ـ[سمير زمال]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:30 م]ـ
أخي هدان الله وإيا إلى الحق والثبات عليه لن أعقب على ماذكرت ...
ولكن أذكرك بكلمات لعلها تساعدك على إعطاء حق أهل العلم مكانتهم
وتوقيرهم
أبدأ بما قال شيخنا الإبراهيمي - رحمه الله - في أرجوزته واصفا أهل العلم
وعلمهم غيث يغادي الجُلسا * خلائقٌ زهرٌ تنير الغلسا
وهمم غُرٌّ تعاف الدَّنسا * وذممٌ طهر تجافي النَّجَسا
يُحْيُون فينا مالكاً وأنسا * والأحمدين والإمام المؤتسا
قد لبسوا من هدي طه ملبسا * ضافٍ على العقل يفوق السندسا
فسمتهم مِن سمته قد قبسا * وعلمهم من وحيه تبجَّسا
والعلماء أخي الكريم، هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم؛ وقد قال تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء: «فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب»، وشتان، شتان بين القمر وسائر الكواكب.
قال أبو الدرداء: "مثل العالم في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها"، والجهّال في ظلمة لم يستضيئوا بنور العلم ولا بنور العلماء. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه عنهم -الجهّال-: "يميلون مع كل راع لم يتضيئوا بنور العلم" أي لم يحصل لهم من العلم نور يفرّقون به بين الحق والباطل لعدم متابعتهم للعلماء، وعدم تعلمهم منهم العلم.
والعلماء -أخي الكريم- هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته.
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم، بل الغبطة تكون على هؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها»، فيحد المرء بإحسانه إلى الناس بالعلم والمال. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.
وروى أحمد و الترمذي عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء».
قال إبراهيم بن أدهم: "لو علِم الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليه بالسيوف".
وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة".
روى مسلم أن نافع بن الحارث أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو بعفسان، وكان قد أستعمله على أهل مكة فقال له: "من أستخلفت على أهل الوادي؟ " فقال: "أستخلفت عليه بن أبجه" فقال: "من ابن ابجه؟ " قال: "رجل من موالينا"، فقال عمر: "أستخلفت عليهم مولى؟ " فقال: "إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض" فقال عمر: "ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين» ". وقال سفيان بن عيينة: "أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء".
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ....... على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه ....... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً ....... الناس موتى وأهل العلم أحياء
"الناس موتى وأهل العلم أحياء"
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 07:38 م]ـ
الحُبُّ حُبَّانِ يا أخانا العَاقِل شَرْعِيٌّ وَ غَيْرُ شَرْعِيٍّ وَ لِكِلَيْهِمَا عَلاَمَاتٌ وَ مَا نَبَّهْتُكُم عَلَيْهِ هِي عَلامَاتُ الحُبِّ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ ...
فَافْهَم وَ لاَ تَأْخُذْكَ العِزَّةُ بِالإِثْمِ.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 10:03 م]ـ
أرى أن المسافة قصيرة بين أخينا سمير و أخينا محمد الزواوي - جزاهما الله تعالى خيرا - مادام أن الذي نبهنا عليه قد فهم، و لا حاجة ألى أطالة الأخذ و الرد حتى تبقى القلوب نظيفة أن شاء الله تعالى، فحب أهل العلم واجب شرعي دلت عليه النصوص المقدسة من صريح الكتاب و صحيح السنة و المعتبر من أثار السلف و أهل العلم و الأيمان كما أن عدم الغلو في الصالحين بالأقوال و الأفعال قد دلت عليه النصوص كذلك، قال الله تعالى: (و كذلك جعلناكم أمة و سطا ... ) و دين الله تعالى بين الغالي فيه و الجافي عنه و بالله تعالى التوفيق.
¥