(وقصة الغلام المؤمن الذي كان يدعو للمرض، فيشفيهم الله، حين قال له جليس الملك: لك هذا المال إن أنت شفيتني! فقال له الغلام (أنالا أشفي أحداً إنما يشفي الله إن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك).
" القصة رواها مسلم في صحيحة "
6 - الذكر عندهم باللفظ المفرد وهو (الله) آلاف المرات هي وردهم , مع أن هذا الذكر بلفظ (الله) لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا التابعين , ولا عن الأئمة المجتهدين , بل من بدع الصوفية , لأن لفظ (الله) مبتدأ , ولم يأت بعده خبره, فأصبح الكلام ناقصاً , ولو أن إنساناً نادى اسم (عمر) عدة مرات , فنقول له: ماذا تريد من عمر؟ فلم يرد علينا إلا باسم (عمر , عمر) لقلنا إنه معتوه , لا يدري ماذا يقول؟ ويستشهد الصوفية على الذكر المفرد بقول الله تعالى: (قل الله) ولو أنهم قرأوا الكلام الذي قبله لعرفوا أن المراد قل الله أنزل الكتاب , ونص الآية: ((وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ... قل الله)). " سورة الأنعام 91 "
[أي قل الله أنزل الكتاب].
كيف انتقلت إلى الطريقة الشاذلية
تعرفت على شيخ من الطريقة الشاذلية حسن الصورة والأخلاق وزارني في بيتي , وزرته في بيته , فأعجبني لين كلامه , وحديثه, وتواضعه , وكرمه , فطلبت منه أن يعطيني ورد الطريقة الشاذلية , فأعطاني أورادها الخاصة بها وكانت عنده زاوية يأوي إليها بعض الشباب , ويقيمون فيها الذكر بعد صلاة الجمعة.
زرته مرة في بيته، فرأيت صورة شيوخ كثيرين للطريقة الشاذلية معلقة على الجدار فذكرته بالنهي الوارد عن تعليق الصور، فلم يستجب، مع أن الحديث واضح ـ ولا يخفى عليه ـ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائمة). " متفق عليه "
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى الرجل أن يصنع ذلك). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وبعد سنة تقريباً أحببت زيارة الشيخ، وأنا في طريقي إلى أداء العمرة، فدعاني مع ولدي ورفيقي إلى طعام العشاء وبعد الانتهاء قال لي: هل تسمع شيئاً من الأناشيد الدينية من هؤلاء الشباب؟ فقلت نعم، فأمر الشباب الذين حوله ـ وكانت اللحى الجميلة تعلو وجوههم ـ أن ينشدوا فبدأوا ينشدون بصوت واحد نشيداً خلاصته: (من كان يعبد الله طمعاً في جنته، أو خوفاً من ناره، فقد عبد الوثن) فقلت لهم: ذكر الله آية في القرآن يمدح فيها الأنبياء قائلا: ((أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)). " سورة الأنبياء 90 "
فقال لي الشيخ: هذه القصيدة التي ينشدونها هي: (لسيدي عبدالغني النابلسي)! فقلت له: وهل كلام الشيخ مقدم على كلام الله، وهو معارض له؟! فقال لي أحد المنشدين: سيدنا علي رضي الله يقول: "الذي يعبد الله طمعاً في جنته، عبادة التجار " فقلت له: في أي كتاب وجدت هذا القول لسيدنا علي، وهل هو صحيح؟ فسكت، فقلت له: هل يعقل أن يخالف علي رضي الله عنه القرآن وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المبشرين بالجنة؟ ثم التفت رفيقي قائلاً لهم:
ذكر الله تعالى عن وصف المؤمنين يمدحهم قائلاً:
((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً))
" سورة السجدة 16 "
فلم يقتنعوا، وتركت الجدال معهم، وانصرفت إلى المسجد للصلاة فلحقني منم شاب، وقال لي: نحن معكم، والحق معكم، ولكن لا نستطيع أن نتكلم، وأن نرد على الشيخ! قلت له: لماذا لا تتكلمون الحق؟ قال: سوف يخرجنا من السكن إن تكلمنا: وهذا مبدأ صوفي عام فإن شيوخ التصوف أوصوا تلاميذهم ألا يعترضوا على الشيخ مهما غلط وقالوا لهم عبارتهم المشهورة: " ما أفلح مريد قال لشيخه لم؟ " متجاهلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). " حسن أخرجه أحمد والترمذي "
وقول مالك رضي الله عنه: " كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ".
مجلس الصلاة على النبي
¥