تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أحس الشافعي بهذه المحنة فدبج أبياتًا ينعي فيها على كثير من الناس فقال:

ليت الكلاب كانت لنا مجاورة وأننا لا نري ممن نرى أحدا

إن الكلاب لتهدأ في مرابضها والناس ليس بهاد شرهم أبدا

فأنج نفسك واستأنس بوحدتها تلفى سعيدًا إذا ما كنت منفردا

(لحوم العلماء مسمومة)

وهذا فصل حسن أردت بإيراده الردع لكل إنسان لا يخشى الله عز وجل ولا يتقه إلا إذا أصيب بعذاب ظاهر أليم، وبئس هذا العبد فإن الحر تكفيه الإشارة لكن عسى أن تكون هذه المواقف التي أنا لها شاهد عيان يكون لها تأثير في مثل هذا العبد وأن تكون بمثابة النذير لكل من تحدثه نفسه بالوقيعة في العلماء وأهل الفضل والله الموفق.

وهذه حكاية عجيبة سردها لنا يومًا شيخنا أبو الأشبال حفظه الله تعالى ليؤصل عندنا أن لحوم العلماء مسمومة وليعلمنا أن نحجم ألسنتنا عن الناس عامة وعن العلماء خاصة، ومن منهجه هذا قد استحلبت هذه الخاتمة قال الشيخ: كان قوم يلعبون بالكرة وسقطت في مرمى أحدهم فقال: (جول) وقال الآخر: (لا) - يكذبه- وإذا بأحدهم يتطاول قائلًا: ستسكت أو آتيك بالشيخ ابن باز يفتيك أنها جول- وكان هذا بعد فتوى الشيخ أثناء حرب الخليج- قال الشيخ أبو الأشبال: فذهبت الكرة بعيدًا وذهب هذا الولد يعدو خلفها حتى انحاز وبلا سبب أو مقدمات عن الكرة لتذهب عنه بعيدًا ويتحول هو في جهة مغايرة ليرتطم بحائط فيسقط من ساعته ميتًا. وذكر الشيخ لنا أيضًا عن غلام كان يسب الشيخ الألباني ويتطاول عليه فأرداه الله في هوة سب العلماء فألف كتابًا أسماه (إلقام الحجر للحافظ ابن حجر) ثم تردى بعد ذلك حتى سقط في هوة الفتوى بغير علم فأفتى أن المفروضة صلاتان أو ثلاث!!! وقد قال الحسن: "إن من نصرة الله لك أن ترى ظالمك يعمل بمعصية الله"0

ولا غرو فهم وفد الله وخاصته وهم ورثة الأنبياء، ولا يتطاول عليهم أحد إلا ذب عنهم الله سبحانه بنفسه غيرة لخاصته وأهله، وأشهد بالله ما تطاول أحد على الشيخ فيما أعلم ثم لم يعد لتعظيمه والإقرار له بالفضل والاعتذار والتوبة من فعله ورد هذا السب عنه إلا خذل وصار منبوذًا أو على الأقل لا يزال غمرًا لا يؤبه له ولا يرفع الناس به رأسًا، وإليك أمثلة حية شاهدتها أو عاصرتها وأنا شهيد عليها أمام الله عز وجل:

فهذا غمر عندنا له قصة عجيبة لا يلحظها إلا من أدرك ما قدمته أعلاه، وذلك أن هذا الشخص كان يبغض الشيخ جدًّا إلا أنه كان يضمر ذلك في نفسه ولا يفصح به إلا في مجالس خاصة ليس فيها إلا من هو على شاكلته- وما أكثر هؤلاء الذين يتعاملون بالتقية ولو أظهروا لنوظروا ولو نوظروا لخذلوا ودحضوا- فلما علم أن الشيخ لا محالة سيعطي دروسًا جن جنونه وذهب كل مذهب وكان أخوف وأقل من أن يواجهني أو يعترض لما أظهره مسبقًا من الموافقة، فذهب إلى بعض الإخوة ونفث ما في صدره وأكثر حتى تكلم لمدة ساعة تقريبًا مع هذا الأخ يشجب فيها ويستنكر ويعترض ويسب ويكذب ويفتري حتى بلغني هذا الكلام، وكان هذا تاريخًا لسقوطه وأول سقطة أنني لما واجهته كذب، وقال: لم أقل. فصار بين الناس كذابًا، ومن يومها فصاعدًا قد وقع في أكثر من خطأ حتى أنه إلى لحظة كتابتي هذه السطور مبغوض من جمع كبير من الإخوة الذين كانوا يعظمونه من قبل حتى أن البعض اتهمه بالسرقة، وصار يشيع ذلك بين الناس، وإن كنت أورد مثل هذا فمن أجل الموعظة وفقط لا لأنني أرضاه، لا من أجل هذا الغمر، وإنما لأنه حد من حدود الله وأعجب من ذلك أنه قد تغير لسانه حتى استدرك الناس عليه في قراءة القرآن فهو لا يحسن قراءة الفاتحة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! ‍ ‍‍ومن ذلك أن امرأته كانت حبلى وكانت قد واجهت عسرًا في حملها هذا، وأخبرنا بعد ذلك أنها صارت في خير حال وأن الطبيب المختص أخبر أنها ستحتفظ بمولودها هذا بلا أي ضرر عليها أو عليه، ثم سقط الأنوك في هذه الهوة الساحقة وهي سب العلماء فوالله وتالله وبالله ما هي إلا أيام حتى وجدناه قد جاء بابنته بنت الشهور المعدودة سقطًا وبلا مقدمات ولا أسباب، نعم كانت هناك أسباب طبية ظاهرة لكنها أتت فجأة وبلا مقدمات على غير المعهود، فلم يستفد الأعمى من هذه الحادثة بل هو محارب للإخوة إلى اليوم وإلى لحظة كتابتي هذه السطور- هداه الله-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير