تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حتى لا يرد المال إلى البنوك فتعمل به في الربا مرة أخرى، فقال له الأخ: فانظر في الكتاب وقل لنا ملاحظاتك على كاتبه، فقال: لا أنظر فيه0 قلت: فليت شعري أين طلاب العلم لينهلوا من ورعه بل من ورع السلف؟! فإن عمر بن عبد العزيز كان قد دخل في بيت المال وفيه مسك للمسلمين فَسَدَّ أنفه، فقال له الحارس: يا أمير المؤمنين يرحمك الله إنك لم تأخذ منه شيئًا، فقال: ويحك وهل ينتفع منه إلا بريحه؟!! ولكن هذا أمر لا يعرفه كثير من الطلبة الآن إلا باسم التشدد والتعسير على الناس ولا يعلمونه الناس إما لعموم البلوى أو لأنهم ما تعلموه أصلًا!! وهذان أمران أحلاهما مر!! 0

فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.

*أما عن ملبس الشيخ:

فمتواضع جدًّا وكأنه منذ سنين لم يأتي بغيره ومع ذلك لم يتخرق وقالت إحدى العابدات: إنما يخرق الثوب من المعاصي وقد لبس الأمام أحمد نعله ستة عشر عامًا ما غيرها ولا أبدلها، وآثار السلف في الزهد كثيرة جدًّا، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها". رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

والشيخ إن شاء الله من أهل هذا الحديث فلباسه كما وصفت ويزيد أنه خفيف في شدة البرد ترى الشيخ خفيف الملبس جدًّا حتى يشفق الناظر له عليه، ومع ذلك فإنه لا يكترث إيثارًا لما عند الله تعالى وإن كان هذا الأمر ليس واجبًا كما هو ملاحظ في الحديث لكن يجمل بأهل الفضل، وقد كان أُوَيْسٌ القرني ليس له إلا قماشة على ظهره، وقال الإمام أحمد: الزهد ما كان عليه أُوَيْسٌ لم يجد من الملبس شيئًا حتى جلس في قوصرة من العري. وبالجملة فحال الشيخ هي التي نقرأ عن السلف في الكتب فلله دره من مُحْيِ لسيرهم وباعث لأخلاقهم ولله دره من مؤثر ومحب لله على من سواه.

عذابي فيك عذب وبعدي فيك قرب

وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب

حسبي من الحب أني لما تحب أحب

* أما عن غضب الشيخ لله تعالى وصدعه بالحق وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:

فحدث ولا حرج، فكان رجل من جيران الشيخ في السوق يكثر أن يسب الله والدين ولا يصلى فسمعه الشيخ فجاءت امرأته تريد الشراء من الشيخ فنهرها ونهره وقال لهما: لا تشتروا من عندي شيئًا وأمر ولده عبد الله ألا يبيع لهما حتى ولو كان غائبًا ليرتدع ويعرف خطأه، وربما قال قائل: لو دعاه لكان خيرًا من ذلك، فنقول: هذا قصور في الفهم؛ لأن الهجر دعوة، وقد أَلَّفَ السيوطي رحمه الله رسالة تبين ذلك أسماها (الزجر بالهجر) وقد رأينا من ذلك ما شاء الله تعالى على يدي هذا الشيخ المبارك حفظه الله، فإني كنت عند الشيخ يومًا فجاء شاب ليسلم عليه فلم يرد عليه السلام ومنعنا أيضًا من مصافحته، فقال الشاب: أعلم أن ذلك من أجل أني أسب الدين يا شيخ وخجل وأخذ يعتذر. وفي مسجد السوق انحرفت القبلة كثيرًا أو إن صح اللفظ انحرف الناس عن القبلة فعلم الشيخ بذلك؛ لأنه دائمًا يحمل بوصلة معه فلما عرض الأمر على إدارة المسجد أَبَوْا أن يعدلوا الصف أو ينبهوا المصلين بذلك فامتنع الشيخ عن الصلاة هناك وامتنعنا معه وكان من العجيب أن بعض العوام أيضًا قد امتنع حتى خف الناس في المسجد جدًّا وأجبر الرجل على أن يأتي الشيخ ويعتذر عما بدر منه في حق الشيخ على أن يضبط الشيخ لهم القبلة فكان الأمر كذلك ورجع الناس ولله الحمد والمنة، فهذه هي ثمرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب لله تعالى وهجر العاصي في الله تعالى فبمثل هذا فليعمل الصادقون وقد هجر عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ابنَ عمه من أجل سنة واحدة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يخذف فنهاه وحدثه بالنهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأتمر وكان غلامًا حدثًا ومع ذلك قال له عبد الله بن مغفل: والله لا كلمتك أبدًا، قال النووي رحمه الله في شرحه للحديث: وفيه جواز هجر العاصي دائمًا، فهذا هو المعين الذي ينهل منه شيخنا حفظه الله تعالى.

إن كنت ويحك لم تسمع مناقبه فاسمع مناقبه من هل أتي وكفى

*أما عن دعاء الشيخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير