تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذهبت مع بعض المشايخ إلى أحد المساجد لحضور هذا المجلس فدخلنا حلقة الذكر، وهم يرقصون، ويمسكون بأيدي بعضهم، ويتمايلون، ويرتفعون، وينخفضون، ويقولون: الله، الله ... وكل واحد من الحلقة يخرج إلى الوسط، ويشير بيديه إلى الحاضرين لينشطوا في الحركة والتمايل .... حتى وصل الدور إلىّ لأخرج، وأشار إليّ رئيسهم بالخروج، لأزيد من حركتهم ورقصهم، فاعتذر أحد المشايخ الذين معي وقال له: أتركه إنه ضعيف، لأنه يعرف أني لا أحب مثل هذا العمل، ورآني ساكناً لا أتحرك، فتركني رئيسهم وأعفاني من الخروج إلى وسط الحلقة، وكنت أسمع قصائد من أصوات جميلة، لكنها لا تخلو من طلب المدد والعون من غير الله! ولاحظت أن النساء يجلسن على مكان مرتفع ويتفرجن على الرجال وكانت فتاة منهن متبرجة قد ظهر شعرها وساقها، ويداها ورقبتها، فأنكرت ذلك في قلبي، وقلت لرئيس المجلس في آخر الجلسة: إن فتاة فوقنا سافرة، لو أنك ذكرتها مع النساء بالحجاب في المسجد لكان عملاً طيباً فقال لي: نحن لا نذكر النساء، ولا نقول لهن شيئاً! قلت له: لماذا؟ قال لي: إذا نصحناهن فسيمتنعن عن الحضور للذكر! فقلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذا الذكر الذي تظهر فيه النساء، ولا ينصحهن أحد؟ وهل يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا وهو القائل:

(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "

الطريقة القادرية

دعاني أحد شيوخ الطريقة مع شيخي الذي درست عليه النحو والتفسير، فذهبنا إليه في بيته، وبعد تناول طعام العشاء وقف الحاضرون يذكرون ويقفزون، ويتمايلون، ويقولون الله، الله ... وكنت واقفاً معهم لا أتحرك، ثم جلست على المقعد حتى انتهى الشوط الأول، ورأيت العرق يسيل منهم، فجاءوا بمنشف ليمسحوا العرق عنهم،وبما أن الوقت قارب نصف الله، فتركتهم وذهبت إلى بيتي، وفي اليوم الثاني قابلت أحد الجالسين معم، وكان مدرساً معي، وقلت له: إلى متى بقيتم على حالكم؟ فقال لي: إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وذهبنا إلى بيوتنا للنوم! قلت له: وصلاة الصبح مت صليتموها؟ فقال لي: لم نصلها في وقتها، وفاتتنا.

قلت في نفسي ما شاء الله على الذكر الذي يضيع صلاة الفجر، وتذكرت قول عائشة تصف الرسول صلى الله عليه وسلم:

(كان ينام أول الليل، ويحيي آخره). " متفق عليه "

وهؤلاء الصوفيون بالعكس يحيون أول الليل بالبدع والرقص، وينامون آخره ليضيعوا صلاة الفجر، وقد قال الله تعالى:

((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)).

[أي يؤخرونها عن وقتها] " سورة الماعون 4 - 5 "

وقال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).

" رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع "

التصفيق في الذكر

كنت في مسجد، قد أقيمت فيه حلقة ذكر بعد صلاة الجمعة فجلست انظر إليهم، ولكي يشتد بهم الوجد والطرب جعل أحدهم يصفق بيديه، فأشرت إليه أن هذا حرام لا يجوز، فلم يترك التصفيق، ولما انتهى نصحته فلم يقبل، وقابلته بعد مدة لأذكره بأن هذا التصفيق من عمل المشركين حين قال الله عنهم:

((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية)). "سورة الأنفال35 "

[المكاء: الصفير، التصدية: التصفيق]

فقال لي ولكن الشيخ الفلاني أباحه! فقلت في نفسي: هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى:

((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم)). " سورة التوبة 31 "

ولما سمع عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه الآية، وكان نصرانياً قبل أن يسلم، فقال يا رسول الله: إنا لسنا نعبدهم! فقال له صلى الله عليه وسلم: (أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال بلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم). " حسن أخرجه الترمذي والبيهقي "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير