تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أنين عبرات ... ومشاريع واقتراحات ... شيخنا محمد عمرو ذكرى لن تغيب ...]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:09 م]ـ

الحمدُ لله فاتحةُكل خير، تمام كل نعمة، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير من عبد وحمد وركع وسجد،وجاهد وشاهد، وعرف فلزم، وأصيب فاحتسب .. أما بعد

فهذه كلمة قد أُريد لها أن تكون تأبيناً لفقيد المحدثين ووراث علمهم في زمان الناس هذا؛شيخي، وحبيبيي العلامة محمد عمرو عبد اللطيف.

وحريُّ بهذا اللون من الكلام أن يكون بكاء مراً، ونفثة ثكلى، وأنة حيرى،إلى آخر جبال الحزن تلك.

قد كان قبلك أقوام فجعت بهم - خلى لنا فقدهم سمعاً وأبصاراً

أنت الذي لم يدع سمعاً ولابصراً - إلا شفىً فأمر العيش إمراراً

لستُ من المغرمين بشعر المتنبي وكنتُ أسمع بيتين من شعره يكررهما الناس ولا والله ما تذوقتهما إلا الساعة،يقول أبو الطيب:

طوى الجزيرة-حتى جاءني-خبرُُ - فزعت فيه بآمالي إلى الكذبِ

حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً - شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي

عندما دق هاتفي في الواحدة ووالنصف ليلاً حاملاً لي الخبر على لسان أحد أصحابي=غالبتُ دواري وفزعت من الخبر إلى مظنة الخطأ ... حتى أعلن جوالي عن رسالة فإذا بها من ولد الشيخ يؤكد لي الخبر فغلبت العبرة واستولت الحسرة ...

أحقاً مات شيخنا؟!

أهكذا يرحل الكرام في هدوء؟!

أهكذا تطوى الصفحات العامرة، وتختم الصحف الحافلة، ويغيب الثرى الأنفس الحبيبة الكريمة؟!

لم يكن شيخنا قط من النمط الذي يرحل فيطوى، ويُبكى ثم يُنسى، ولاشيء بعدُ.

لكن ماترك الشيخ من علم وخلق، وديانة وإخلاص، مع ماهو عليه من حدب وحنو، وتواضع جم وظرف، كل ذلك يأبى لشيخنا إلا أن يكون ميراثاً نتوارثه،وأدباًُ نتدارسه،وحناناً نأوي إليه، ولو أنك لم تر في الشيخ إلا علمه =لكفاك سطر مما كتب آية على دقة عجيبة، وذهن يقظ ذكور، وصبر كالجبال، وعمر من الاطلاع ...

ولو أنك لم ترى في الشيخ إلا حنوه وحدبه =لكفاك لمحة من بشاش وجهه حين يحتضنك بسمه الآسر الودود، وهو الذي لم يعرفك من قبلُ، وأنت الذي لم تعرفه بعد، يلقي على مسمعك ملاحظاته الذكية المرحة وسؤالاته الدقيقة الملتفة وعباراته العامية المليحة فتحار والله من أي معدن قدت نفس هذا الرجل؟!

وجبل علم، ووادي حنان، ونهر أبوة، ونسيم ظرف وكل ذلك ملفف في بجاد من تواضع يذهلك بفرطه حتى تنسى أنك في حضرة شيخ جليل وأستاذ جيل ...

إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت كما نثني وفوق الذي نثني

والآن ......

أما للشيخ حق على محبيه وتلاميذه وأصحابه؟؟؟

أسمعهم يقولون: بل هي والله حقوق ...

أقول: فهل تقومون لها وبها (؟؟؟)

أسمعكم تقولون: وكيف؟؟؟

أقول: هذا شئ مما خطر ببالي ومن عرف فضل الشيخ على الناس وعليه يستطيع أن يزيد من الحقوق ضعفها ...

1 - صنع ترجمة موسعة للشيخ تذكر فيها سيرته وأعماله العلميةوتواريخها ودروسه في المساجد ومواضيعها وصفتها، مع ذكر شيوخ الشيخ وتلاميذه على الترتيب الهجائي. مع نشر مقالات محبيه وعارفيه.

2 - صنع كتاب يشمل الأحاديث والآثار التي حكم الشيخ عليها مع تخريجات الشيخ لها على صورة سلاسل الألباني، وبقطع النظر عن اختلاف منهج الشيخ في حياته بل يُنبه على ذلك في المقدمة ويعزى كل حديث لمصدره مع ذكر تاريخ تأليف المصدر.

3 - جرد تعليقات الشيخ وتصحيحاته على الكتب في كتاب مستقل لهذا الجرد ... وأحذر من أن يجر هذا إلى التأكل من وراء هذه التصحيحات ونشرها مستقلة مع حشو في الأعلى والأسفل ثم نسبتها للآكل وأنه-ياعيني-استفاد من تصحيحات الشيخ محمد عمرو .... فهذا عمل من لا خلاق له ...

4 - الاطلاع على مسودات الشيخ لكتبه التي كان يُعد لها واستخراج الفوائد من مضابئها ونشر ما يصلح للنشر منها.

5 - جرد شرائط الشيخ واستخراج الفوائد منها منظمة مرتبة على الأبواب أما نشر تفريغ الشرائط كاملة فعبث صبيان.

6 - مشافهة تلاميذ الشيخ وجمع ما سمعوه منه مشافهة من الفوائد ومسائل العلم.

7 - إعادة نشر كتب الشيخ القديمة مع تصحيحاته إن وجدت.

وأنا أُحمل مسئولية القيام بجل ذلك لمن أشهد أنه كان من أحب الناس إلى الشيخ أعني به أخانا الأزهري السلفي ...

وأقول له: يا أبا حمزة ... اتصل بي الشيخ أكثر من مرة مذ عرفتك وعرفته يشكو لي قلة زياراتك له خاصة أيام زواجك ... وإن كنت تُعذر في هذا ... فلا والله لا تعذر ولا نعذرك إن قصرت في القيام بهذه الحقوق .... ولو كانت بين يدي الأدوات التي بين يديك من المعرفة والملابسة للشيخ والاتصال بأهله =لأسهرت ليلي وأشغلت نهاري ونذرت نفسي للقيام بهذا الحقوق ...

وإني أدعو طلبة الشيخ ومحبيه أن يذكروا هنا ما علقوه عن الشيخ من فوائد علمية وتربوية ودعودية وطرائف وملح ومواقف لا تُنسى =علها أن تكون عوناً للقائم بهذه الحقوق ...

وأختم بما قاله الشريف حاتم بن عارف العوني عن الشيخ عندما بلغه خبر الوفاة ....

((رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء المسلمين فيه فقد أحبه المؤمنون وأحبهم، وكان قدوة في العلم والزهد)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير