تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمآقي جُدْن بالدمع السكيبِ

أيُّ حزنٍ أطلق الآلام فينا

ورمانا بين أنيابِ الخطوبِ

هذه الدنيا التي ما فتئت

تبتلينا كل يوم في حبيبِ

نحن فيها للمنايا هدفٌ

وشراكُ الموت في كل الدروبِ

عمرُ الإنسان طيفٌ عابرٌ

كهدوء الريح من بعد الهبوبِ

عمرُ الإنسان كالشمس التي

سافرت بين شروق وغروبِ

كيف مات الشيخُ؟ وارتدّ الصدى

في فضاء من رؤى الحزن مهيبِ

إنه للعلم نبعٌ ليس يفنى

لا ولا يعرف معنى للنضوبِ

إنه الطهرُ تسامى ألقاً

كغمام مرّ في الأفق الرحيبِ

إنه الزهدُ تناءى ورعاً

عن ملذاتٍ وعن عيشٍ كذوبِ

إنه الشمسُ وهل شمسٌ نجت

في قضاء الله من حكم الغروبِ؟

حين جاء النعيُ غصّت بالشجا

أحرفُ الشعر وهمت بالهروبِ

ما يقول الشعرُ يا شيخَ الهدى

وحروفي أُلبست ثوبَ الشحوبِ؟

هذا ذكراكم يا (ابن قعود)

عنبرٌ فينا وطيبٌ أيُّ طيبِ

سِرتمُ للمجد في أكرم وفد

وركبتم للعلا أسمى ركوبِ

آه .. يا شيخُ وفي قلبي نمت

نبتة الأشواق والحب العجيبِ

كيف أبكيك وروحي أُترعت

بالأسى والقلبُ مخنوقُ الوجيبِ؟

كيف أبكيك وقد كنت لنا

كالزلال العذب في عصرٍ جديبِ

كنت للمحتاج عوناً ويداً

تبذل الخيرَ وسلوى للغريبِ

لم يزل يبكيك فينا منبرٌ

هزّه التذكارُ شوقاً للخطيبِ

فلكم ألقيْت منه خطباً

سكنت أصداؤها عمقَ القلوبِ

كنت تُذكي جذوةَ الإخلاص فينا

وتسوق الوعظَ في وقعٍ رهيبِ

كنت للقلب طبيباً يا لقلب

لم يزل يهفو إلى كف الطبيبِ

كنت بالدمع تربي أمةً

سافرت في درب غيٍّ وذنوبِ

في دروب العلم أزجيت الخطا

شامخَ الهمة محمودَ الدروبِ

وزرعت الخيرَ في عمر الصبا

فحصدت الفضلَ في وقت المشيبِ

وسكبت العمرَ علماً وتقى

وجهاداً للجحود المستريبِ

في حنايا الليل أشعلت الهدى

قبساً يهزأ بالليل الكنيب

هذه الظلماء كم زيّنتها

بدعاء ورجاء ونحيبِ

كلما رفّ سناكم في خيالي

يتراءى الحرف في ثوب قشيبِ

غبت يا شيخُ وللحزن مدى

أبحرت فيه تباريح الأديبِ

حسبنا أنك حيٌّ في قلوب

شفّها الشوقُ إلى لقيا الحبيبِ

طبْ أيا شيخُ بقصر شامخٍ

في حنايانا ويا نفسُ فطيبي

وانْعمَن بالخلد واهنأ بالمنى

في جوار الله علاّمِ الغيوبِ

خُطْبةُ الصَّمت

في رثاء الشيخ العلاّمة عبدالله بن حسن القعود عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً والذي وافته المنية يوم الثلاثاء الموافق 8 رمضان 1426هـ رحمه الله:

قالوا مضى الشيخ القعود مُشيَّعاً

يُدعى له بمنازل الجنات

لم ينطفئ ذاك السِّراج ولا هوى

لكن سما لمعارج الرحمات

يا راحلاً عنّا وعلمك باقياً

نوراً يبدد حالك الظلمات

ماضيك روض بالفضائل زاهرٌ

يهفو له قلب الزمان الآتي

ويظل يُروى سيرة عطرية

فياضةً بمكارم عطرات

كم ميت مازال حياً سيرة

ومعايش في الناس مثل رفات

والشيخ عبدالله حي لم يزل

كالبر لا يبلى مع الأموات

صنو العفيفي وابن باز بينهم

في العلم مقربة من القربات

تشتاق للشيخ الجليل منابر

ترتج أعواداً لحسن عظات

ومساجد كانت لطول قيامه

متنزل النفحات والربكات

كان «المُربَّع» حافلاً بك زاهياً

دهراً خصيباً يانع الثمرات

حتى دعا داعي الرحيل فهُيئت

أعواد منبر هادم اللذات

فَرَقيتها والصمت أبلغ خطبة

لا في اللغات تُرى ولا اللهجات

قد كنت تُنعم بالزيارة مسعداً

فأرى الجلال يفيض في الحجرات

وأزوركم حتى أنال كرامة

وأفوز منك بصالح الدعوات

من عاجل البشرى لشيخ مسلم

أعمال إصلاح وطول حياة

أيفيض نبع الخير بين عشية

وضُحى؟ فيا أسفي ويا حسراتي

إنا احتسبنا صابرين ونرتجي

نوراً له وشفاعة الجُمعات

محمد بن إبراهيم التميمي

مشرف تربوي - إدارة التربية والتعليم بالرياض

ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:46 ص]ـ

شيخ عبد الرحمن هل أنت ولد الشيخ عبد الله رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه

ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:53 م]ـ

بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم وفي جميع من قام برثاء الشيخ - رحمه الله -

وحقيقة فرحت جداً بهذا الموضوع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير