[في رثاء الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله]
ـ[أبو صالح النجيدي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 10:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الموت وسماه مصيبة، وصلى الله على نبينا محمد الذي كان موته على الأمة أكبر مصيبة، وعلى آله من كل حرومصونة نجيبة، ورضي الله عن أصحابه المتمسكين بسنته الحبيبه ومن تبعهم بإحسان من أهل العلم الأحرار وأصحاب العزة القعساء والشكيمة القوية والأخلاق الرضية أما بعد ....
ففي السابع والعشرين من شهر محرم عام عشرين وأربعمائة وألف (27/ 1/1420) فقد المسلمون إماما عظيما كبيرا من أهل السنة. العلامة ابن باز-رحمه الله رحمة واسعة، وبعد تسع سنوات وافيات في السابع والعشرين من شهر محرم عام تسع وعشرين وأربعمائة وألف (27/ 1/1429) فجع المسلمون بتلميذه الإمام العالم الأديب الفقيه المحدث المحقق الرباني -بكر بن عبدالله أبو زيد-غفر الله له وجعله في عليين.
رأس من رؤوس السنة وعلم من أعلامها وإمام من أئمتها.
عاش بالسنة وللسنة مقيم لها وحارس، يقاتل دونها أهل البدع، وقائد يبعث سراياه تتبع فلول المخرفين وتقطع سبحتهم، وتستأصل شأفة الملحدين وتكشف عورتهم.
قضى عمره في نصرة السنة، يبعث تراث أئمتها في حلل من المصنفات حشوها ألفاظ من الديباج ومعان من استبرق وجناها دان لكل مقتبس ومستفيد.
فإذا ذكرت السنة ذكر بكر، وإذا ذكر بكر ذكر جمال التأليف وجودة التصنيف.
بكر أبو زيد. عاش للسنة وأهلها حلاّهم بالحلية وحذرهم من التعالم وأدبهم بجملة من الآداب ونبههم على مساوئ تغريب الألقاب.
بكر أبو زيد كان لأهل السنة أبا رفيقا يصون العامة عن مناهي الألفاظ ويؤدبهم بأدب الهاتف والنداء ويبصرهم بأدب تسمية الأبناء.
بكر أبو زيد كان لطلاب أهل السنة معلما شفيقا لاتشغله القضايا الكبار عن تعليم الصغار، ويعلمهم أصول الطلب والتأليف ونهج التحقيق والتصنيف، ويأخذ بأيديهم بأدب وتواضع جم يشوبه حزم: لاجديد في صلاتكم وابتعدوا عما يشين ثيابكم وخذوا صحيح دعائكم.
بكر أبو زيد مرب عطوف لطلاب السنة يبدو بهم بعيدا عن معترك المصنفات والمذاهب إلى رياض النظائر ليرتعوا بين أشجارها ويعجبوا من أزهارها ويستنشقوا عبيرها حتى يتجدد لهم النشاط وتثوب إليهم قوتهم ليدخلوا إلى فقه الإمام المبجل عبر المدخل المفصل وليعبروا بحر المسائل بفقه النوازل. .
بكر أبو زيد عاش للسنة وأهلها يبين لهم المحجة في ساعة الدلجة:لاانتماء إلا لسنة إمام الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، ويدرأ عنهم الفتنة ويحوطهم عن مخالطة الأنجاس من اليهود والنصارى.
بكر أبو زيد ابن بار لعلماء السنة لم ينسهم وقد وصل إلى المناصب وسعت إليه المراتب، ولم تشغله زحمة الدنيا عن تذكر مصنفاتهم التي قعد بها الزمن فلم تنشر.
فنشر ذكر ابن حمدان وكاد أن يدرس، وأقام بناء ابن عثيمين شاهقا في سابلة الحنابلة العظيمة الطويلة، وأحيا مصرف المترك في سوق المصارف.
بكر أبو زيد تلميذ بار للأئمة الكبار أهل السنة الأطهار تواضع لعلوهم ونهل من بحر علومهم وقام على نهر مصنفاتهم فجدد السواقي يسقي العطاش وأضاء أنوار مدارسهم فعميت أعين الخفاش.
مثل النهار يزيد أبصار الورى*****نورا ويعمي أعين الخفاش
فابن تيمية في مباني جامعته الجديدة، وكليات علومه المديدة، وابن القيم في بساتين أبحاثه المفيدة المنيفة، والشنقيطي في مجالس دروسه العفيفة.
بكر أبو زيد. للسنة ومع السنة ومع من كانت معه سنة.
إعتز وافتخر بتعليم الشنقيطي له وإن كان مالكيا.
وذب ودافع عن ابن أبي زيد القيرواني ممن تطفل عليه وكان دعيا.
واعتنى بتقريب ابن حجر العسقلاني الشافعي ودافع عنه وصانه عن تخاليط الحنفي.
بكر أبو زيد. رئيس حراس الفضيلة فإذا ذكرت العفة والفضيلة قيل هاهنا بكر وإذا تسلل الكلاب خلف الأذناب والأبواب صاحت بهم جنود بكر.
وإذا حاول الخنازير تسور أسوار المدارس قرعهم مديروها بسياط بكر.
فبكر من أمامهم وبكر من خلفهم يقول لهم: لامكان لكم في حزيرة العرب.
رحم الله بكرا وجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وكتبه
عبدالله بن صالح النجيدي
في مكة حرسها الله
ليلة الأربعاء 28/ 1/1429
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 11:24 م]ـ
لعمرك ما الرزية فقد مال ....... ولا شاة تموت ولا بعيرُ
ولكن الرزية فقد شخص ........ يموت بموته خلق كثيرُ
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 04:04 م]ـ
وميْت ضجّت الدنيا عليه ... وآخر ما تحسّ له نديّا