تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المقرئ العلامة: أحمد مصطفى في ذمة الله بقلم تلميذه الشيخ خالد المهنا]

ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[03 - 03 - 08, 06:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هو: أحمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد بن محمد أبو حسن، ولد بمحافظة المنوفية إحدى محافظات مصر، ببلدة مليج يوم الاثنين الثالث من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة و ألف من الهجرة النبوية المباركة، أُلحق بإحدى المقاريء في مسجد من مساجد مليج، فحفظ القرآن بإتقان، على شيخه إمام ذلك المسجد الشيخ علي بن علي عيسى جمعة، ولم يتم الشيخ أحمد عشر سنين يوم ختمه القرآن وكان كُف بصره وهو رضيع، ولقد أخبرني –رحمه الله تعالى- أنه لما أُلحق بمقرأة المسجد فرآه شيخه كفيفاً رأف بحاله فكلف أحد طلابه أن يُلقن الشيخ آية آية

ثم لحظ الشيخ أن تلميذه الكفيف يطيق أفضل من ذلك، فأمر أن يُقرأ عليه اللوح كاملاً مرة واحدة فأعاده الشيخ كله فلم يخرِم منه حرفا، ثم تلقى الشيخ القراءات السبع على شيخه الذي وصفه بالأستاذ الكبير محمد أحمد محمود الفحل شيخ مقرأة مسجد المليجي ببلدة مليج

وأجازه شيخه بالسبع، ثم تلقى عنه الثلاث المتضمنة للعشر الصغرى من طريق الدرة

ثم تلقى القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة عن الشيخ أحمد عبدالعزيز بن أحمد الزيَّات، أشهر القراء في وقته وأعلاهم سنداً.

تخرج في الأزهر ودرَّس فيه، ووصفه قرينه الشيخ عبدالفتاح المرصفي ت 1411هـ بأنه من خيرة علماء الأزهر ومدرسيه.

كان عليه رحمة الله- آية في الحفظ، يستحضر الشواهد من الشاطبية والطيبة وغيرهما كما يستحضر الآية من القرآن، وكان يحفظ من المنظومات في علم القراءات ما لايكاد يحفظه غيره

فمن محفوظاته: فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الحكيم، وهو نظم لإمام القراء في وقته، وابن جزري زمانه الشيخ المتولي ت 1313هـ، وفتح الكريم نظم محرر في تحرير القراءات العشر من طريق طيبة النشر يربو على ثمانمائة بيت، كان عند شيخنا أحمد مصطفى منه نسخة كاملة

نسخت في حدود سنة 1385هـ تقع في خمس وثلاثين صفحة، ولهذا النظم اختصار اشترك فيه ثلاثة من قراء العصر الكبار هم: الزيات وعامر وعثمان رحمهما الله وإبراهيم السمنودي حفظه الله

وهذا النظم أيضاً من محفوظات شيخي رحمه الله، ومن محفوظاته أيضاً -كما ذكر المرصفي- منظومة (عزو الطرق) وهي للشيخ المتولي أيضاً، وقد وصفها الشيخ إبراهيم الدوسري بأنها

(أنفس منظومات المتولي وأطولها)، تقع في تسعة وعشرين وألف بيت من بحر الرجز، ذكر ذلك في كتابه (الإمام المتولي صـ261)، والشيخ الدوسري من أوائل من تخرج بالشيخ أحمد، وقد تلقى عنه -فيما علمت- العشر من طريق الشاطبية ومن طريق الطيبة، ومن محفوظات الشيخ: ألفية ابن مالك، ولقد سمعت تلميذه الشيخ عبدالله الحكمي يذكر أنه أُحصي محفوظ الشيخ في القراءات

فبلغ أحد عشر ألف بيت، وأن مجموع مايحفظه في العلوم الشرعية والعربية واحد وعشرون ألف بيت.

وكان مقدمه إلى الرياض فتحاً على حفاظ القرآن الكريم بها، فلقد قدم في حدود عام ثلاثة وأربعمائة وألف مُدرِّساً في معهد القرآن الكريم التابع لجمعية تحفيظ القرآن، فلما عُلم علو منزلته في العلم بالقراءة اقترح على جامعة الإمام أن تطلبه للتدريس فيها، فالتحق بكلية أصول الدين مدرساً للقرآن والقراءات ثم رأى المسؤولون في الكلية أن تنشأ مقرأة خاصة بالحفاظ يقريء الشيخ فيها المتقنين الراغبين في الإجازة، فافتتحت دار القرآن، وكانت غرفة من غرف قسم القرآن يغدو إليها الحفاظ ويروحون فتخرج به عشرات من الطلاب، ونهلوا من معين علمه فقد كان –تغمده الله برحمته- قوي العناية بالأحكام والوقف والابتداء، وكان يشير إلى الوقوف بيده، على طريقة القراء الأوائل كما أخبر ابن الجزري.

ولم يقتصر الشيخ في الإقراء على الكلية بل كان يقريء في منزله بحي الربوة مساءً، ولما بلغت شهرته مبلغاً واسعاً كانت أمنية كثير من الحفاظ أن يشرفوا بالعرض عليه، فكانوا يسعون إلى مبتغاهم بالشفاعة الحسنة وينتظرون أدوارهم أشهراً.

ولقد كان الشيخ غاية في طهارة القلب، وسلامة الصدر، كافاً عن معايب الناس، مشتغلاً بالقراءة والإقراء، ولكم أبصرته قائماً يصلي من الضحى إذا لم يكن عنده من يقرأ عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير