تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ عطاء بن عبد اللطيف .. لايعرفه غيرالعلماء]

ـ[اسد الدين]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:16 ص]ـ

هذه ترجمة للشيخ العلامة عطاء بن عبد اللطيف

كما كتبها الشيخ سمير مصطفى:

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل ضلالة في النار

اعلم أخي في الله علمني الله وإياك أن تراجم الرجال من أهم أبواب العلم حيث بها تتسق العروة ويؤتى بالمفقود من حلق اتصال سلسلة الخلف بالسلف وتتأتى الأسوة بالمشاهدة الحسية أو المعنوية ثم تتأتى التربية على أثر ذلك وعلى منوال ذاك فتخرج الأجيال المنشودة التي بها ينتصر المسلمون حيث إن القراءة عن الشجعان تورث الشجاعة وعن المتقين تورث التقوى وتأسي الرجل بغيره أحرى أن يتشكل على شاكلته ويعمل على نسقه، ويقرر كلامي هذا ما أورده الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه (الأذكياء) حين ذكر في المقدمة دواعي تصنيفه لمثل هذا الكتاب فقال: "وفي ذلك ثلاثة أغراض:

أحدها: معرفة أخبارهم بذكر أحوالهم- قلت: يعني السلف-، والثاني: تلقيح لباب السامعين إذا كان فيهم نوع استعداد لنيل تلك المرتبة وقد ثبت أن رؤية العاقل ومخالطته تفيد ذا اللب فسماع أخباره تقوم مقام رؤيته كما قال الرضي:

فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أعي الديار بسمعي

وذكر عن المأمون قوله لإبراهيم: لا شيء أطيب من النظر في عقول الرجال، قال: والثالث: تأديب المعجب برأيه إذا سمع أخبار من تعسر عليه لحاقه" أ. هـ كلامه، قلت: صدق هذا العلم الشامخ، فليس شيء في الدنيا يقرب إلى ما عند الله مثل مخالطة عباد الله تعالى الصالحين الذين يذكرون بالله دومًا بالقوال تارة وبالفعل تارات، وأشهد على الشيخ النادرة شبيه السلف العلامة: عطاء بن عبدا للطيف حفظه الله ورعاه وأطال عمره بالخير وأبقاه، فلقد أخذنا منه أشياء كثيرة باللحظ قبل اللفظ وربما بدون لفظ فكان وجوده معنا ومخالطته بنا نعم المعين على تمحيص السير إلى الله تعالى 0 من أجل ما ذكره ابن الجوزي آنفا، وما ذكرته شرعت بفضل الله عز وجل في عمل ترجمة لهذا الحبر الذي انشقت الأرض عنه فأبصرناه بيننا ألا وهو شيخي المفضال النادرة الشيخ: عطاء بن عبد اللطيف حفظه الله تعالى، وذلك ردًا لشيء لا يسوى بإزاء جميله العظيم الذي أسداه الله إلي على يديه، ثم تبصرة لإخوتي وبني جلدتي بأسوة لهم مثل السلف يعيش بين ظهرانيهم، فمن أراد فروع العلم فالشيخ بحر لا تكدره الدلاء، ومن أراد السلوك فيكفيه النظر إليه ليكون من الزهاد والعباد، ومن أراد الحديث فدونك البحر، وبالجملة فلقد طفت يسيرًا ورأيت كثيرًا وما رأيت مثل الشيخ ولا رأي مثل نفسه، فالشيخ يغرف من بحر وغيره يغرف من السواقي، بحر لا تكدره الدلاء وحبر يقتدي به الأخيار الألباء، وهذا أمر برهانه وجوده ودليله وقوعه، وإذا قالت حزام فصدقوها ولا ينبؤك مثل خبير، فلقد رأيت الشيخ وعاشرته مدة ثلاث سنين تقريبًا لا تفوتني أكثر حركاته وألمح أكثر أفعاله وأعرف بفضل الله كيف يفكر من كثرة حديثي معه والتمعن في كلامه وشيء من المعرفة أنعم به الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فالحمد لله من أجل هذا صرت بفضل الله خبيرًا بالشيخ حقًّا حتى أن من أصحابنا الذين يعرفون الشيخ من قديم من كان يستشكل أشياء يفعلها الشيخ ويسألني فيها وكنت بفضل الله تعالى أجيب عن جميعها كما سترى في الجزء الملحق بهذه الرسالة وهذه نعمة الله التي أسداها لا إله غيره ولا رب سواه.

فإليك أخي هذا التقرير والتحبير لتجتمع لديك إن شاء الله تعالى به الدلائل ويستقيم بسيرة الشيخ لديك كل معوج ومائل وتماط عنك بمعرفة هذه الحقائق أكثر الرذائل والله المسئول ألا يجعل الهوى بين هذه الفضائل وبين قلبك حائل، إنه ولي ذلك وعليه قادر.

فأقول وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير