5 - انظر الى الاية الثانية في المشهد الثاني و هي التي تذكر بان الانسان يشهد على حاله بكفرانه للنعم
وانها موجودة بلسان الحال و لو غابت عن لسان القال,
ثم انظر الى المشهد الثاني الذي يصف الشرر الذي قد يغيب او لا يلاحظ في الصباح رغم وجوده, بدليل ظهوره في الظلمة
6 - انظر الى الاية الثالثة التي تصف الانسان بشدة الحرص و الحب للخير و ما في ذلك من التماسه لمختلف الطرق للحصول على المال, ثم انظر الى الاية الثالثة التي تصف كيف يتخير الغزاة افضل الطرق بان يسيروا ليلا و يهجموا صباحا في وقت الغفلة
7 - ثم انظر الى مشهد بعثرة ما في القبور من الاموات الذين كانوا مستقرين و تخيل المشهد, و انظر الى مشهد اثارة الغبار المستقر
8 - انظر اخي الى مشهد وصل الغزاة الى وسط ارض العدو و ما احدثه هذا من الخوف و الرعب ثم انظر الى حال الانسان يوم القيامة اذا عرض عمله و حصل ما في صدره و هناك يبلغ الخوف مبلغه
و انظر الى تحصيل الامر الذي كان في الصدر مستترا و الى خروج الغزاة على العدو بعد ان كانوا مستترين
9 - انظر الى اخبار الله عز وجل بالدواء لهذا الداء و ان الانسان لو تيقن في كل حين ان الله مطلع عليه يعلم حاله و انه خبير بحاله و تيقن الجزاء لاصلح من حاله
10 - انظر الى قسم الله بالعاديات و هذا يدل على عظمتها و قد قال صلى الله عليه و سلم الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة
11 - انظر الى الاشارة الى الجهاد بالسيف و الاشارة الى ضرورة جهاد النفس للكف عن شجعها و كفرانها للنعمة
و اربط بين الجهادين و اسال نفسك أتقدر على الأول دون الثاني؟
12 - و انظر الى اعداد العدة في الجهاد الاول بتجهيز الخيل العاديات ترقبا للغزوة
و انظر الى ما يجب عليك من اعداد العدة في الجهاد الثاني ترقبا للبعث و الحساب
13 - انظر الى فائدة العقل في الدنيا و ان المقصود الأول منه عبادة الله عز وجل فمن لم ينتفع من عقله في الدنيا فلن ينفعه في الاخرة
14 - الدنيا الى فناء كما ان الغزوة ستنتهي و لا محالة
15 - هذا نموذج يدلنا على وجود تناسب بين القسم و المقسم عليه, و من سياق كل سورة يستطيع القارئ أن يعرف حكمة مجئ الأقسام في سورها
16 - و فيه تمثيل الأمر المطلوب المعنوي بالأمر المحسوس ليسهل الفهم
17 -
الخيول في الحروب تمر في مرحلتين
هناك مرحلة أولى باتجاه الحرب (هي وسيلة) , تتمثل في الايات 1 - 3
و المرحلة ثانية هي الحرب (و هي الغاية الاساسية) في الايات 4 - 5
و لما كانت الخيل في المراحل الاول ناجحة في اظهار شدتها و طاعة سيدها
افلحت في المرحلة الثانية في الحرب في تحقيق مراد سيدها منها (ادخال الرهبة في قلب العدو باثارة النقع و توسط الجمع)
و اما الانسان
فهو يمر ايضا في مرحلتين
مرحلة اولى في الحياة الدنيا (هي وسيلة) _ الايات 6 - 8_
و مرحلة ثانية في الاخرة (هي غاية) _ الايات 9 - 10 _
و كما كان المطلوب من الخيل ان تحقق امر سيدها في المرحلة الاولى لتفلح في المرحلة الثانية
كان المطلوب من الانسان ان يحقق مراد ربه عز وجل في المرحلة الاولى ليفلح في المرحلة الثانية
و العجيب ان الانسان في المرحلة الاولى لا يفعل ذلك رغم معرفته بمروره بالمرحلة الثانية
فهلا تخلى عن شحه و بخله و حبه للدنيا و كفرانه للنعم و اذ علم ان القبر مبعثر و ما في القلب سيحصل!
والله خبير بعباده يصطفي من يشاء لنصرة دينه و ادخاله جنة عرضها السموات و الارض
و رب الخيل ادرى بخيله لذا يختار منها ما فيه الشدة و البأس الكافي لخوض الحروب
و لله المثل الاعلى
هذا الذي تيسر و كنت قد كتبت هذا في احد المنتديات ثم رأيت أن أنقله هنا ايضا لعل للاخوة استدراك أو تعليق
و أخيرا
هذه المشاركة منقولة من احد المنتديات عن الأوجه البلاغية في السورة مع تعديل بسيط جدا
نلاحظ أن مبنى هذه السورة الكريمة كلها قائم على الحدث الفردي والتتابع الثنائي له
فإذا نحن نظرنا في أول السورة وجدنا أن الله تعالى يقسم ب " العاديات ضبحا " فهذا مقسم به فردي
ثم بعد ذلك يأتي وصف تابع لهذا المقسم به وهذا الوصف وصف ثنائي (موريات قدحا , مغيرات صبحا)
ثم يأتي بعد ذلك توصيف بالفعل لهذا المقسم به وهو توصيف ثنائي كذلك (أثرن به نقعا , وسطن به جمعا)
ثم يأتي بعد ذلك المقسم عليه , فالله أقسم بالعاديات الموصوفة وصفا ثنائيا مثنى (وصف بالاسم وبالفعل!)
ونجد كذلك أن التتابع الثنائي يصدق في جواب القسم , فنجد أن الجواب جوابان وهما قوله تعالى " إن الإنسان لربه لكنود " وكذلك " إن ربهم بهم يومئذ لخبير ".
فإذا نحن نظرنا في المقسم عليه الأول وجدنا أن ما يصدق على المقسم به يصدق كذلك في المقسم عليه
فسنجد أن المقسم عليه وهو " إن الإنسان لربه لكنود " موصوف بوصف ثنائي بقوله " وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد "
ثم بعد ذلك تعلق بجملتين فعليتين وهما قوله تعالى " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ". فانظر أخي في الله إلى هذا التقسيم العجيب:
آية يتعلق بها آيتين اسميتين وآيتين فعليتين ثم يتعلق بها إثنان من المقسم عليهما! ثم نأتي إلى المقسم عليه الأول فنجد أنه كذلك موصوف بجملتين اسميتين ومتعلق به جملتان فعليتان!
فإذا نحن عرضنا بعض الأوجه البلاغية في السورة نجد التالي:
تقارب بين الضبح والصبح! وبين العاديات والموريات!
سجع بين " ضبحا و قدحا و صبحا
سجع بين قوله تعالى " نقعا و جمعا " وقوله " كنود و شهيد و شديد " وكذلك قوله " القبور و الصدور و خبير " " فأثرن به " وفي الآية التالية " فوسطن به "
تقابل بين البعثرة والتحصيل " بعثر ما " و " حصل ما "
و صلى الله على نبينا محمد و على اله و صحبه وسلم
¥