تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العنبر والعود في سيرة العلامة ابن قعود]

ـ[عبدالرحمن بن قعود]ــــــــ[08 - 02 - 08, 03:15 م]ـ

الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله الخطيب المفوه والعالم الناصح والمفتي المحقق

خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع

المستشار الشرعي والمشرف التربوي وأحد الدارسين على فضيلته

الحمد لله الحي القيوم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:

ففي صباح هذا اليوم الثلاثاء الثامن من رمضان عام 1426هـ ودَّعت الدنيا بمدينة الرياض أحد أئمة العلماء وأعلامها النبلاء، وهو الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين، بعد أن لازمه المرض بضع سنين.

وتناقل الناس الخبر آسفين حزينين، يعزي بعضهم بعضاً، ويسألون الله له المغفرة، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً.

وتوافد الناس للصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض عقيب صلاة العصر، حيث امتلأ هذا الجامع الكبير بالتمام وزيادة، وتقدم المسلمين أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز، وعدد كبير من الأمراء والعلماء وطلبة العلم، وأمَّ الناس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة.

ثم وُوري الشيخ ابن قعود الثرى في مقبرة العود وسط مدينة الرياض التي اكتظت الطرقات المؤدية إليها بالسيارات والمشاة، فقد شيعه عدد كبير من الناس، فيهم الأمراء والعلماء والمسئولون وغيرهم من محبي الشيخ رحمه الله.

والشيخ ابن قعود ـ رحمه الله ـ صاحب علم وعمل ودعوة، فقد كان أحد أعضاء لجنة الإفتاء بالمملكة، إلى قبيل مرضه، وكانت له جهود علمية ودعوية في الخطابة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفيما يلي ترجمةٌ مختصرةٌ للشيخ، استفدتها من مقدمة مجلدات فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، إضافة لما أعرفه عن الشيخ لدى دراستي عنده وحضوري مجالسه:

فهو الشيخ العلامة عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله القعود.

ولد في ليلة 17 رمضان عام 1343 هـ ببلدة الحريق الواقعة بوادي نعام أحد أودية اليمامة.

نشأ الشيخ في بلدة الحريق بين أبوين كريمين ببيت ثراء وفضل , فوالده أثناء نشأته أحد أثرياء البلد, وتعلم مبادىء الكتابة والقراءة من المصحف لدى محمد بن سعد آل سليمان, وذلك في آخر العقد الأول من عمره وأول الثاني, وقرأ القرآن بعد ذلك عن ظهر قلب، وبعض مختصرات شيخ الإسلام ابن تيمية, والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله، على قاضي بلدته آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمه الله.

بعد هذا قويت رغبته في تحصيل العلم فرحل في 27 صفر 1367 هـ مفارقاً ذلك البيت الغني بأنواع الأموال، وتوجه إلى حيث يقيم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في الدلم بمنطقة الخرج, ولازمه أربع سنوات، ما عدا فترات الإجازات ونحوها, فكان يعود فيها إلى والديه اللذين يتعاهدانه أثناء تلك الفترة بما يحتاجه من مال ـ جزاهما الله عنه وعن العلم خيراً ـ.

وقد سمع على الشيخ ابن باز أشياء كثيرة من أمهات الكتب وغيرها من كتب الحديث والفقه , ومن المعروف لدى طلاب الشيخ ابن باز أن الشيخ ابن قعود حرر على إحدى نسخ بلوغ المرام فوائد نفيسة لدى دراسته عليه في الدلم، وقد صورها البعض واستفادوا منها، وحفظ الشيخ ابن قعود أثناء وجوده لدى الشيخ ابن باز مختصرات كثيرة منها بلوغ المرام, وكان ميالاً كثيراً للأخذ بالدليل ـ أي: لمسلك أهل الحديث ـ.

ولما فتح المعهد العلمي في الرياض في مطلع عام 1371 هـ الذي هو نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التحق به وتخرج في كلية الشريعة في عام 1377 هـ.

وكان من مشايخه في الدراسة النظامية المذكورة: الشيخ عبد العزيز بن باز, والشيخ عبدالرزاق عفيفي, والشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ عبد الرحمن الإفريقي، رحمهم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير