تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ الزامل .. التاجر الداعية]

ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:39 ص]ـ

بقلم: منصور بن محمد بن سليمان البسام

من حق علمائنا علينا أن نعرفهم وأن نقرأ سيرتهم ونتابع جهودهم العلمية والدعوية، سواء من مات منهم أو من كان حياً، فالعلماء هم قدوتنا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم ورثة خاتم الأنبياء عليه السلام الذي لم يورث درهما ولا ديناراً وإنما ورث العلم.

ومن علمائنا الأجلاء الذين نسرد هنا جانباً من سيرتهم: فضيلة العلامة الشيخ زامل بن صالح بن زامل الزامل ففي سيرته الكثير مما يستحق التوقف عنده والاقتداء به، خاصة أنه من القلائل الذين جمعوا بين التجارة والدعوة، وأجاد في الدنيا كما نحسب أنه أجاد للآخرة ..

من هو الشيخ الزامل؟

هو العلامة الشيخ زامل بن صالح بن زامل بن عبدالله بن سليم بن يحيى بن علي بن عبدالله آل زامل من ذرية زهري بن جراح. ولد رحمه الله في ذي القعدة لعام 1321ه في بلد الكويت ونشأ في عنيزة، توفي والده وعمره آنذاك 11 سنة.

دراسته وطلبه العلم:

درس على علماء بلده عنيزة.

درس على العلامة قاضي عنيزة الشيخ صالح بن عثمان القاضي والعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي.

فكان من زملاء الدراسة على الشيخ صالح والجد عثمان الحماد الخويطر ومحمد الزامل العبدالله وعبدالمحسن الخريدلي ومحمد بن عبدالله الخريجي والشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي وعثمان الصالح القاضي وابن العم صالح المحمد البسام وغيرهم.

أما زملاء الدراسة على الشيخ عبدالرحمن بن سعدي فهم من الطبقة الأولى وهم مذكورون في كتاب (كشف النقاب على نظم قواعد الإعراب).

الدعوة إلى الله: كان داعية إلى الله ما وسعه ذلك رافعاً راية التوحيد في وجه المشعوذين والدجالين والبدع والشرك خاصة في منطقة جازان حيث كانت البدع والشركيات منتشرة.

كان في دعوته لين الجانب يبتعد عن الشدة وتنفير الناس خاصة مع أولئك البسطاء المغرر بهم حتى أنه كان يشتري التمائم الشركية ممن يعلقها ثم يعظهم مبيناً حكم الاعتقاد بما فيها.

ولكنه كان قوي الشكيمة لا تأخذه في الله لومة لائم مع المشعوذين والدجالين، كان من أ كبر داعمي دعوة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي -رحمه الله- في منطقة جازان يقدم له المشورة والعون المادي والمعنوي واضعاً جميع إمكاناته في خدمة دعوة الشيخ القرعاوي وكان ذلك يتم في سرية تامة محتسباً مثوبة الله وأجره.

كان محله مركزاً لتوزيع الكتب الدعوية مجاناً سواء ما يشتريه هو أو ما يصله من كتب للتوزيع فأصبح محله ملتقى الدعاة وطلبة وناشري الوعي السلفي.

أخلاقه: كان رحمه الله دمث الأخلاق حسن المعشر يحبه كل من عرفه بل كل من يلتقي به ولو مرة واحدة، محبوباً بين الناس، اتصف رحمه الله بالصفات الحميدة وخصال الفضيلة والصدق والأمانة وسلامة الطوية كذلك ممن عرفه من قرب ومنهم والدي حفظه الله.

طلب الرزق:

سافر إلى العراق طلباً للرزق وبقي بها حتى عام 1353ه وخلال هذه الفترة كان يتجول بين العراق والهند والبحرين ثم سافر إلى عدن براً أكثر من مرة كان آخرها 1356ه حيث عقد تجارة مضاربة مع أحد تجار الكويت المقيم في عدن، بعدها اتجه إلى جازان، وطاب له المقام بها مزاولاً لأعماله التجارية حيث اتسعت أعماله التجارية من ضبا شمالاً ألى القمحة جنوباً وكذلك مع اليمن.

وفي عام 1368ه افتتح فرعاً تجارياً في جدة، وكان لسمعته الحسنة أثر بالغ في سرعة اتساع أعماله في هذا الفرع إلا أنه سرعان ما أنهى أعماله في جدة عام 1370ه.

وفي عام 1368ه انتقل للسكنى في مدينة أبها بناءً على نصيحة الأطباء، وهناك زاول عملاً تجارياً مع بقاء محله في جازان على وضعه.

في عام 1389 أنهى أعماله التجارية في كل من جازان وأبها وانتقل إلى الطائف وأقام بها حتى شهر شعبان 1419ه.

تعامله التجاري:

اشتهر بالأمانة والنزاهة في تعامله بيعاً وشراءً، ولكي يحافظ على أكمل مستوى من الصدق في التعامل كان يباشر أعماله بنفسه، كما كان يختار معاونيه بدقة متناهية ليضمن أمانتهم ومحافظتهم على نهجه في العمل لذا فجميع من تعامل معه وعرفه لا يسأل عن سعر السلعة ولا مستوى جودتها لأن حقيقتها معروفة سلفاً عن مصدرها، ويكون المشتري على ثقة بأن ما سيدفعه مقابل السلعة هو السعر الحقيقي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير