هذا بكلام بشر و الله هو كلام رب البشر

فمن اللطائف التي دارت في بالي:

1 - ضرورة فهم معاني كلمات القران و ما في ذلك من فائدة لفهم كلام ربنا

2 - انظر معي اخي الى سرعة المشهد الأول الذي يصور الحرب بدايتها الى نهايتها

ثم انظر الى سرعة المشهد الثاني من حياة الانسان الى موته الى حسابه

3 - انظر الى المشهد الاول الذي يقسم الله به و ما فيه من مدح للغزاة الذين خالفوا طبعهم بالغزو نصرة لدين الله

ثم انظر الى المشهد الثاني الذي يذكر طبعا في الانسان يجب عليه ان يخالفه و هو كفران النعمة و البخل بالمال

و كما كان معالجة داء الطبع الأول فيجب ان تكون معالجة الداء الثاني و ذلك بتذكر البعث و الزهد في الدنيا

4 - انظر الى الاية الاولى من المشهد الثاني الذي يصف طبيعة في الانسان و هي شدة كفران الانسان لنعمة ربه عز وجل

و انظر الى الاية الاولى في المشهد الاول الذي يصف طبيعة في الخيل و هي شدة الجري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير