تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعرف على الشيخ يوسف الغفيص]

ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[05 - 02 - 07, 11:17 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ... وبعد: فلا يخفى على صاحب كل لب فطن أن الله سبحانه وتعالى يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وأن الله سبحانه وتعالى يوم أن امتن على بعض عباده بالحكمة والعلم لم يجعلها مقيدة بعمر معين أو سن معينة بل جعلها هبة منه سبحانة تفضلا منه سبحانه على عبده. أيها الأحبه: التاريخ حافل بعلماء أثروا فنون العلم بأقوالهم واستدراكاتهم، حتى إن منهم من لم يصل سن البلوغ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. معاذ أعلم الأمة بالحلال والحرام ولما يتجاوز السادة عشرة، وابن عباس ربَّاني هذه الأمة، أعلمُها بكتاب الله، وأفقهُها بتأويله، وأقدرها على النفوذ إلى أغواره، وإدراك مراميه وأسراره حبر الأمة وترجمان القرآن، بلغ هذا الصحابي الجليل من علو القدر على حداثة سنه أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - إذا واجهته معضلة دعا جُلَّ الصحابة، ودعا معهم عبد الله بن عباس، فإذا حضر رفع منزلته وأدنى مجلسه، وقال له: لقد أعضل علينا أمراً أنت له ولأمثاله، ولا يخفى على القاريء الكريم أن في عصر هذين الامامين عمر وعثمان وطلحة وغيرهم رضوان الله عليهم، ولا أظن انها تخفى على الجميع قصة تفسير سورة {النصر} يوم أن كان ابن عباس في مجلس عمر في القصة المشهورة. وهذا البخاري – رحمه الله – إمام أهل الحديث، وصاحب أصح كتاب في رواية الحديث فقد وهب الله للبخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف. يقول محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: كبف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب، فقلت: كم كان سنك؟ فقال عشرين أو أقل. ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره، فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني!! فقلت له: ارجع إلى الأصل، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير عن عدي عن ابراهيم. فأخذ القلم وأصلح (أحكم) كتابه وقال: صدقت. فقيل للبخاري: ابن كم كنت حين رددت عليه؟ قال: ابن إحدى عشرة سنه. وهذا ابن جرير الطبري حفظ القرآن وهو ابن سبع وصلى وهو ابن ثمان، وكتب الحديث وهو ابن تسع والأمثلة على أن الله سبحانة يمتن على بعض عباده ببسطه لهم العلم والحكمة: كثيرة، وعليه فلم يكن السن أو النسب يومًا سببً في تفضيل العباد بعضهم بعضًا، {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. أيها الفضلاء: سمعنا جميعًا بتعيين صاحب الفضيلة الدكتور / يوسف الغفيص عضوً متفرغُأ في هيئة كبار العلماء، هذا المنصب الذي لا يعطى لأجل السن أو الجاه أو النسب، إنما بعلم العالم وفقهه وسعة أفقه، وقد مارى البعض وجادل حول الشيخ الجليل وكأنهم شرعوا للأمة تشريعًا ما أنزل الله به من سلطان؛ فمن قائل عمره كذا، ومن قائل أنه متخصص في العقيدة والهيئة فقية محضة، وكأن العقيدة لا دخل لها بالفتوى، كيف لا وهي أساس الدين وقوامه، ومن قائل العالم الفلاني لم يحصل على هذا المنصب إلا قبل 13 عشرة سنة .... إلخ من المراء المسف، والجدال العقيم. وللحق أقول: فإن الله سبحانه حبى الشيخ الكريم بعلم تميز به وفاق به شيوخه، فإن أتيت للسنة فهو من حفظة الكتب الستة، ومن مستظهري الصحاح والمسانيد، وإن أتيت للفقه فهو قمر في سماء الفقه واسألو المغني والروض وكتب الأئمة الأربعة وغيرها من بحور الفقه، وإن أتيتم للأصول فاسألوا روضة الناظر عنه وغيرها من كتب أئمة كتب الأصول، أما في العقيدة فهو الفارس الذي لا يشق له غبار وإن تعجبوا فعجب أنه حينما يستشهد بكلام لشيخ الإسلام يستمر بالكلام الدقيقة والدقيقتان والثلاث ثم يختم ب: انتهى كلام شيخ الاسلام، وكل هذا عن ظهر قلب – حرسه الله -، وله مع المعتزلة والفلاسفة ردود ما سمعت، ودحوض ما قيلت، ودونكم مؤلفاته وتسجيلاته حول هذه المواضيع، وهو النحوي البارز، والألفية وغيرها شاهدة له بذلك، ولئن كتبت ما كتبت فإني أعلم علم اليقين أني ما أعطيت علمه حقه في ابرازه للناس، لكني أعلم أنكم أيها الأحبة تدركون أرمي إليه والواقع خير شاهد. ثم إني ههنا أعرج على نقطة افتراها البعض أن الشيخ ألح بطلب تعيينه وتفريغه، فأقول لهم: اتقو الله واعلموا أنكم محاسبون على ما تقولون افتراءًا على هذه العالم، فإن مثل هذه المناصب لا تنال بالتفاهات التي تتفوهون بها، ثم إن كان سيلح بالطلب فماهي الوجاهة التي تتوجه له بمنصب مثل هذا، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفصل العظيم. أيها الإخوة: نحن أبناء مملكة رضت القرآن دستورها والسنة المحمدية شريعتها، وعليه فعلماؤها هم أجل الناس في عينها ولن يرضوا لهذا المنصب إلا من هو أهل له. وفق الله فضيلة الشيخ الدكتور الغفيص إلى ما فيه رضاه، ورزقنا وإياه العلم الصالح والعمل النافع، إنه سبحانه قريب مجيب ... منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير