تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عُذراً قلمَ [بكرٍ] إنْ جَفَّتْ بَعدك أقلامٌ! " مَنْ سيأخذ القلمَ بحَقِّه؟ "

ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:41 م]ـ

* بسم الله مقدِّر الأقدار *

.

.

إلى كُلِّ ألْمَعٍ مِفضالٍ وبَيْرقٍ مِشعَالٍ:

قالوا: [خبرٌ عاجلٌ أكيدٌ] " ماتَ (بكرٌ) ورحل ..

انتقل إلى رحمة مَن عز وجل .. !

انتفضتُ وقلتُ: [خبرٌ عاجلٌ آكدٌ] " بل ما زال عَبق عِلمه يملأ أرجاء المعمورة ‘‘

وأريج فقههِ يُبدِّدُ غيومَ البدعة وغشاوة الأفئدة .. !

نعَم ‘ إنه حارسُ الفضيلة .. وقامعُ الرذيلةِ .. وصاحبُ الجميلة ‘‘

" فهلْ يا تُرى سنلقى بديلَه "؟!

[بكر أبو زيد]! إذا ذكِر اسمُهُ ارتعدَتْ قلوبُ المُبطلين والمُغرضين ‘‘

وأزيحَتْ أباطيل المبتدعين والضالين، وتهدَّمتْ أقوالُ أدعياء

السلفية المُخطئين ‘ الوالغين في أعراض

إخوانهم المسلمين ‘ والمفسِّقينَ المُبَدِّعين لجَمْعٍ مِن الدُّعاة والعلماء

الربَّانيِّين .. !

[بكر أبو زيد]! عالِمٌ بليغٌ أديبٌ .. يأسِرُ الألبابَ بسِحْرِ بيانهِ وتمَكُّن

قلمهِ وروعةِ أسلوبهِ وقوَّة حُجتهِ ..

فعُذراً قلمَ [بكرٍ] إنْ جَفتْ بَعدك أقلامٌ .. !!

وعذراً بحْرَ [بكرٍ] إنْ نضبتْ بعدك أبْحرٌ .. !!

بصيصُ أملٍ يُراودني بأنَّ هُناك بقية مِن عُلماء وطلبة علمٍ يرْأبونَ

الصَّدع ويَصْدَعُونَ بالحقِّ يُزمجرونَ في وجهِ الباطلِ ..

إذا ما مات ذو علمٍ وتقوى * فقد ثُلِمتْ مِن الإسلام ثُلمَة

وموتُ الحالمِ العدل المُوَلى * بحُكمِ الشرعِ مَنقصَة ونِقْمَة

وموتُ فتىً كثيرِ الجُودِ مَحْلٌ * فإنَّ بقاءَه خصب ونِعمَة

وموت العابدِ القوَّامِ ليْلاً * يُناجي ربَّه في كُلِّ ظلمَة

وموت الفارس الضرغام هدمٌ * فكم شهدت له بالنصر عزمة

فحسبك خمسة يُبْكَى عليهم * وباقي الناس تخفيفٌ ورحمة

[بكر أبو زيد]! لا توفي قدره بضع كلماتٍ مِني .. إنما هي خاطرةٌ

متواضعة جالتْ في صدري زمناً فنفثتُها إليكم .. ! أقولُ في آخرها:

مَنْ سيأخذ القلمَ بحَقهِ .. ؟؟!!

وكتبه: صوت الأمة ..

6/ 2/1429هـ

ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:43 م]ـ

هكذا هم حين يموتون ............ تبكي عليهم السماء والأرض

مرحباً بكم يا سادة يا كرام، وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة

" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "

" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط "

" إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "

" ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "

" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات "

" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالِمون "

" والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا "

وقال المصطفى بأبي هو وأمي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم: "

" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير "

" فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب "

" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "


هؤلاء هم العلماء! مصابيح الدجى ومنارات الهُدى، أحق الناس بعد الأنبياء بالثناء من الله، وأجدر الناس بالثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

هم أولى الناس بكل فضيلة، وهم السابقون الأولون إلى الدرجات العُلى، هم الرابحون حقاً وصدقا، وهم الفائزون دنياً وأُخرى ..

لقد تألّم العالم الإسلامي بعامة، والمجتمع السعودي بخاصة بفقد عالمٍ فذٍّ من علماء الإسلام العالمين العاملين، وشيخٍ جهبذ من جهابذةٍ مُفلقين، عالمٍ مدقِّقٍ محقِّق، فرحم الله الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وغفر له ذنبه وأعلى درجته وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

لقد كان الشيخ ذا مناقب جمّة وصفاتٍ جليلة، كان مصنِّفاً للروائع من الكتب، يختارها بعناية فائقة، ينتقي موضوعها كما تُنتقى حبات اللؤلؤ، ويُجري فيها قلمَه بأبين عبارة، وأنصع أسلوبٍ، وأمتن سياق، حتى إنه ليُخيّل إليك أنك وإياه في مجلسٍ واحدٍ عيناً بعين، ترى إشاراتهِ بيديه، وتنظر إلى حركات عينيه وحاجبيه، لذا فمؤلفاته مرعيّة ومُعتنىً بها من طلاب العلم والعلماء ..

فقدناه ففقدنا من المشاعر ما فقدنا، وغاب عنا فما نرى إلا قمراً غاب ونجماً أفل، وسكن في القبور فسكنتِ الحسرات في الصدور، معاذ الله أن يذهب العلماء متسارعين واحداً واحداً كمثل خرزاتٍ انقطع حبلها!

هم العلماء يا سادة .. حين يموتون، فإنهم يملؤون مآقي العيون بالدموع، وحين يذهبون يقطّعون الأنفس عليهم حسرات ..

وهم العلماء .. حين يموتون، يبكي لموتهم كل شيء، الأرض والسماء، والبحرُ والحيتان، وحتى الكتب والدفاتر والمحابر تبكي، ويبكي لموتهم طلاب العلم والعلماء، والرجال والنساء، والكبار والصغار، والشيوخ والشباب، والعجائز والفتيات ..

وهم العلماء .. حين يموتون، يُحدثون في الكون ثُلمة، ويُشعر بغيابهم، ويُنتبه لفقدهم.

وهم العلماء .. حين يموتون، يعرفهم من كان بهم جاهل، ويُدرك قدرهم من كان عقله في غيابة جُبِّه،

وهم العلماء .. حين يموتون، تنتشر مآثرُهم، ويبقى ذِكرهم ذِكراً حسناً وأُحدوثة نقية طاهرة، ولئن رُمّت أعظُمهم وبليت أجسادهم! فإن في مقابل ذلك يحيون بما علموه وسطروه آماداً من السنين وأحقاباً من الأعوام لا يعلمها إلا الله.

فرحمك الله يا شيخ بكر، وجزاك خير ما جزى عالماً عاملاً، ونسأل الله بمنه وكرمه ورحته وجوده وإحسانه أن يمن عليك بالرضوان وأعلى الجِنان وما نقول في فقدك إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم هوّن علينا مصيبتنا واخلفنا خيراً منها"

نسألك يا ربنا أن تخلف علينا خيراً من ذلك الخير، إنك البر الرحيم

وكتبه أحمد الحربي (الساحات - الساحة المفتوحة 10 - 2 - 2008)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير