رحمهم الله رحمة واسعة وتقبلهم في الصالحين وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) رواه البخاري ومسلم.
إذا كان هذا فضل العلم وحال العالم أفلا يليق بنا أن نبذل الجهد لتحصيل العلم النافع بالسؤال والقراءة والبحث والتحقيق لنفوز بإرث الأنبياء الكرام وبصحبتهم في دار السلام فنعم الموروث الأنبياء ونعم الرفيق.
أيها الناس إذا كانت هذه منزلة العالم من أمته ودينه أفلا يجدر بنا أن نأسف على موت العلماء لأن فقد العالم ليس فقدا لشخصيته فحسب ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة، جزء كبير بحسب ما قام به هذا العالم المفقود من التحقيق فوالله إن فقد العالم لا يعوض عنه مال ولا عقار ولا متاع ولا دينار بل فقده مصيبة على الإسلام والمسلمين لا يعوض عنه إلا أن ييسر الله من يخلفه بين العالمين فيقوم بمثل ما قام به من الجهاد ونصرة الحق.
وإن فقد العلماء في مثل هذا الزمان لتتضاعف به المصيبة لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس وكثر الجهل والتشكيك والإلباس ولكننا لن نيأس من روح الله ولن نقنط من رحمته فلقد أخبر الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم: «أنه لن تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك».
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن ييسر لهذه الأمة ما يحفظ به عليها دينها وينصر به أهل طاعته ويذل به أهل معصيته إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
فقد العالم الإسلامي فيه علاَّمته الكبير وحبره النحرير وحاميًا عظيمًا عن ذماره،
وذائدًا عن حياض دينه وفناره، ومفخرة علمية كبرى بل تاج فخاره - رحمه الله
رحمة الأبرار وأخلفه علينا بخير خلف - وعليه فلا عجب إذا اهتزت البلاد
الإسلامية أسفًا وروعًا، وبكت الأفئدة والعيون جمعًا.
ونقدم رقيق تعازينا في الفقيد لشعوب الإسلام والعرب عامةً، ونخصص عائلة
الفقيد الشريفة المصونة بأرقها، راجين من المولى جل وعلا أن يمطر على ضريح
الفقيد العظيم شآبيب رحمته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته، ويخلفه على العالم
الإسلامي خلفًا صالحًا، ويلهم الجميع - لا سيما ذويه - الصبر والسلوان.
…إن هذا المشهد العظيم الذي عاشته المملكة في توديعها لهذا العالم يدل دلالة واضحة علي وعي هذه الأمة وتقديرها للعلماء العاملين من رجالها والأئمة المصلحين من أبنائها، كما يدل وبشكل قاطع إن شاء الله على محبة هذه الجموع الغفيرة للمترجم له - رحمة الله.
حقاً لقد فقد العالم الإسلامي شيخاً فاضلاً وعالماً جليلاً، وعلماً من أعلام هذه الأمة.
…وبوفاته انطفأت شمعة من شموع العلم والمعرفة، بعد أن ظلت تؤدي رسالتها على نحو شريف وغاية سامية ونبيلة.
…ولئن كانت روحه قد انتقلت إلي بارئها،فإن موروثاته الخالدة وأعمالهس المبرورة وستبقي علامة بارزة على طريق ذكراه، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب وجودة.
ـ[محمد الاسيوطي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 09:19 م]ـ
توفي العلامة بكر ابو زيد
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[05 - 02 - 08, 09:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفاة الشيخ بكر أبو زيد رئيس مجمع الفقه الإسلامي
الإسلام اليوم/ الرياض
28/ 1/1429 5:57 م
05/ 02/2008
توفي اليوم الثلاثاء بمدينة الرياض فضيلة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد (رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي, عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقًا).
ومن المقرر أن تؤدى صلاة الجنازة على الشيخ بكر أبو زيد عقب صلاة العشاء اليوم بمسجده بجوار مسكنه بحي العقيق بمدينة الرياض.
والشيخ بكر أبو زيد من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, فيها ولد عام 1365 هـ.
حيث درس في الكتاب حتى السّنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375هـ, وفيها واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 1387هـ في كلية الشريعة بالرياض منتسبًا, وكان ترتيبه الأول.
¥