تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ الفراهي الهندي ... أين نحن عن هذا العالم؟]

ـ[النعيمية]ــــــــ[15 - 08 - 09, 11:43 م]ـ

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى أما بعد:

هناك الكثير من العلماء الذين يعرفهم الكثير منا وبالأخص العلماء العرب ..

لكن الشيخ المفسر العالم عبدالحميد الفراهي الهندي .. أين نحن منه؟؟

خسرت الأمة برحيله أيما خسارة .. له مؤلفات عظيمة وأفكار قيمة وتفاسير بليغة نادرة ..

:

:

لنا أن نطلع هنا على بعض جوانب حياة الشيخ رحمه الله

إطلالة على حياة الشيخ

هو الشيخ "حميد الدين أبو أحمد عبد الحميد بن عبد المحسن الأنصاري الفراهي"، ولد سنة 1280هـ (1864م) في قرية " فيرها " من قرى مديرية " أعظم كره " بشبه القارة الهندية، وبدأ تعليمه منذ ترعرعه .. فحفظ القرآن صغيرا - شأنَ أبناء العائلات الشريفة في الهند - وبرع في الفارسية حتى نَظَم فيها الشعر وهو ابن ستة عشر عاما، ثم اشتغل بطلب العربية وعلومها على يد ابن عمته العلامة المؤرخ الأديب شبلي النعماني (1274 - 1332هـ/ 1858 - 1914م)، وكان أكبر منه بست سنين.

كما تلقى العلم في حلقة الفقيه الحنفي المحدث العلامة الشيخ " أبي الحسنات محمد عبد الحي اللَكنوي" (1264 - 1304هـ/ 1848 - 1887م) وغيره من علماء عصره، ثم عَرَّج بعد ذلك على اللغة الإنجليزية وهو ابن عشرين سنة، والتحق بكلية "عليكره" الإسلامية، وحصل على " الليسانس" في الفلسفة الحديثة من جامعة " الله آباد".

وبعدما قضى وطره من طلب العلم، واستقى من حياضه .. عُين معلما للعلوم العربية بمدرسة الإسلام بكراتشي (عاصمة السند آنذاك)، فدرس فيها سنين، وكتب وألَّف وقرض وأنشد، ثم انقطع بعد ذلك إلى تدبر القرآن ودرسه، وجمع علومه، فقضى فيه أكثر عمره حتى توفي رحمة الله في 19/ 6/1349هـ (11/ 11/1930م) في مدينة "متهورا" حيث كان يتطبب من مرض ألم به. [1]

وقد كان " الفراهي" نموذجا مشرفا للعالم المسلم، الجامع بين التبحر في العلوم العربية والدينية، والاطلاع الواسع على العلوم العصرية والطبيعية، ويظهر أثر هذه الثقافة الموسوعية العميقة فيما كتب من مصنفات قاربت الخمسين عددا، أهمها وأعظمها ما كتبه حول القرآن المجيد وتأويله ونظامه، وهو ما سنركز عليه لاحقا بحسب ما تقتضيه طبيعة المقال، وكذلك ما كتبه حول الحديث الشريف والأدب العربي والفلسفة الأخلاقية والمنطق، بالإضافة إلى الكثير من الشعر الراقي في كل من اللسانين العربي والفارسي، وفي ذلك يقول السيد "أبو الحسن الندوي" (1333 - 1420هـ/ 1914 - 1999م): ".

ولا يتأتى ذلك إلا لمن جمع بين التدبر في القرآن والاشتغال به، والتذوق الصحيح لفن البلاغة والمعاني والبيان في اللغة العربية، وبين التشبع من دراسة بعض اللغات الأجنبية والصحف السماوية القديمة، وسلامة الفكر ورجاحة العقل والتعمق .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

وبالجملة، كان -رحمه الله- كما يقول عنه أحد أبناء مدرسته: "غاية، بل آية في حدة الذ كاء، ووفور العقل، ونفاذ البصيرة، وشدة الورع، وحسن العبادة، وغنى النفس .. ولئن تأخر به زمانه فقد تقدم به علمه وفضله". رحمه الله وأحسن إليه.

التعريف بمصنفاته

رصد د. " أجمل أيوب الإصلاحي" (في مقدمته الضافية لـ"مفردات القرآن" للفراهي) مصنفات الفراهي رصدا دقيقا، محددا المطبوع منها والمخطوط، وبلغ بجملتها واحدا وخمسين مصنفا: عشرون منها مطبوعة، وبقيتها لا تزال مخطوطة.

وتجدر الإشارة إلى جملة هذه المصنفات، وهي أن جل المطبوع منها في حكم المخطوط؛ إذ لم يُطبع إلا طبعة أو اثنتين منذ زمان طويل، ونشر في الهند، وطُبع بالخط الفارسي على الطريقة الهندية (الأشبه بخط اليد).

ويهمنا - حسب طبيعة التناول في هذا المقال - أن نشير إلى مصنفاته القرآنية في التفسير وعلوم القرآن؛ لأن سرد القائمة كلها سيطول.

أولا: مصنفاته في التفسير:

المطبوع (كل عنوان طبع مستقلا):

1 - تفسير فاتحة نظام القرآن (مقدمة تفسيره "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان").

2 - تفسير الفاتحة والبسملة.

3 - تفسير سورة البقرة (62 آية منها، في 65 فصلًا، ونحو 300 صفحة. نشر الدائرة الحميدية بالهند - ط1/ 1420هـ - 2000م)

4 - تفسير سورة الذاريات (50 صفحة - مطبعة أعظم كره بالهند - د. ت).

5 - تفسير سورة التحريم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير