[وفاة شيخنا العلامة الجليل صادق حبنكة الميداني الدمشقي]
ـ[عبدالعزيزبن علال الحسني]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:44 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله على كل حال ونعوذبالله من حال أهل النار اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حُذفت الصورة
## المشرف ##
الشيخ الفقيه الشافعي العلامة الجليل صادق حبنكة الميداني
إلى رحمة الله
ولادته:
ولد المرحوم فضيلة الشيخ صادق ابن مرزوق بن عرابي بن غنيم حبنكة الميداني حوالي سنة 1338هـ، 1918م، في حي الميدان وهو من أحياء دمشق العريقة، وهو حي معروف ببطولات رجاله وسخائهم ونخوتهم، ومحافظتهم على العادات العربية الكريمة.
ووالدته: خديجة المصري امرأة صالحة من قرية الكسوة جنوب دمشق، وقد توفيت سنة 1351بعد عودتها من الحج.
زواجه ونشأته:
وقد تزوج قريبة له فلم تنجب له، ثم مرضت وتوفيت، وظل وفياً لها ومحافظاً على ذكراها عدة سنين، ثم رأت شقيقته زهرية في الرؤيا تطلب منها تزويجه، فتزوج أخرى من بيت الخطيب في حي الميدان، فأنجب منها ذكوراً وإناثا، وقد اشتغل طوال عمره في التعلم والتعليم مع ممارسة بعض أعمال الكسب.
وهو شقيق الشيخ حسن حبنكة الميداني وقد درس على أخيه العلوم العربية والإسلامية، وكان عضده ووزيره في مؤسساته التي أنشأها والمعلم الأول في مدرسته الشرعيَّة.
صفاته ومواهبه:
وعرف ببرِّه وإخلاصه، وحكمته ورشده وحسن رأيه وتدبيره، وقد أسند إليه الشيخ حسن إدارة معهد التوجيه الإسلامي لثقته بحصافة عقله وحسن إدارته.
وقد أعطاه الله موهبة شعرية وأدبيه رفيعة، ولكنه لم يستغلها في إنتاج كبير، لانشغاله لإدارة مشروع المدرسة، والعلم والتعليم، وبعض أعمال الكسب، للإنفاق على أسرته.
نماذج من أدبه:
كتب رسالة جوابية إلى ابن أخيه العالم المفسر الشيخ: عبد الرحمن حبنكة الميداني يقول فيها:
«سبق الشوق كتابي فأتاني بالجواب
فجلا عني غيوماً ساقها طول الغياب»
وكتب إليه أيضاً:
صبرت عن اللقاء فكنت جلداً وما أرسلت ـ معترفاً ـ كتابا
ولما استنفدت طاقات صبري بعثت إليك ألتمس الجوابا
دراسته ومطالعاته ودروسه:
اهتم في دراسته ومطالعاته باللغة. فكان في حلقات شقيقه الشيخ حسن المرجع اللغوي ضبطاً وفهماً، وله أيضاً بصيرة دقيقة في النحو والإعراب، وشرح كبريات كتب العلم، وفهم عويص عبارات المتون والشروح، وله فهم دقيق في العلوم العقلية، مع ما وهبه الله تعالى من ذكاء لماح ونكتة حاضرة مبتكرة ذكية، تثير ضحك الحزين.
وله خطب ودروس رصينة المضامين الفكرية، يعتمد فيها على التحليل والمنطق العقلي المقنع، والروابط الفكرية الطبيعية المنطقية، ويبرز في أدائه الضبط اللغوي، واستعمال المفردات اللغوية الدقيقة في دلالتها على المعاني المرادة.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى بعد فجر يوم الثلاثاء 26شوال 1428هـ،
الموافق 6/ 11/2007وصلي عليه بعد صلاة الظهر، في جامع الشيخ حسن في حي الميدان، عاش شيخنا المعمر 89عاما قضاها في العلم والإرشاد
هاهي شامنا المباركة اليوم في دمشق المحروسة تفقد كل يوم علم من أعلامها الربانيين ويومنا هذا يوم التلاثاء تفقد دمشق أعز رجالها وشيوخها في العلم والجهاد والتقوى ألا وهو شيخنا العالم الرباني والعلامة المربي الجليل الفقيه الشافعي فخر الشام وعزها سيدنا ومولانا الشيخ صادق حبنكة الميداني الشافعي المذهب الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وعفوه في دمشق الميدان هذا شيخنا الذي تتلمذنا عليه سنين عديدة بجامع الحسن بالميدان وجامع منجك حيت كنا ندرس على يديه الفقه الشافعي كتاب إعانة الطالبين
في الفقه الشافعي وغيره من العلوم وكان يؤم بنا صلاة الجمعة ويخطب خطبة الجمعة بجامع الحسن كيف لا وهو شيخنا وقدوتنا ومربينا الذي تعلمنا منه الأدب الرفيع والخلق الجميل الحسن وكنا نقبل يده الشريفة احتراما وإكراما وتبركا به و بعلمه الشريف هذا الرجل والشيخ العظيم الذي له هيبة عظيمة في قلوب الناس بل في في قلوب العلماء أيضا يحترمه الصغير والكبير العالم والفقيه فأنا وا لله لا أستطيع أن أتكلم عن شيخنا وعن حياته التي لا تتسع
في مجلدات ضخمة هذا الجبل العظيم الذي كان يحبوه علماء دمشق ويجلونه ويحترمونه ويقدمونه عليهم والله وأنافي الجزائر أكتب هذه الأسطر من التعزية والقلب جريح والعين باكية والفراق صعب كيف لا وسيدنا علي كرم الله وجهه يقول إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف فيه
أحسن الله عزائنا جميعا ونحن من تلامذته طلاب العلم وغفر لشيخنا
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا نقول إلا مايرضي ربنا رحمك الله ياشيخنا الجليل وفسح لك في قبرك فسحة مدالبصر وبوأك مكانا عنده في جنة الفردوس عند مليك مقتدر أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم
اللهم اجمعنا مع شيخنا صادق في جنة الفردوس مع سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
من الجزائر تلميذه طا لب العلم الشريف
عبدالعزيز بن علال الحسني الدمشقي الجزائري.
¥