تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأخبركم عن رحلتي إلى اليمن هي في الواقع صعبة جداً حيث أني لم أجد غير أسبوع ذهاباً وإياباً ولكن بحمد الله تمكنا من أداء بعض الواجب لأن هدفي الاتصال ببعض العلماء وفعلاً اتصلت بهم أولهم الفقيه قاسم اتصلت به وعنده عدة من التلاميذ فافتتحنا المذاكرة معه أولاً في توحيد الأسماء والصفات في الصواعق المرسلة شرعنا فيه من الساعة الثانية ليلاً إلى الساعة الثامنة نتتبع المواضع المهمة حتى تجلى لهم أنا على السنة ولم يقفوا فيه على أي مغمز بل وجدوه صواعقاً تردي كل معارض ولم يجدوا شيئاً من الأمور التي بهت بها شيح الإسلام ابن تيمية وأتباعه رغم توقعهم على أن يعثروا على شيء من التشبيه والتجسيم بل أطلقت لهم العنان في مطالعة كل ماتقع عليه أعينهم من كتب الشيخ وأتباعه وأنهم مهما حاولوا فلن يجدوا شيئاً من تلك الافتراءات التي يلصقها الدجالون بالشيخ وأتباعه فارتضوا تلك الطريقة وأعلنوا لي كل سرور واغتباط وحلفوا لي أن هذا ما ندين الله به وأن هذا هوالحق وطريقة السلف الصالح وأن ما يذهب إليه الأشعرية وغيرهم من تأويل الاستواء بالاستيلاء بل التأويل في كل الصفات باطل وأنهم يؤمنون بالاستواء والنزول والمجيء كما أخبر الله عن نفسه وأخبر عنه رسوله عليه السلام وقالوا لي والله لانقول هذا تملقاً ولا خوفاً ولا رياءً وفي اليوم الثاني قرأنا في فتح المجيد وكانت قد سبقت لهم فيه مطالعة واعترفوا أن هذا حق وأن الناس الذين يتعلقون بالأولياء والمعابد ضالون وأن الأشياء التي يتعاطونها عند تلك المعابد شرك غير أنهم لايصرحون بخروجهم من الملة فلم أشدد عليهم عند هذا الموقف بل رأيت هذا منهم حسناً بالنسبة لهم لأنهم لم يسبق لنا بهم اتصال قبل هذه المرة وشجعناهم على المطالعة وعلى تدبر الأدلة من الكتاب والسنة وإنا لنطمع أن يتجلى لهم كل الحق ومهما كان فإنا نعتبر هذا منهم خطوة جيدة وبعد هذا توجهنا إلى الجبيرية بعد أن حرضناهم على التدريس في كتاب التوحيد وغيره من كتب التوحيد فلبوا هذا الطلب غير أنهم يخشون أن يلاحظ عليهم من الناحية السياسية متأثرين بمنع مدارس الشيخ عبد الله أيام أن فتح بعض المدارس هناك وقامت تلك المعارضة ضدهم إلا إن حصلت لهم استطاعة وأمنوا المعارضة فسيفعلون ذلك إلا أن الطالب النبيل علي بن محمد وهان قد صرح بأنه سيدرس وسيدعو الناس إلى التوحيد بكل صراحة في منطقة الحشابرة فسرنا موقفه جداً نعم وصلنا الجبيرية لدى أولاد الفقيه يوسف فقهاء تلك القرية وجرت المناقشة بالطريقة الأولى أعني تتبع المواطن المهمة من الصواعق والحموية بعد أن جزعوا من الإقدام عليها لتأثرهم بكتب الدجالين الذين ينسبون إلى الشيخ وأتباعه التجسيم والتشبيه فأكدت لهم أنهم مهما حاولوا فلن يجدوا غير الحق من الكتاب والسنة وتفنيد الشبه الباطلة بكل مناقشة وكل حجة عقلية ونقلية وأنهم أشد الناس على المشبهة والمعطلة وأقدموا على المطالعة فيهما فلم يجدوا شيئاً مما نسبه أولائك الدجالون وأظهروا الدهش كيف ينسب إليهم هذه الأشياء مثل ابن بطوطة وأضرابه ممن كانوا يحسنون بهم الظن فتأكدوا أنا على الحق ولم يبدوا أي معارضة وتناولوا عقيدة الغزالي لأنقدها فتكلمت بما بدا لي من النقد ومن جملتها إنكار كون الله يتكلم بحرف وصوت فقلت بل يتكلم بحرف وصوت وذكرت لهم الأدلة على ذلك فتحيروا قليلاً ثم قال أحدهم أما كون الله يتكلم بصوت فهو حديث موجود في البخاري فانقطعوا عند ذلك وأفادوا أنهم لم يزيدوا يصفو الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وعندهم كتب كثيرة من كتب أهل السنة لاسيما ابن تيمية وابن القيم كانت محبوسة عندهم في زاوية الإهمال كما وأفادوا الآن أنهم سيدرسونها ليستثمروها كما أظهروا أنا على الحق في توحيد العبادة والتزموا بأن يدرسوا في التوحيد هذا ما ظهر لي من الجميع فقبلت منهم ووكلت سرائرهم إلى الله مرجحاً فيهم جانب الصدق أما العوام فاتصلت بحوالي ثلاث قرى من قراهم وأنصحهم شفاهاً كما أقرأ عليهم نصيحة المسلمين فيظهروا البشرى والموافقة وفي الواقع لوحصلت موافقة من الحكومة في نشر مدارس التوحيد لوجدنا من الناس كل إقبال ونرجو الله أن يحقق لنا هذا الأمل ولابد إن شاء الله من التسبب عند الإمام وادعو الله معنا أن يوفقه لتحقيق وتنفيذ رغبتنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير