تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:08 م]ـ

خصائص الشيخ:

كان ربعة من الرجال بين الطول والقصر

-أبيض البشرة مشرب بحمرة

-لحيته ليست بالكثيفة وقد ظهر الشيب فيها وفي رأسه

-إذا مشى اندفع اندفاعا وإذا قعد أو سجد انحط انحطاطا

-أعسر يكتب بيده الشمال لكن ما رأيته أعطى أو أخذ بها شيئا قط

-إذا تبسم استنار وجهه وظننت كأنك تنظر إلى وجه طفل

-وإذا عبس أعرض وترك من أمامه

-قليل الكلام لغير حاجة

- وإذا تكلم رفع صوته جدا كأنه يناديك

- وصوته حاد رفيع كأنه صوت غلام يافع

- يحب الدعابة ويكره الكذب فيها

- يكثر من نحت الكلام بطريقة فكاهية جميلة، فمثلا كنت أسافر أسبوعيا إمّا إلى السويس لزيارة والدتي أو إلى المطرية لمحل ميلادي لاستكما أوراق خاصة بالعمل، فكان إذا رآني أحمل حقيبة السفر يقول لي: هتسوِّس ولا هتمطَّر؟ (يعني ستسافر إلى السويس أم إلى المطرية)

- يحب العطر بل لا يسير بغيره ويحذي به كل مَن يلقاه

- يحب الحلوى بأنواعها ويكثر منها ويهادي مَن قابله بما معه منها مهما قلّ

- يحب الحمص والمكسرات وغيرها ويشتري منها كثيرا ليعطي من يراه

- يقبل الهديّة مهما كانت دنيّة حتى أذكر أنّي كان معي فاكهة المشمش ولم يبقَ معي إلا ثمرة واحدة قد أكلتُ أكثرها فرأيت الشيخ فجأة وأنا أعلم أنه يحب أن يُهدِي ويُهدَى فقدمتها له وقلت له: تفضّل على عادة المصريين. فأخذها منّي وهو يتبسّم لي ويقول: مشمشتني وأنا هاعطرك (يقصد أعطيتني مشمشا وأنا سأعطيك عطرا) ووضع لي العطر في يدي ولحيتي

ووالله لم ترَ عيناي من يقبل مثل هذه الهديّة الدنيّة بل ولا أنا فرحمه الله ما أطيب نفسه مع زهده وورعه

- يهتم بأمر الرؤى جدا ويسأل عنها مَن علمه خبيرا بتفسيرها

- يبغض الشهرة جدا ويخاف منها ولا يحب أن يلتفّ الناس حوله، وقد دخل المسجد مرّة بع الآذان وأنا ما زلتُ ألقي درسا في علم الحديث، فلمّا رأيته ختمت الدرس وذهبت إليه أصافحه وانحنيت لأقبل يده لأعلم قدره للإخوة الحاضرين فلم يكونوا يعرفونه، فعندئذ اندفع الطلاب نحوه يصافحونه ويقبلون يده فلمّا تكاثروا حوله، رفع صوته قائلا لي: حوش عيالك عنّي هيضيعوني! (أي أبعدهم عنّي)

وسألته بعد ذلك ما معنى: هيضيعوني؟

فقال: لو شهروني هيضيعوني!

وحضر مرّة درسا للشيخ الحويني حفظه الله بمدينة نصر وجلس في غمارة الناس، فلما انتهى الدرس وقف بين الناس ينتظر ليصافح الشيخ، فرآه أخونا الفاضل/ عماد صابر صاحب مكتبة التوعية فأمسك بيده وأخرجه من بين الناس وزاحم هو حتى وصل للشيخ الحويني فكلمه في أذنه فإذا بالشيخ الحويني يلتفت يمنة ويسرة حتى رأى الشيخ رحمه الله فاندفع نحوه وسط الزحام ليصافحه ويحتضنه غير مبال بالمئات الذين يتهافتون على مصافحته، والناس تتعجب وتسأل: مَن هذا؟

فرحمه الله مات ولا يعرفه كثير من الناس، ولو شاء لكان يُشار نحوه بالبنان أينما حلّ.

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 10:10 م]ـ

فن التصحيح عند الشيخ:

لقد كان التصحيح عند الشيخ رحمه الله عادة لا تنفك عنه في كل ما وقع في يده من الكتب والرسائل بل والأوراق والقصاصات.

فلا تكاد عيناه تقعان على خطأ حتى يسرع قلمه بتصحيحه بصورة عفوية وكأنها حركة لا إرادية.

فأذكر في إحدى المرّات عرضتُ عليه خبرا في جريدة -والشيخ رحمه الله لم تكن تستهويه قراءة الجرائد- ولكن كان الخبر مهما فنظر في الجريدة يقرؤه، وما هي لحظات تمرّ حتى امتلأت هوامش صفحة الجريدة الجانبية بتصحيحات الشيخ لما جاء فيه من أخطاء مطبعية!

والشيخ رحمه الله يلتزم بمنهج المعروف في التصحيح لدى المشتغلين بالتحقيق.

ويمكن تلخيص منهجه فيما يلي:

1 - تصحيح الأخطاء الإعرابية وكان لديه ملكة عجيبة في ذلك

2 - تصحيح الأخطاء الإملائية كالهمزات ونقط الياءات وغيرها

3 - وضع علامة ضبة (صـ) فوق الكلمة المراد تصحيحها إن كانت في كتاب مطبوع وكتابة الصواب خارجا في الهامش والضرب عليها إن كانت في عمله الخاص وكتابة الصواب فوقها إن أمكن أو بجانبها

4 - وضع علامة تشبه قلامة ظفر مقلوبة عند إلحاق سقط وكتابته بجوار الكلمة إن أمكن أو في الهامش، وفي آخر عمره استبدل ذلك بوضع رأس سهم مكان السقط ومدّه حتى الكلمة الملحقة أينما كانت.

5 - وضع ألف قبل كلمة (بن) إن جاءت في أول السطر حتى في الكتب المطبوعة

6 - وضع دائرة على أسماء الله الحسنى إذا جاءت في أول السطر في الأسماء من نحو: عبد الرحيم، عائذ الله، حبيب الرحمن، وكتابة الاسم مرة أخرى ملتصقا بالمضاف

7 - وضع علامات الترقيم التي يراها ضرورية كعلامة الجملة الاعتراضية وغلق الأقواس وغير ذلك.

8 - إلحاق الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم والترضي على الصحابة

9 - في الكتب الخاصة الحرص على إلحاق أوصاف العلماء قبل أسمائهم كالحافظ والإمام وغيرها وكذلك إلحاق الترحم عليهم بعد أسمائهم

وهناك أمور أخرى قد لا تحضرني الآن

وسوف أعرض لكم جميع تصحيحاته على الحوار الذي أجريته معه في رمضان الماضي ثم أرسلته إليه بعد تفريغه وطبعه مع ابنه أنس فأعاده إليّ أنس بارك الله له وعليه تصحيحات الشيخ رحمه الله بخط يده لتكون أقوى سند على صحّة نسبة كل حرف في هذا الحوار للشيخ رحمه الله تعالى، كما تكون عونا للتعرف على منهج الشيخ في التصحيح عمليًّا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير