تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله الذي أعطى بالإنعام جزيلا وقَبِلَ من الشكر قليلا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي لم يجعل له من جنسه عديلًا وعلى آله وصحبه بكرة وأصيلا، أما بعد فها نحن أخي القارىء قد رددنا العجز إلى الصدر وجعلنا بسيرة هذا العلم الشامخ لمكسور همتنا جبرا، وإلى هنا تنتهي سيرة هذا المبارك والتي أظن كما يظن المنصفون أيضًا أنها منهج متكامل محكم لجميع طوائف المسلمين من فقهاء ومحدثين ودعاة وزهاد وطلبة علم، منهج عملي محكم يصف كيفية السير إلى الله سبحانه وتعالى، وبه تنقطع الحجة لدى كثير ممن يبحث عن الأعذار بإزاء تقصيره في سيره إلى الله سبحانه وتعالى، فالشيخ في عصرنا ويعيش بين أظهرنا ويتحمل ما نتحمل من أعباء الحياة وربما ضيقها فقد انقطعت الحجة، فلن يقول قائل: بعد هذا السلف كانت حياتهم ألين من حياتنا وأبسط وأسهل، فيقال له: هذا هو الشيخ على الرغم من أنه ينصهر معنا في بوتقة واحدة تحمل معالم هذا الزمان إلا أنه أخرج هذه الأعمال المذهلة التي قرأت عنها آنفًا: فليس البكاء على الزمان وتقلبه، إنما البكاء على خساسة الهمم لقد انقطعت الحجة أُخي، وما بقي إلا العمل الجاد والحمل على النفوس الرعناء حملة صدق لتلين لك وتنقاد، فخذ الصبر زادًا لا ينفك عنك مطلقًا واستعن بالله فإنه هو المعين المقيت ولا تيأس ولا تكل ولا تمل حتى تضع يمينك في الجنة، وليكن الحادي لك في هذا المقام قول الملك العلام: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:19)

وقوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَاوَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس: 9)

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

وفقني الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه 0

سيبقي الخط بعدي في الكتاب وتبلى اليد مني في التراب

فيا ليت الذي يقرأ كتابي دعا لي بالخلاص من الحساب

وكتبه: أبو عبد الرحمن السيوطي

سمير بن مصطفى بن عبدالله

سامحه الله

(ردع الأفين عن سب العالم الرصين)

(إن الميدان الدعوى اليوم يموج بحالة من الخلل الناشيء عن التضخم الكمي الذي فرض نفسه على حساب التربية النوعية الأمر الذي أفرز كثيرا من الظواهر المرضية من أخطرها تطاول الصغار على الكبار والجهال على العلماء وطلبة العلم بعضهم على بعض حتى إن الواحد منهم ينسى قاموس التآخي وما أسرع ما يخرج إلى العدوان على إخوانه ويجردهم من كل فضل فلا يحلم ولا يعفو ولا يصبر ولكن يجهل فوق جهل الجاهلينا بل إن من طلاب (آخر الزمان) من غاص في اوحال السب والشتم والتجريح وانتدب نفسه للوقيعة في أئمة كرام اتفقت الأمة على إمامتهم وهو لا يدري أنما ذلكم الشيطان يستدرجه إلى وحل العدوان وهو يحسب أنه يحسن صنعا ويتوهم أنه يؤدي ما قد وجب عليه شرعا فرحم الله من جعل عقله على لسانه رقيبا وعمله على قوله حسيبا0) قلت فيا ليت محمد بن عبد الحميد -هذا الساب للعلماء- وأشياعه يتعلمون من هذا الكلام لهذا الشيخ الهمام والله المستعان0

من كتاب حرمة أهل العلم للعلامة محمد بن إسماعيل المقدم0

الحمد لله الذي فضل العلماء العاملين على العالمين ونور بعلمهم آفاق السالكين ودحض بسيرهم الطغام المآفين وجعلهم حجة بينه وبين المتقين وصلى الله علي سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين وأصحابه العاملين العارفين وسلم آمين، أما بعد:

فيقول الإمام ابن القيم رحمه الله: ـ فقهاء الإسلام ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام الذين خصوا باستنباط الأحكام وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي في الظلماء حاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء:59)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير