قال الشيخ بكر حين ذكر مذاكرته أهل العلم بالجزء المذكور: ((و قد كان لفضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ أثابه الله ـ فضل على نحو ما ذكرت في مقدمة الطبعة الأولى 1403هـ، و قد نسخ صورة منه بقلمه في (مجاميعه) و مع طول المدة قدمه للنشر في بعض الدوريات بعنوان (كشف الستور عن حكم زيارة النساء للقبور) ـ الاسم الذي كنت سميته به أولا ـ، فلما هاتفته في ذلك أبدى ـ أحسن الله إليه ـ أن ذلك وقع خطأً لعامل السنيان مع طول المدة، ثم بعث إلي بخطاب ـ لدي ـ يعتذر فيه عن ذلك. و هذا يدل على نبله و فضله، و وفور علمه و ورعه، و الأمر عندي سهل، و الحمد لله رب العالمين))، (المصدر السابق، حاشية).
و كأني بالشيخ بكر يتمثل قول الإمام الشافعي: (وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي حرف منه)، رحم الله الجميع.
و لما جرنا القلم إلى ذكر الشيخ المحدث العلامة حماد الأنصاري، يحسن أن نذكر شيئا من ثنائه على تلميذه الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمهما الله تعالى ـ.
قال الشيخ حماد ـ رحمه الله ـ: ((إن الشيخ بكر أبو زيد حريص و مجتهد، رأيت منه حرصا ما رأيته في أحد، و كان تلميذي الخاص، لا يغادر مكتبتي، و كنت أعرِّفه بالمراجع))، (المجموع في ترجمة المحدث حماد الأنصاري 2/ 676).
و قال أيضا: ((إن الشيخ بكر أبو زيد تعلم على يدي و قد تولى القضاء في المدينة النبوية، و كان إماما للحرم النبوي، و كان يكثر الإطلاع في مكتبتي، و قلمه سيال))، (السابق 2/ 631).
بل كان يخاطبه بـ (الأستاذ الكبير)، و يقول له: لقد أفدتنا كثيرا، (السابق 2/ 624).
رحم الله الأستاذ و التلميذ، و نفع بعلمهم و كتبهم.
و بعد، فالشيخ الراحل لم يكن لأحد دون أحد، بل كان كالشمس لجميع الناس، و فقده لا يحزن قريبا دون بعيد، و أوفر الناس حظا من الأسى لهذا الخطب هم أعرف الناس بقيمة الفقيد، و بقيمة الخسارة بفقده للعلم و الإسلام.
فأحسن الله عزاءنا في فقد ذلك البحر الذي غاض، بعد أن فاض، ببقاء آثاره في الحياض، و أنهاره في الرياض، و إن كانت التعازي تعاليل، لا تطفىء الغليل، و لكنها على كل حال تحمل بعض الروح من كبد تتلظى شجنا، إلى كبد تتفطر حزنا.
واحسرتاه! رحم الله الفقيد الجليل، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء و أوفاه، و جعل الجنة مثوانا و مثواه؛ جزاء ما بث من علم، و زرع من خير، و لله ذلك اللسان الجريء، و ذلك الجنان المشع، و ذلك الرأي الملهم، و إنا ـ و الله ـ لفقدك يا شيخنا لمحزونون، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا، (آثار الإبراهيمي 2/ 37 بتصرف).
و الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي.
الجزائر: 29 محرم 1429هـ.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 10:39 م]ـ
رحم الله الشيخ بكر وأسكنه فسيح جناته،،،
بارك الله فيك يا أخي فريد المرادي.
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 11:03 م]ـ
نريد كتابا في سيرته ونتمنى ان يعتنى بطباعته رسائله المخطوطة ان وجدت
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 07:43 م]ـ
بارك الله فيكم على المرور و التعليق ...
فائدة:
((كان [سماحة الشيخ الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ] يعجب كثيراً من أساليب صاحب المعالي العلامة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد [رحمه الله]، و كان يقول متعجباً: من أين يأتي الشيخ بكر بهذه الأساليب، و التراكيب؟!))، (جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 263).
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:36 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم / فريد على جميع ما سطرته
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:38 م]ـ
رحم الله الشيخ بكر أبو زيد وأسكنه فسيح جناته ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 08:14 م]ـ
بارك الله فيكم على مروركم و تعليقكم ...