تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذلك ردًا لشيء لا يسوى بإزاءجميله العظيم الذي أسداه الله إلي على يديه، ثم تبصره لإخوتي وبني جلدتي بأسوة لهم مثل السلف يعيش بين ظهرانيهم، فمن أراد فروع العلم فالشيخ بحر لا تكدره الدلاء، ومنأراد السلوك فيكفيه النظر إليه ليكون من الزهاد والعباد، ومن أراد الحديث فدونك البحر، وبالجملة فلقد طفت يسيرًا ورأيت كثيرًا وما رأيت مثل الشيخ ولا رأي مثل نفسه، فالشيخ يغرف من بحر وغيره يغرف من السواقي، بحر لا تكدره الدلاء وحبر يقتدي به الأخيار الألباء، وهذا أمر برهانه وجوده ودليله وقوعه، وإذا قالت حزام فصدقوهاولا ينبؤك مثل خبير، فلقد رأيت الشيخ وعاشرته مدة ثلاث سنين تقريبًا لا تفوتني أكثرحركاته وألمح أكثر أفعاله وأعرف بفضل الله كيف يفكر من كثرة حديثي معه والتمعن فيكلامه وشيء من المعرفة أنعم به الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فالحمد لله من أجل هذا صرت بفضل الله خبيرًا بالشيخ حقًّا حتى أن من أصحابنا الذين يعرفون الشيخ من قديم من كان يستشكل أشياء يفعلها الشيخ ويسألني فيها وكنت بفضل الله تعالى أجيبعن جميعها كما سترى في الجزء الملحق بهذه الرسالة وهذه نعمة الله التي أسداها لاإله غيره ولا رب سواه.

فإليك أخي هذا التقرير والتحبير لتجتمع لديك إن شاء الله تعالى به الدلائل ويستقيم بسيرة الشيخ لديك كل معوج ومائل وتماط عنك بمعرفة هذه الحقائق أكثر الرذائل والله المسئول ألا يجعل الهوى بين هذه الفضائل وبين قلبك حائل، إنه ولي ذلك وعليه قادر.

فأقول وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم: لقد رأيت الشيخ منذ ثلاث سنين تقريبًا وقبل ذلك كنت أسمع عن الشيخ وأعلم ممن سبقوني أن كل علم في مدينتنا حلوان حفظها الله من قبل هذاالمبارك؛ لأنه وإن كان قد انقطع إلى التصنيف والعبادة وغيرهما من لوازم الحياة إلا أنه كان يُدَرِّسُ قبل ذلك لرؤوس طلابها، وكان ينتصب للفتوى. فحدثني عضا لطلبة أنه كان يجمع الأسئلة التي تصدر من جميع طلبة العلم تقريبًا ثم يحملها إليه فينظر الشيخ فيها ثم يجيب عليها، وكان الكل عليه في ذلك عالة إذا استشكلت مسألة أو ساء فهم أواضطرب أرسلوا إليه فسرعان ما يحل هذا الإشكال ويزول الاضطراب بيسير الكلام من شفتي هذا الحبر النادرة.

وحدثني الشيخ: خالد صقر حفظه الله قال: إننا إلى الآن نحيل المسائل على الشيخ0

ولا أريدبهذا التقليلَ من قدر الدعاة في حلوان لا سيماشيخ الدعاة فيها: الشيخ الرباني شيخنا الشيخ: مصطفى بن محمد حفظه الله تعالى، فقد حمل لواء الدعوة إلى الله تعالى سنين عددًا، ونشأ جُلُّ الشباب في حجره وأنا منهم، لكنني أردت أن أنبه على فضل شيخنا جزاه الله عنا أهلَ حلوان خير الجزاء وجزاه خيرًا عن كل من انتفع بعلمه في داخل البلاد أو خارجها، أقول: فكان هذا دأب الشيخ في حلوان بما قدره الله له من التسبب في ذلك0 وكنت بعد هذا الكلام العظيم عن الشيخ أشتاق إلى رؤيته، بيد أن الأمركان لا يتفق في كثير من الأحوال حتى أتاح الله عز وجل وقدر لي رؤيته لَمَّا نقل تجارته من مكانها القديم إلى سوق المساكن الاقتصادية وهذا السوق كان بجوار بيتي، فأخذني بعض إخواني إلى السوق لرؤية الشيخ، فلما رأيته أكبرته ووقعت هيبته في قلبي حتى أنني حقَّا لم أملأ عيني من النظر إلى وجهه؛ خشية أن يقع بصره على وأنا أنظرإليه، فانصرفت سريعًا إلى خارج السوق وراودت صورة الشيخ نفسي حتى أنني لم أنسها حين رؤيتها وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر، ثم قدر الله تعالى لي أن أرى بعض تصانيف الشيخ لما كنت أدرس صحيح البخاري في مدرسة الشيخ الجليل: حسن أبي الأشبال في عابدين بمسجد أنصارالسنة في شارع قَوَلَةَ،فينما أنا أطوف على بائعي الكتب بعد خروجي من المسجد إذ وقعت عيني على كتاب أنار اسم الشيخ غلافه وهو كتاب إعلام الرجال والنساء بتحريم المكث في المسجد على الجنب والحائض والنفساء، فسألت الكُتَبِيَّ عن ثمنه وأخذته وانصرفت وأنا جذلًا مسرورًا غاية السرور بهذا الكتاب وتصفحته في الحافلة وقبل الرجوع إلى البيت من فرط إعجابي به وشوقي إليه، فلما ذهبت إلى البيت قرأته بعناية فسرعان ما أخذتني الدهشةمن قوة استدلال الشيخ وحسن تصنيفه وإيراده للأدلة وأدبه مع مخالفيه في الرد عليهم، وأبهرني حقًّا كلامه على الحديث المضعف وتقرير أنه يصلح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير