تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه دعوى شطط وتكلف فرط، وجوابا عليه أقول: إننا لا نعبد ابن تيمية على حبنا له وتقديمنا له على كثير غيره، بل وقد حدثنا شيخنا أبو الأشبال أن الناس عالة في عامة علمهم على ابن تيمية وتلاميذه ومن تأثر به، ومع ذلك فنحن نعتقد أن الشيخ غير معصوم وأنه بشر يخطئ ويصيب، وقد قال تلميذه الذهبي في ترجمته من السير: "ولا أدعي له العصمة ولقد خالفته في مسائل كثيرة في الأصول والفروع" أ. هـ كلامه بتصرف. وهو نفسه لا يحب ذلك منا فما من إمام متبوع إلا وقد رهب أصحابه من الافتتان به وحداهم إلى الكتاب والسنة، وأقوالهم في ذلك متواترة متكاثرة، وعلى سبيل المثال يقول الإمام أحمد: "لا تقلدني ولا تقلد الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا" أضف إلى ذلك أنني أشهد ما سمعت الشيخ يقول في مسألة على ابن تيمية: كلامه مردود أو ساقط أو غير ذلك من الألفاظ، بل إن الشيخ لا يقول ذلك على أحد ممن هم دونه فضلًا عنه ومنذ أيام قلائل جاء أخ للشيخ بكتاب لينظر الشيخ فيه فإذا به لابن تيمية فقال الشيخ ابن تيمية مالي ولهذا أأنظر أنا في كتاب لابن تيمية؟! هذا ما قاله الشيخ تقريبا0 ولكنه ربما قال: قال ابن تيمية كذا وكذا والأحوط قول الجمهور أو الراجح قول الجمهور مثلا، وهذه عبارات لا غبار عليها لدى كل متحيز منصف، أما المتعصب فيعدها من الكبائر، وأنا مع الأسف قد رأيت مثل هذا الضرب من الناس فقد ناقشت رجلًا يومًا في مسألة فأرسل إليَّ يقول: وهذا قول أحمد وهو حجة على من دونه!!!!! فأسأل الله تعالى أن يُعَبِّدَنَا وإخواننا جميعًا له وحده وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى درب السلف الصالحين.

قالوا عن الشيخ: موسوس!!

وهذه لا ينبغي أن تذكر إلا أن هذه الجزئية أكثر انتشارًا في الناس، ويروجها قوم وجهاء عند بعض الناس- والدعوى أوسع من المضمون- وها أنا ذا أرد عليها مضطرًا لا سيما وقد انتشرت في زمان عز فيه الإنصاف كما عزت فيه السلفية.

وما عن رضى كانت سليمى بديلة ولكنها للضرورات أحكام

فقائل هذا رجل متخصص في باب العقيدة- زعموا- ولا يدرس غيرها، ومع ذلك دخل المسجد يومًا فوجد بخورًا معلقًا على جدار المسجد فقال: احملوه من هنا يحرم!! على المرء أن يصلى إلى نار، وهذه المقالة على فقرها من الإسناد إلى معتمد إلا أنها أيضًا من ضرب إلقاء الكلام على عواهنه كما في الفقرة قبل الفائتة، فمن المعلوم أن البخور ليس نارًا على وجه الدقة، ولم يكره ذلك من السلف إلا ابن سيرين- يعني أن يصلى الرجل إلى التنور- ورد الحافظ في الفتح عليه وقرر ألا كراهة أيضًا لدلالة الحديث على خلافها وهو حديث: "تفلت عليَّ البارحة جني ومعه شعلة نار .. ) الحديث، فلو أن مدرس العقيدة!! تكلف ورجع إلى كتب أهل العلم لوجد ريًا لظمأه في هذا الباب، ولكنه مع هذا العي وضيق العطن يطعن في أمثال شيخنا بمثل هذه المطاعن، فيقال له: ألا تستحيي على نفسك تقع في العلماء وأنت قفرًا من الفهم فضلًا عن العلم؟ ومن كان بيته من الزجاج فلا يقذف الناس بالحجارة، فقد قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:

إن البدار برد شيء لم تحط علمًا به سبب إلى الحرمان

وكما قيل

ليس اليتيم الذي قد مات والده إن اليتيم يتيم العلم والأدب

وكما قال السخاوي تزبب قبل أن يتحصرم!!

وخذ مثالا واحدًا يشفي لك وساوسك أيها الساب للعلماء لتعلم أن الوسوسة ليست من الجرح الذي يرد به أهل العلم أو يتكلم بسببه فيهم، لقد ذكر ابن القيم في كتابه (إغاثة اللهفان) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (لا تقتدوا بي في الطهارة فإني موسوس) فما رأي العالم الجليل في هذه؟!!!!!!!!! خذ الأخرى ذكر الذهبي في السير أن الأعمش قال: "آية التقبل الوسوسة؛ لأن أهل الكتاب كانوا لا يعرفون الوسوسة وكانت أعمالهم لا تصعد إلى السماء" ولا أقول ذلك ترغيبًا في الوسوسة بل هي داء، لكن العاقل ينظر لأجمل الشيء ويشير إليه، والفاحش الطاعن يتتبع عثرات الخلق حتى يتتبع الله عثرته نسأل الله السلامة، وكلام الأعمش السابق ربما حمل على الاحتياط في العبادة وخشية عدم التقبل والله أعلم، ولقد كان السلف رحمهم الله تعالى لا يرون ذلك قادحًا في العلماء بل كانوا ينهلون منهم النافع ويتركون لهم ما لا ينفعهم وما ذموهم بل مدحوهم وأخفوا عيبوهم، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) مثل هذا في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير