تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة العلامة أحمد حماني رحمه الله]

ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني، ولد بدائرة الميلية في آخر أسبوع من شوال سنة ألف و ثلاثمائة و ثلاثين آخر أسبوع من سبتمبر سنة 1915، و بها تعلم القرآن و المبادئ الأولى في الفقه و أصول الدين (التوحيد)

نزح إلى قسنطينة في فصل الربيع من سنة 1930 فأتم حفظ القرآن بكتاب سيدي أمحمد النجار ثم انخرط في سلك طلبة الإمام عبد الحميد ابن باديس ابتداء من أكتوبر 1931 مدة ثلاث سنوات (سبتمبر 1934) و أتقن بهذه المدة فنون الدراسة الابتدائية، و حضر أول مظاهرة شعبية قادها الشيخ ابن باديس كما حضر بهذه السنة لأول مرة اجتماعا عاما لجمعة العلماء و انخرط فيها كعضو عامل.

ارتحل إلى تونس في أول السنة الدراسية 1934 – 1935 فانتظم في سلك طلبة الجامع الأعظم، و دامت دراسته هناك مدة عشر سنوات ملتزما بالنظام، حصل على الأهلية في 1936، و على شهادة التحصيل في 1940، و على شهادة العالمية في سنة 1943.

كانت صلته بابن باديس في حياته و بجماعته بقسنطينة لم تنقطع، و من هنا عمل بمجلة "الشهاب"، ثم بجريدة "البصائر" و كتب فيهما، و تحمل مسؤوليات في جمعية العلماء، و شارك في الصحافة التونسية و الجزائرية منذ سنة 1937، و انتخب أمينا عاما في جمعية الطلبة الجزائريين بتونس بجانب المرحوم الأستاذ الشاذلي المكي الذي اعتقل سنة 1940 و تعطلت الدراسة في شهر جوان 1940، فلم تستأنف إلا في شهر أكتوبر فحضر امتحان التحصيل و نجح بالتفوق، ثم جاءه الأمر من جماعة قسنطينة بمواصلة الدراسة العليا و أطاع، فواصل الدراسة بجد في القسم الشرعي و انتهت بحصوله على العالمية في جويلية 1943.

أثناء هذه الفترة تطورت أحداث الحرب العالمية الثانية، و نزل الحلفاء بالجزائر و سابقهم الألمان نزلوا بتونس في نوفمبر 1942 و انقطعت الصلة بين تونس و الجزائر تماما، و تعذر الاعتماد المادي و كان معه بعثة علمية هو مسؤول عنها ماديا و أدبيا، فصار مسؤولا عن خمسة و لم يبخل الشعب التونسي الكريم علينا طيلة وجود الألمان حتى ارتحلوا أو طردوا في ماي 1943.

أثناء وجود الألمان غامرنا بالاتصال معهم مغامرة وطنية مع أنهم قد بدأ احتضارهم و كنا ثلة من التونسيين و الجزائريين، و قد انكشف لنا خبث نياتهم و سوء نظرهم إلى العرب، و تبين أنهم يعتبرون ارض إفريقيا حقا لاستغلال الأوروبيين، و عداوتهم للفرنسيين إنما من اجل هذا الاستغلال، أما العرب فهم كالعدم، و في برقية من "هتلر" إلى بيتان يقول: "نزلت جيوشي بتونس من أجل الاحتفاظ بإفريقيا لأوروبا" ففشلت هذه الاتصالات بهم، و خصوصا هزائمهم في روسيا، و في العلمين.

بعد احتلال تونس ألصقت بنا تهمة الاتصال بالعدو في زمن الحرب، و القي القبض على كثير من الطلبة الجزائريين، فدخلت عالم السرية ابتداء من 1943 و نجوت من العذاب الأليم، ثم قدمت إلى المحاكمة التي وقعت في 20 مارس 1945 بعد تدخل جمعية العلماء و أهل قسنطينة و قدمت رشوات ضخمة أنجت الطلبة الجزائريين و حكم عليهم بالبراءة أو بأحكام خفيفة.

كان الرجوع إلى الجزائر في 30 افريل 1944 في عهد السرية، فلما نزلت بقسنطينة ابتدأت العمل في التربية و التعليم، و كنت كالضمير المستتر لا يبرز رغم أثره العظيم، و رغم أن البحث عني كان ما يزال جاريا بتهمتين: الفرار من الجندية الإجبارية و التعاون مع العدو في زمن الحرب، لكن امتنا الكريمة تستطيع كتمان السر عند الحاجة، و حتى الشرطة فيهم من يكتمه لأن كشفه يفيد العدو، فلما جاء أجل المحاكمة لم يبق مفر من البروز بعد تمهيد الطريق، فوقعت المحكمة بتونس أمام المحاكم العسكرية و نجونا جميعا بالبراءة او بالحكم الخفيف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير