تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[في وداع الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله]

ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:13 ص]ـ

http://saaid.net/wahat/salehalamri/40.htm في وداع الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله

< TR>

شعر: صالح بن علي العمري - الظهران

< TR>

لَحَا اللهُ دنيا لا يدومُ لها عهدُ .. = وفي أمْنها غدرٌ .. وفي قُربها بُعْدُ

وفي حلوها مُرٌّ .. وفي سعدها أسى = وشانئها حُرٌّ .. وعاشقها عبدُ

إذا جدّدت أبلتْ .. وإن بشّرتْ نعتْ = وإن أضحكتْ أبكتْ .. وفي وصلها فقدُ

وأيامُها جهدٌ وكربٌ وغصّةٌ .. = وأولُّها ضعفٌ .. وآخرُها لحدُ ..

وإن رفعت أوهت .. وإنْ تمَّ عِقْدُها = ففي غمضة الأجفانِ ينفرطُ العقدُ

وللموتِ من بين المقاديرِ وثبةٌ = تضجُّ بها الشكوى .. ويشتعلُ الوجدُ

أبا زيد .. يا بكر المكارمِ والندى = رحلتَ وفي أكفانكَ العلمُ والمجدُ

وقد كنتَ للأيامِ قُرّةَ عينها .. = فيا ضيعة السلوى وقد عظُمَ الفقدُ

وقفتَ على صرح الفضيلة حارسا = وفي كفّك القرآنُ والعقلُ والرُّشدُ

وحليّت طُلابَ العلومِ بحليةٍ = قلائدُها الآياتُ والسُّنة ُ العِقدُ

وكنتَ على الإفسادِ سيفا مُهندا = تجرّدَ في الرحمن ليس له غمدُ

ودبّجت في فقه النوازل باقة ً = فما هي إلا النورُ والعطرُ والشهدُ

وجاءت سيولُ الغربِ تقتحمُ المدى = فكنت لها سدّا .. ألا بورك السدُّ

وكم بدعةٍ غارت .. وكم سنّةٍ فشت = وما أنت إلا الحقُّ والبذلُ والجدُّ

وفيٌّ خفيٌّ .. ما احتفيتَ بشُهرةٍ = وأنت شعارُ الزهدِ ما ذُكرَ الزهدُ

وفي لفظكَ المسبوكِ يعشوشب الفلا = وتُستنبتُ التقوى .. ويضّوّعُ الندُّ

وعندك فصلُ القولِ إن ماجتْ الحجا = وأنت سِقاءُ العلمِ إن قُصدت نجدُ

وفي وعظكَ الرقراقِ لينٌ وحكمة ٌ = وسيرتُكَ الأخلاقُ والعدلُ والقصدُ

مرضتَ وفي الأسقامِ طُهْرٌ ورفعةٌ = وأنفاسكُ الأذكارُ والشكرُ والحمدُ

نغالطُ فيكَ السمعَ حُبَّا وخشية ً = على أنَّ وِرْدَ الموتِ ليسَ له بُدُّ

فلمّا تناهى الخطب في كلِّ بقعةٍ = وطابت –بإذن الله- في رِفدكَ الخُلدُ

تأسّى حبيبٌ .. واستراح منافقٌ = فلا عاش من أزرى بوجدانهِ الحقدُ

أيا شيخُ تبكيكَ الدموعُ توجّدا = ويحملكُ الوجدانُ والأعينُ السُّهْدُ

عليكَ سلام الله ما أومضَ السّنا = وما أمطرتْ سُحْبٌ وما جلجلَ الرَّعدُ

وأسقى ثراك اليُمنُ والطيبُ والثنا = وظللكَ الرضوانُ والبرُّ والسعدُ ..

http://saaid.net/wahat/salehalamri/40.htm

ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:15 ص]ـ

ومضى الشيخُ بَكر: حارسُ العقيدةِ والفضيلة

أحمد بن عبد المحسن العساف

فُجعَ النَّاسُ يومَ الثلاثاءِ السابعِ والعشرينَ منْ شهرِ اللهِ المحرَّمِ سنةَ 1429 بوفاةِ الشيخِ بكرِ بنِ عبدِالله أبو زيدٍ آلِ غيهبْ عنْ عمرٍ يناهزُ الرابعةَ والستينَ عاماً قضاها في العلمِ والإمامةِ والخطابةِ والقضاءِ والفُتيا والتدريسِ والتأليفِ وعضويةِ أوْ رئاسةِ المجامعِ العلميةِ ولجانِ الإفتاءِ وهيئاتِ العلماء. لقدْ كانتْ حياتهُ حافلةً بكلِّ محمدةٍ منذُ صباه في الدَّوادمي-رعى الله أهلها- مروراً بالمدينةِ النبويةِ -على ساكنها أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم- لينتهيَ بهِ المقامُ الدُّنيوي إلى الرياضِ – حرسها الله- وأمَّا مقامُه البرْزَخيِّ ففي الدِّرعيةِ-منطلقَ الدَّعوةِ السلفية- ونسألُ اللهَََ أنْ يجعلَ لهُ مقاماً عالياً في جِنانِ الخُلد.

وليَ معَ هذا الحادثِ الجللِ وقفاتٌ تتجاوزُ الحديثَ عنْ سيرةِ الشيخِ- مع تقريرِ أهميتها- إلى دروسٍ وعبرَ مِنْ محياه ومماته؛ فمنها:

أولاً: العملُ لهذا الدِّينِ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ بحسبِ ما يستطيعُه بعدَ بذلِ الوسعِ واستفراغِ الجهد؛ وإنَّ موتَ العلماءِ ليُلقي بحِملٍ ثقيلٍ على كلِّ مؤمنٍ لا محيدَ عنْ تقبُّلِه وتحمُّلِه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير