تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحم شيخنا وأستاذنا الشيخ العلامة الفاضل مصطفى سعيد الخن

ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 04:28 ص]ـ

اللهم اغفرله وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

اللهم ارفع درجته في المهديين،واخلفه في عقبه في الغابرين،واجعله من ورثة جنة النعيم

ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[02 - 02 - 08, 05:49 ص]ـ

رحم الله فقيدنا و أسكنه فسيح جناته و جزاه عن المسلمين خير ما يجزي به الله عباده الصالحين.

والشيخ مصطفى هو ثمرة من ثمار الشيخ حسن حبنكة الميداني الذي نذر وقته كله لرعاية طلبة العلم وتعليمهم حتى تخرجوا على يديه علماء عاملين

فما أحوج أمتنا اليوم إلى أمثال هؤلاء العلماء الربانيين

اسمه ونسبه ونشأته

هو مصطفى بن سعيد بن محمود الخنُّ، الشَّافعيُّ، الميدانيُّ، الدِّمشقيُّ، من أسرةٍ دمشقيةٍ عريقةٍ، كان لها منذ عهود العمادة والمرجعية في حي الميدان كلِّه.

نشأ مصطفى الخن في كَنف والديه -مع إخوته وأخواته- في جوِّ أسري يسوده الصَّفاء والهيبة والاحترام، ولمَّا بلغ الثَّامنة من العمر؛ ألحقه والده بالكُتَّاب، ثم ألحقه بعد ذلك بمدرسة الجمعية الغرَّاء الابتدائية، فلازمها سنة كاملة، انتقل بعدها إلى المدرسة الرَّسمية التي كانت تُدعى (أنموذج الميدان).

وفي صيف (1350هـ -1931م)؛ اكتشف الشَّيخ الخطَّاط محمَّد زرزور علائم النَّجابة والأهليَّة عند مصطفى الخن، الذي كان أحد التَّلاميذ المنتسبين إلى مكتبه لتعلُّم القرآن والخطِّ والحساب؛ فاستأذن والده أن يصطحبه معه إلى دروس الشَّيخ حسن حبنكة في جامع مَنْجَك، فسمح الوالد ولم يمانع.

وكان الشَّيخ الدَّاعية حسن حبنكة -رحمه الله تعالى- قد أسَّس في المسجد مدرسةً متكاملةً، تشتمل على تعليم الشَّباب المنقطعين لطلب العلم صباحاً، من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، وتعليم الكبار-من التُّجار وأصحاب الحرف-بعد صلاة العشاء.

التحق التِّلميذ مصطفى الخن أوَّل الأمر بالقسم المسائي، و أُعجب فيه شيخه حسن خطاب؛ لمَِا لمس عنده من مخايل الحفظ والذكاء، ونقل إعجابه إلى الشَّيخ حسن، فأوصى به خيراً.

ولم تمض مدَّة حتى حُبِّب إلى التِّلميذ النَّجيب طلبُ العلم، فقرَّر الانتقال إلى القسم النَّهاري، وكانت تلك خطوةٌ جريئةٌ موفَّقة، أُقيمت على إثرها حفلةٌ في بيت الأسرة احتفاءً بأوَّل طالبِ علمٍ ينبغ في (آل الخن)، وأُلبس الطَّالب مصطفى العمامة بدلاً من (الطربوش!)، وأَعلن الأب رعايتَه التامَّة له.

سيرته العلمية

شبَّ مصطفى الخن في جامع منجك، وغداً طالباً مجِدّاً نشيطاً، متعلِّماً في الصَّباح، ومعلِّماً في المساء، وشاء الله -سبحانه- للحلقات النَّهارية أن تصبح نواة لمعهد التوجيه الإسلامي، وانتقل الأستاذ مصطفى للتَّدريس في المدرسة النَّاشئة التَّابعة للمعهد.

وقد أسهم الجمع بين مهمَّتي التعلُّم والتَّعليم في صنع الشَّخصية العلميَّة للشَّيخ مصطفى الخن، وكان لتوجيه الشَّيخ حسن حبنكة الأبويِّ التَّربويَّ؛ أثرٌ كبيرٌ في التَّناغم والتَّآلف والتَّكامل بين المهمَّتين.

وكان الشَّيخ العلَّامة حسن حبنكة يرشد طلَّابه أن يزوروا العلماء الكبار، وأن يجلسوا إلى دروسهم، فكان الشَّيخ مصطفى يحرص على ذلك كل َّالحرص، ومن العلماء الربَّانيين الذين زارهم، والتقى بهم، وكان لهم مواقف خالدة، شهدها بنفسه؛ أذكر:

1. الشَّيخ علي بن عبد الغني الدقر: وهو شيخ شيوخ معهد العلوم الشَّرعية، ورئيس الجمعية الغرَّاء ومؤسِّسها، عالمٌ ربانيٌ، جمع بين التَّعليم الشَّرعي، والتَّربية الرٌّوحية، وأوجد مدرسة تُحتذى في التَّخلق بأخلاق الإسلام، وكان الشَّيخ مصطفى يزوره في مسجده و يحضر بعض دروسه.

2. الشَّيخ محمد أمين سويد: وهو عالمٌ مشاركٌ، وأصوليٌّ بارعٌ، ومن كبار علماء دمشق، طلب العلم في الأزهر، وعمل مدرساً في معهد الحقوق، وفي مواقع علميةٍ عديدة، وقد التقى به الشَّيخ مصطفى وجلس إليه؛ عندما كان الشَّيخ محمَّد يتردَّد إلى جامع منجك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير