[[مختارات من مراسلات الشيخ عبد الله بن سعدي الغامدي]]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:03 ص]ـ
رسالة نادرة في منهج الدعوة كتبها ابن حميد لعبدالله بن سعدي
هذه رسالة من نوادر الرسائل التي تتعلق بمنهج الدعوة كتبها الشيخ القاضي عبدالله بن سليمان بن حميد لشيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبدالله بن سعدي الغامدي، وهذه الرسالة فيها فوائد عزيزة خاصة أنها كتبت في الستينات 1360هـ وهي ضمن كتابي (داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبد الله بن سعدي)
: نسب لشيخنا عبدالله بن سعدي أنه لا يسافر لبعض المناطق لوجود المنكرات فيها، وأنه يهجر من لا يستجيب لدعوته، وأنه لا يخالط الأمراء وشيوخ القبائل والعامة، وأنه يستعمل العنف والشدة، وعدم الرفق في الدعوة.
وقد كتب له في ذلك برسالة مطولة قاضي جيزان الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد رحمه الله، ويظهر أن بعض الجهلة أو المعاندين قد كتب للشيخ ابن حميد في ذلك، وهذه الرسالة من الرسائل المهمة؛ حيث يظهر فيها منهج الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد في الدعوة إلى الله، وأيضاً وهو الأهم ذكره لمنهج الشيخ عبدالله القرعاوي في الدعوة إلى الله
وهذا نص الرسالة:
(من محبك بلا ريب الداعي لك في ظهر الغيب: عبدالله بن سليمان بن حميد إلى حضرة الأخ الفاضل صاحب الفضائل المحبوب في الله عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي سلمه الله تعالى، وأطال الله في طاعته وحفظه وتولاه وزاد عزه وعلياه وحرس دينه ودنياه وجمعني على بساط المسرة وإياه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الدوام مع السؤال عن ذاتكم الزكية وأخلاقكم المرضية، أحوالنا من نعم الله تسركم من كافة الوجوه، رزقنا الله وإياكم شكر نعمه ودفع عن الجميع نقمه ونسأله الثبات على دين الإسلام والوفات على سنة محمد سيد الأنام:
كتابكم الجوابي المؤرخ وصل، وجميع ما شرحتموه كان عند مجيئك معلوم، والأمر كما ذكرت وفوق ما شرحت، وهذا آخر الزمان فيه الفتن والامتحان والقابض على دينه الصحيح كالقابض على الجمر؛ لقلت الأنصار والأعوان نسأل الله السلامة من الفتن، والتوفيق لما فيه السعادة في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وذكرت أخي محبتك لنا، فأحبك الله الذي أحببتنا له، ولا عندنا في ذالك شك ولا ريب، لأن لك عندنا من المحبة شيء عظيم، ودعائك لنا هو غاية المطلوب لحاجتنا إلية من مثلك.
أخي فهمنا من عدم وصولك إلينا في قرية أبها للسلام، هو ما ترى وما تسمع من المنكرات،فلا أري هذا الفهم صواباً أم خطئأً، وعلى صحته فإني لا أري لك ذلك، بل الصواب للداعي إلى الله أن يستعمل مخالطة الناس ويصبر على إذاهم ويعرف الفرق بين المدارات والمداهنة، ويستعمل الأولى ليتحصل على غرضه ومطلوبه الذي هو إرشاد الخلق إلى الحق، وتخفيف المنكر وفعل بعض الواجبات، وما لا يدرك كله لا يترك كله، ومن عرف طريق دعوته صلى الله عليه وسلم هان عليه الأمر «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». وقال «ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفظوا من حولك». وقال صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». ولا يخفاكم ما ورد من الآيات والأحاديث في هذا المعنى، فلا نطيل بذكرها.
فالداعي إلى الله سبحانه يحتاج إلى نية صالحة قبل كل شيء، ثم إلى الرفق واللين والتيسير، بلا مداهنة ولا مجاملة ولا هوادة في الحق، وإذا أراد الداعي أن يطاع فليأمر بما يستطاع، ولا يشدد ولا ينفر ولا يتهدد ولا يتوعد، ويغفر من الإساءة ما لا يضر بالدين، ويقبل الاعتذار ويغض النظر ويحمل الناس على السلامة، ويتطلب لهم الأعذار فيما أخطئوا به حتى يتبين لهم الحق، ويذكر الواعظ قوله تعالى «لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسراً يسراً». والواعظ المرشد لا يبلغ مراده إلا إذا جمع البشارة والنذارة، وأحكم الترغيب والترهيب، وأحسن ظن مستمعيه بالله سبحانه وخوفهم معصيته، وبين لهم عقوبة مخالفته في الدنيا والآخرة، أما الذين لا يقولون إلا بشدة ولا يعضون إلا بعنف، ويقبحون ويفسقون ويكفرون، ويخاطبون الناس بأنت أنت، فهؤلاء عون لإبليس على الفتنة، ولا يقبل منهم شيء وخير لهم أن يسكتوا ويعتزلوا الناس؛ لأن ضررهم أعظم من نفعهم، وقد أمر الله موسى وهارون،
¥