تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*وأما عن بره بوالديه: فتقول أم يحيى: بلغ في طاعة والديه المبلغ الأعلى لو طلبه أبوه ترك كل شيء وذهب إليه، وبلغ من طاعته وبره بأمه أنها قالت له يومًا في شيء ما: (بلاش كذا) على سبيل الإدلاء بالرأي المجرد بحيث إنه ليس أمرًا جازمًا، ومع ذلك امتنع عنه وكانت دهشتها حينما سألته عن هذا الشيء قال: ألم تقولي لي: (بلاش) فعجبت من طاعته في شيء ليس بأمر أصلًا. قلت: الجزاء من جنس العمل فإن أبا الشيخ رجل نحسبه لله طائع خاشع، قالت عنه أم يحيى: الشيخ عبد اللطيف معه العالمية من الأزهر محافظ على قيام الليل وهو رجل مسن جدًا فإن عجز عن القيام قرأ القرآن إلى الفجر ومجلسه كله مجلس علم، قالت: لأنني درست الشريعة في كلية الحقوق يمضي المجلس كله أو أكثره في اختباري في المواريث وغيرها، وإذا أراد أن يتلطف ذكر أبيات الشعر ثم سألني عن معنى لكلمات غامضة في ثنايا الأبيات، قالت: وهو رجل ضحوك بسوم. قلت: لا يستقيم الظل والعود أعوج (ذرية بعضها من بعض).

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه

*وعن فراسة الشيخ: تقول أم يحيى: لا يفلح أحد أن يخبئ عليه شيئًا ربما يفتح الموضوع قبل أن يذكر له وينظر في وجه الإنسان فيعرف ما يريده. قلت: اتقوا فراسة المؤمن فإنه يري بنور الله (كلام صحيح إلا أن الحديث لا يصح مرفوعًا) والله أعلم، وقد قرر ابن القيم في خاتمة كتابه الروح أن الفراسة تنبع عن التقوى والشيخ في هذا الباب سيد ضخم ولا نزكيه على الله ونحسبه على خير.

* (الشيخ الشاعر):قالت أم يحيى: لدى الشيخ دواوين شعر كثيرة، فالشيخ شاعر وهو بفضل الله يعرف موازين الشعر ويعرف البيت السوي من المكسور. قلت: وهذه ظفرت بها عالية من فم الشيخ ودونك القصيدة العطائية والتي ألفها الشيخ في وقت فراغه على مكتبه أيام كان يعمل مهندسًا في أحد الشركات بلا مراجع ولا دواوين بل هكذا ارتجالًا، وقد أخبرني أنه أيضًا ألف نونية على وزن نونية الشيخ السبكي في مائة وخمسين بيتًا على نفس المكتب وبنفس الظروف المذكورة أعلاه فلله دره من جامعة لأكثر الخير.

* (عاجل بشرى المؤمن)

قالت أم يحيى: اتصلت بي يومًا أخت فقالت: إنها تعرف أخًا قص عليهم رؤيا للشيخ غير أنه أخذ عليهم ألا يصرحوا باسمه فاستجابوا لذلك، وهذه الرؤيا هي أنه كان اختصم مع الشيخ يومًا في مسألة فرجع إلى بيته فنام قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تخاصم عطاء إنه عندنا مرضي، قال: فقمت من نومي فزعًا باكيًا واصطلحت مع الشيخ وأرضيته، قلت: وأنا والله قد حكى لي بعض الإخوة عن هذا الأخ الرائي لهذه الرؤيا وقال: إنها كانت إبّان وجود الشيخ في مسجد الاستقامة وكان يصلى بهم إمامًا ويدرس لهم في التفسير وغيره وكنت سآخذها عالية من في الأخ الرائي لولا ما حال بيني وبين ذلك، قالت زوجة الشيخ: رأت ابنتي أمامه رؤيا أثناء الحملة الصليبية على أفغانستان فنامت حزينة على أحداث الحرب فرأت في نومها النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي وعائلة الشيخ يمشون خلفه، ثم رأت أمامه الشيخ بجوار النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم واضعًا يده على كتف الشيخ وهما يتماشيان، قالت: فقصت أمامه هذه الرؤيا على الشيخ فابتسم ولم يقل شيئًا، لكن تهلل وجهه وانبسطت أساريره وظهرت عليه علامات الفرح، ورب قائل يقول لما لم يسألها عن وصفه حتى لا يكون شيئا آخر سوله لها الشيطان لغرض ما؟! نقول: إن المذهب الذي يرجحه الشيخ أن الشيطان لا يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولو بالزعم الكاذب فلا يستطيع أصلًا أن يقول: أنا النبي صلى الله عليه وسلم من أجل هذا لم يسأل وعلى كل حال فابنته لها مساس بالعلم ولعله يعرف منها أنها تعلم أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا لم يسأل والله المستعان. قلت: وأنا والله أرجو بصحبة الشيخ الزلفى عند الله تعالى ببركة دعائه ومجاورته والله الموفق للصواب لا إله غيره ولا رب سواه.

* (الشيخ الأب):

يا خير أب لعيال لو لا ديننا لوددت أن لك يا حبيبي أنسب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير