ـ كانت له رحلات علمية داخل اليمن في كل من: صعدة (مسجد الهادي، وضحيان)، ومدينة صنعاء (المسجد الكبير)، ومدينة جبلة، ومدينة إب ـ المسجد القديم ـ.
ـ ثم حصل على المعادلة الجامعية ـ ليسانس ـ في العلوم الشرعية، واللغة العربية بتقدير (ممتاز) عام 1409هـ الموافق 1989م.
· المرحلة الخامسة: العمل الدعوي من القرية إلى مدينة إب:
هناك في قريته (الخراف) من عزلة (القابل) في مديرية الشعر .. يسكن فضيلة الشيخ محمد بن محمد المهدي .. في بيت يتربع على ربوة مرتفعة في أعلا القرية .. بدأ منه دعوته، ولزم القرية لفترة غير وجيزة يقوم بدور الخطيب والداعية المربي .. بين آبائه وأبناء عمومته وأقاربه الذين كانوا يلقبونه منذ صغره بـ (الفقيه).
ـ كان يقوم بوظيفة الخطابة مع بعض الدروس في مسجد قريته.
ـ كان يقوم بالخروج الدعوي إلى القرى المجاورة مع بعض زملائه لأداء المحاضرات العامة.
ـ شارك مع أبناء المنطقة في مواجهة الزحف الاشتراكي العسكري الذي اشتهر بين الناس باسم ـ جبهة التخريب ـ في المناطق الوسطى، وكان يقوم بدور المرشد والناصح للناس من خطر هذا الفكر والتوجه اليساري المنحرف من خلال: محاضراته، وخطبه، وقصائده الشعرية .. وربما كانت تقوم له بعض المناظرات مع المغرر بهم .. سجل بعضها في أحد قصائده بعنوان: (حوار مع مخرب) وهي ضمن ديوانه المطبوع.
ـ ثم انتقل إلى مدينة إب حيث عمل مرشداً في مكتب الأوقاف والإرشاد، ومدرساً في مسجد الفتح ـ حارة الوازعية ـ، ثم إماماً وخطيباً لمسجد الغفران، وأقام فيه حلقة قرآنية وعلمية بدائية اجتمع فيها من كبار السن، وطلاب كلية التربية .. من يعتبرون الآن من قيادات العمل السلفي في إب، ورؤساء في بعض المؤسسات العلمية اليوم.
ثم عمل مع إخوانه جاهداً في فتح صندوق خيري لدعم طلاب العلم، والخروجات الدعوية، والرحلات الترفيهية .. ثم تطور هذا الصندوق إلى أن يكون فرعاً لجمعية الحكمة اليمانية الخيرية في مدينة إب ـ بعد تأسيس جمعية الحكمة المركز الرئيس في مدينة تعز.
رحمة وأخوة:
وبالمناسبة لبداية تأسيس العمل الدعوي والخيري أحب أن أذكر هذا الموقف المؤثر ليدل على بركة هذه الدعوة من بدايتها وهو:
يذكر لي بعض أبناء عمومتي الأخ الأستاذ / علي صالح الجماعي .. موقفاً مؤثراً له مع فضيلة الشيخ محمد المهدي .. في مسجد الغفران فيقول: قدمت من أرض الحبشة حيث كان قد استقر والدي، ومسقط رأسي .. إلى اليمن رغبة بأن أعيش فيها لما علمت أن موطن والدي هي اليمن، وبعد رحلة طويلة وشاقة وصلت إلى قريتي فحصل لي من الجفاء والنكران ما حصل .. حتى أن أختاً لي من جهة الأب ـ وأمها يمنية ـ آوتني إليها في مدينة إب .. وكنت أسأل عن مسجد لأهل السنة .. لأني كنت قد تعلمت السُّنة في السودان بين جماعة أنصار السنة المحمدية، فدلني بعض أهل إب على مسجد الغفران حيث يُدرِّس فيه الشيخ / محمد المهدي .. فكنت أصلي فيه، وأمكث بعد صلاة العصر أو المغرب فيه .. ولم أتعرف على أحد لأني لم أكن أجيد اللغة العربية، ولم أفهم لغة اليمنيين الدارجة .. فكنت أنعزل في زاوية المسجد، والشيخ يؤمُّ الحلقة.
فلفت نظر الشيخ محمد .. وجودي المستمر في تلك الزاوية في ذلك الوقت .. فانتهى ذات يوم من الحلقة ثم جاء إليَّ وسلم عليّ وسألني من أين أكون!! و لما أجبته وأخبرته أنني بدأت دراستي بين جماعة أنصار السنة المحمدية قال لي: أولئك إخواننا .. فإن شاء الله تبقى معنا هنا .. ثم أستدعى الأخ الأستاذ/ حمود العواضي .. فقال له: اعتبر هذا أخوك. ثم ذهب الشيخ .. وبالحقيقة أني تذكرت مؤاخاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المهاجرين والأنصار، وكأن الدنيا قد انفتحت لي بعد أن كانت ضاقت .. ودخلت في الحلقة وكان الشيخ يعذرني ببعض الأخطاء لأني لم أتعود على نطقها .. وعشت مع الأخ الأستاذ / حمود العواضي .. على أخوة أعظم من أخوة النسب فاعتنى بي في دراستي وطلبي للعلم إلى أن عامل لي بوظيفة التدريس لدى مكتب التربية والتعليم بنفقته الخاصة وتعب معي كثيراً، ومازلت إلى اليوم أنعم مع أخي الأستاذ/ حمود العواضي بأخوة منقطعة النظير. بفضل الله ثم بتوصية الشيخ.
¥