[وداعا أيه الإمام]
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلاة الله وسلامه على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
ففي يوم الثلاثاء (28/ 1/1429) قضى الله قضاءَه بالحق، فقبض روح وديعته في لأرض: (بكر بن عبد الله أبو زيد) ..
لقد وافاه أجله .. ولك أجل كتاب .. فنضا عنه طب الطبيب، ونقله إلى جوار القريب المجيب ..
اللهم هذا عبدك وابن عبدك، عاش مجاهدا في سبيلك .. صابرا على الأذى في ذاتك ..
اللهم ارحمه واغفر له .. وتقبل من عمله، واجعله لك خالصا .. وله من النار مخلصا ..
الله آنس وحشته في قبره بالرحمة، واروه بجودك من ظمأ البلى ..
الله أنزله وأنزل الصالحين من آبائه وذريته منازل الصالحين مع الأنبياء والصديقين والشهداء، واجمعنا بهم آمين، آمين، آمين ..
* " بكر " وما أدراك ما " بكر "؟:
((يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولن يدركه الآخرون))
يا لتلك الأنامل كم سطرت علما وأدبا، وكم هدت حائرا مذبذبا ..
ذلكم: حارس الفضيلة، ودارئ الفتنة عن أهل السنة، وكاشف التعالم، ومحلي الطالب عند العالم، ومحارب المدارس العالمية، والراد على المخالف، والمقرب لعلوم الدين، وفقيه النوازل المكين، والمميز بين الظن واليقين في تصنيف المسلمين، والمخاطب الذهبي، والمبطل للخلط بين دين الإسلام والأديان.
* فارس مغوار .. لا يشق له غبار .. مبارز لأعداء الله الفجار .. منازل للفرسان .. من هابت لقاءَه الأقران ..
* ما من فتنة تطل برأسها إلا انبرى لها .. مشهرا حسامه .. معتليا جواده .. فيستأصل شأفتها .. ويقتلع رأسها .. فتخر صريعة لحسام العلم والشريعة ..
قل لي: أي بدعة أو آفة ظهرت فلم يسل حسامه عليها؟
أبدعة التقريب بين الأديان؟ أم بدعة التصنيف؟ أم بدع القراء؟
أم آفة التعالم؟ أم آفات اللسان؟ أم آفة التغريب؟ أم آفة الرذيلة؟ أم آفة المدارس العالمية؟
* نشر دعاة التقريب بدعتهم، فهتك سترهم، وفضحهم وبين ضلالهم ..
* وقام المغربون بترويج بضاعتهم المزجاة في قالب التغيير والحضارة .. فكشف حقيقتها ولم يربحوا في التجارة ..
* وقام أرباب الفاحشة والسفور .. يريدون إفساد البلاد والدور .. فسل عليهم صارمه المشهور ..
* وظهرت بدعة التصنيف .. فبين ما فيها من التزوير والتزييف ..
* وهكذا في جهود بيضاء من نور .. فتقبلْها منه يا رحيم يا غفور ..
* هاهي أرض الجزيرة: تفقد في كل مدة علما من أعلامها .. فقد فقدت: ابن باز، وابن عثيمين، والبسام، وعطية سالم، واليوم: بكر .. فاللهم لطفك ..
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم .. والمنكرون لكل أمر منكر
* رحل - رحمه الله - ولسان حاله يقول:
سيذكرني قومي إذا جن ليلهم .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
* ذلكم أسد الجزيرة .. الفقيه .. المحدث .. المحقق:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر آل غيهب القضاعي ..
* ولد عام (1365) ..
* ورحل في طلب العلم متنقلا بين معاقل التوحيد .. ومحاضن الشريعة: مكة، وطيبة، والرياض ..
* درس وأفتى وعلم، وأشرف على عدد من الرسائل والتحقيقات ..
* ألف كتبا تدل على موسوعيته واستكثاره .. حلاها بنصوص الوحيَيْن، وأقوال الصحابة والتابعين ..
وأحسب نفسي غير مبالغ إن قلت: إنه رجل العلوم بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد ..
* يرحل الإمام .. ونحن في حاجة إليه وإلى أمثاله في الصدق والشجاعة والعلم والنزاهة ..
وذهاب العلم عنا .. في ذهاب العلماء
فهم أركان دين اللـ .. ـه في الأرض الفضاء
فجزاهم ربنا عنـ .. ـا بموفور الجزاء
* رحل الإمام بكر، ولم يترك للناس شيئا خيرا مما سطره يراعه الذهبي من كتب ورسائل ..
وقد بشره الله في حياته بقراءة الناس لها واستفادتهم منها، وعزوهم إليها ..
وفي الحديث: ((إذا مات ابن آدم ... )) وفيه: (( ... أو علم ينتفع به)) ..
* يا طلبة العلم: إن رحيله استنفار لكم نحو ساحات الدرس .. فالعلم يذهب، والأرض تُنقص من أطرافها .. فالبدار البدار ..
* لله دره، فبينما الناس يخرجون من الباحات في امتحانات الدنيا .. إذ يفارقها ولسان حاله يقول لنا:
الامتحانات الحق، المميزة بين الكذب والصدق: هي امتحانات الآخرة، وها أنا قدمت عليها .. فأعدوا عدتها .. وخير العدة: علم تنفعون به الناس ..
* سلام الله عليك أيها الإمام الجليل .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أبو بكر المكي
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[10 - 02 - 08, 09:11 م]ـ
((يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولن يدركه الآخرون)) أبو بكر المكي [/ CENTER]
أظن أخي أن هذا فيه نوع من المبالغة مع اعترافنا بمكانة الشيخ العلمية وجلالة قدره وسابقة فضله وسعة علمه وانتشار مؤلفاته.
وجزاك الله خيرا على ما ذكرت ورحم الشيخ رحمة واسعة.
¥