تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قف: لقد كتبت لبعض الأمراء اطلب الأذن منه في إقامتي في قبيلة خالية من الوعاظ والمرشدين والمدارس، فقلت له أريد المساعدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإذن لي بإقامتي بالمحل الفلاني افتح به مدارس واعلم فيه القران ومبادئ الدين وعقيدة أهل السنة مع بث الوعظ والأرشاد في الأسواق والمساجد، ولا أريد منكم غير ذالك «قل لا أسألكم عليه أجراً» فلم يرد عليَّ بجواب البتة فقلت في نفسي النية بلغت والخلق والأمر لله ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن،

قف: وأما قول حضرة الشيخ (وإني فهمت من سيرتك قوتك في الحق والاجتهاد فيه وكل من خالف الحق أو قصَّر عاديته في الله وتجنبته) إلى آخر الكلام المدلى به، فأقول: كان الحق على حضرتكم التثبت في مثل هذا المقام، وتفكرون في سبب نزول قوله تعالى «أن جاءكم فاسق بنبأ» ومن نزلت فيه الآية الكريمة وما حكمها وماذا قال فيها أئمة التفسير، وخصوصاً في وقتنا هذا الذي كثرت فيه الأهواء والانتصار للنفوس والبهرج والكذب وكاد فيه يفقد الصدق والورع والإنصاف وتحري الوقوف على الحد الذي رسمه الشارع صلوات الله وسلامه عليه، كما أنه كان حقاً على حضرة الشيخ العمل بقوله تعالى «ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم» وتراجعون التفسير الصحيح وتتدبرون في أول السورة إلى آخر هذه الآيات المرشدات إلى الخير، وتفرون عن الاندراج تحت مدلول قوله تعالى «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبيناً» ويكفونكم بالاندراج تحت مدلولها أهل الأهواء والأغراض، لأن مالكم قصد ولا هوى فيما أظن واعتقد ولموجب ظني فيكم واعتقادي أقول الله يبيحكم ويسامحكم ويعفو عنكم ويجعلكم في حل من جهت أُخيكم ومحبكم في الله وأما الذين اجرموا فإن الله قد أخبر أنهم من الذين أمنوا يضحكون، كما قال تعالى «إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذ رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليه حافظين» «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد»

قف: أما أنا أيها المحبوب فطريقتي مع الناس النصح على العموم، وأرغب في الخير وأبين بعض الآيات والأحاديث المخبرة بالفضائل وارهب من الشر وأبين بعض الآيات والأحاديث المخبره بعقوبات الجرائم مثال ذالك أقول: من جانب المحرمات وحافظ على المأمورات وتقبل الله منه فله الجنة وانظروا يأناس صفات الجنة ثم أقرأ عليهم مثل سورة الواقعة أو هل أتى على الإنسان أو سورة الرحمن وأشباه ذالك وأتكلم على ما أتلوا عليهم بما استطيع وأقول من أشرك بالله ومات على فعل الشرك الأكبر فهو مخلداً في النار وأبين لهم الشرك الأكبر وأبين لهم ما ورد فيه وأبين لهم الشرك الأصغر وأنه اكبر من قتل النفس بغير حق وأكبر من الزناء والربا والسرقة إلى غير ذلك، وأبين لهم العقوبات الشرعية المترتبة في الدنيا وكذا عقوبات الآخرة أذا مات العاصي ما لم يتب وأقول فانَّ من سرق أو شهد بالزور أو قتل النفس يترتب عليه في الدنيا كذا وفي الآخرة كذا وهلمجرا إلى أخره، ثم أبين لهم صفات وبعض صفات عذابها، وأقرأ عليهم بعض ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أقول لهم: قال عليه الصلاة والسلام: «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، وأبين لهم صفة ذالك، فيزعل المتلبس بهذه الأفعال ويغضب، لكون الراشي ربما تاب وكذا الرائش، فتنقطع المصلحة عليه، وكذالك أكل أموال الناس بالباطل بسبب سحراً أو تكهن أو حقوق على ما يزعمون وأكل الربا، وقس على ذالك الخمار والتتان والزانية والملوط به والسمسار في هذه الأفعال، والسماسرة اعني الجارين الجارين النساء والمردان للرجال الفساق، فمن أجل ذالك يقعون في عرضي ويبهتونني بها ليس فيَّ، ويتذورون عليَّ ويقعدون لي كل مرصد، وينفرون الناس عني ويشهون سمعتي عندهم، ويكذبون عليَّ عند أهل الخير وعند أهل الحل والعقد، وعوينهم على كل ذالك رئيسهم وإمامهم إبليس، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) طرق الشيطان مع الإنسان كثيرة جداً، ومجامعها ست طرق، فاول ما يأتيه من باب الشرك، فإن وجد معه توحيد وعمل،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير