تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية – رحمه الله تعالى –]

ـ[وليد دويدار]ــــــــ[08 - 12 - 07, 10:50 ص]ـ

فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية – رحمه الله –

الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان

(13 - 1428هـ = 1910 - 2007م)

•ولد الشيخ - رحمه الله – في مدينة رفاعة بولاية الجزيرة عام 1910م، و تلقى فيها تعليمه الأوّلي، و حفظ كتاب الله، و التحق بالابتدائية ثم المتوسطة، ثم عمل في مصلحة البريد و البرق من عام 1930م إلى أن تقاعد عام 1968م و تزوج عام 1938م.

•كان في بداية حياته أشعريا في العقيدة وختميّاً في التصوف، ثم تحول إلى الطريقة العزمية سنة 1941م، و حجَّ سنة 1946م، و اختلط بالسودانيين بمكة، و حصل منهم على رسائل في العقيدة و في محاربة البدع منها: ((رسالة تطهير الاعتقاد)) و لكنه لم يتأثر بها، فكان عزميا في أوراده إلى 1948م، حتى زجره شيخه في مدرسة تحفيظ القرآن – بحيّ صالح جبريل – زجراً شديداً، و دلَّه في الأذكار على كتاب الكَلِم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مما دعاه لأن ينتسب إلى جماعة أنصار السنة المحمدية.

•انضمَّ إلى جماعة أنصار السنة المحمدية عام 1948م، و أصبح رئيسا له عام 1956م، حتى وافته المنيّة.

•تولى لإمامة مسجد الفيصل الإسلامي بحي العرضة بأم درمان منذ عام 1967م، حتى انتقاله إلى جوار ربه.

•أشرف على بناء المساجد، و تشييد دور القرآن، و المدارس الإسلامية، و المرافق الصحية و الاجتماعة التابعة لجماعة أنصار السنة، و التي تتجاوز الألف مسجد، و عشرات الدور و المرافق الخدمية و غيرها.

•ساهم بمجهودات واسعة في القضايا الداخلية في السودان، مثل الاستقلال، و مباحثات السلام في نيفاشا، و دعوات جمع الصف المسلم، و ظلَّ طوال الفترة داعياً إلى وحدة المسلمين، و قائماً بالدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة.

•و شارك مشاركات فعاّلة في أعمال إغاثة المنكوبين في الكوارث و الأزمات المختلفة التي مرت بها السودان، مثل الجفاف و التصحر في ثمانينات القرن الماضي، و السيول و الفيضانات التي ضربت السودان في السنوات الماضية و هذا العام.

•كان له دور رائد في نشر العقيدة الخالصة من أكدار الشرك و الوثنية و التصوف في ربوع السودان، و ربّى جيلاً كاملاً من الدعاة إلى الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح، حتى صارت السلفية في هذه البلاد معروفة بعد أن كانت منكرة، و قد أُوذي في سبيل الله كثيراً، و أودع في السجن أيضاً.

•كان يتمتع بعلاقات واسعة مع المسئولين و أهل البر و الخير و المنظمات الإسلامية داخل السودان و خارجها، و نال ثقة الجميع، و زرع الله له المحبة في قلوب العباد في الأرض، و رؤي ذلك في جنازته المشهودة التي حضرها رئيس الدولة و من تحته من المسئولين و الوزراء، و قيادات الجمعيات الدينية، و الطرق الصوفية، و القطاعات المهنية و الأحزاب السياسية و غيرها من عامة المسلمين و خاصتهم.

•انتقل - رحمه الله – إلى جوار ربه صباح الأربعاء، السابع من شهر رمضان المبارك 1428هـ، الموافق 19 من سبتمبر 2007م، عن عمر يقارب مائة سنة، إثر وعكة ألمَّت به بواكير هذا الشهر الفضيل، و صلّى عليه في مسجده – مسجد فيصل بالعرضة (أم درمان) - بعد الظهر، و دفن في مقابر البكري بأم درمان وسط حضور كبير من الناس من مختلف تنظيماتهم الدينية و السياسية، فرحمه الله رحمة و اسعة.

•عاش زهاء قرن عمراً حافلاً بالعطاء الفياض في مجال الدعوة إلى الله تعالى، و تربية الشباب على حب الاعتصام بالكتاب و السنة، و نشر التوحيد الخالص، و الردّ على مظاهر الشرك، و ذلك في بلد تتحكم فيه الطرق الصوفية، و العادات الجاهلية، و التقاليد الموروثة.

•و كان يتميز في حياته الدعوية بالحكمة البالغة، و الموعظة الحسنة، و الكلمة البليغة، و اللسان العفيف، و الدعابة المعهودة، و كان متحدثا لبقاً جريئاً، يدير النقاش بصبر، و يحترم من يختلفون معه، و يستمع إليهم، و يردّهم إلى ما يراه حقاً بما يعلم دون كلل أو ملل، و يجبر الناس على احترامه اختلفوا معه أو اتفقوا، و لا يبحث عن مؤيدين و لا يعادي المعارضين، و الأمر عنده كله لله.

•كان قانعاً باليسير، زاهداً في الدنيا، لم يكن له بيت خاص به، كان يعيش عند ابنته الوحيدة أحسن الله عزاءها.

كان يُحب الفقراء و المساكين، و يحل مشاكل الجيران، و يمشي بالصلح بين الناس، و يلقي التحية على الجميع، و يصدع بالحق، و يدعو بالتي هي أحسن.

كان - رحمه الله – فيه قوة الزاهد، و صدق التقي، و خلق المسلم، و كان جمّ التواضع بسيطاً كريما عطوفاً على تلاميذه.

اللهم اغفر له، و ارحمه، و عافه، و اعف عنه!!

(مأخوذ من الجرائد السودانية)

إعداد

صلاح الدين مقبول أحمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير