بغير الله للحديث المتقدم ولقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). " سورة يونس 106 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
3 - وعندما رآني شيخي لم أقتنع بالكتب التي أعطاها لي، هجرني وأشاع عني (وهابي احذروه) فقلت في نفسي لقد قالوا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ساحر أو مجنون) وقالوا عن الإمام الشافعي رافضي فرد عليهم قائلاً
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
واتهموا أحد الموحدين بالتوهب فرد عليهم قائلاً:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى، ولا وثن ولا قبر له سبب من الأسباب
وأنني أحمد الله الذي هداني للتوحيد وعقيدة السلف الصالح، وبدأت أدعو إلى التوحيد وأنشره بين الناس أسوة بسيد البشر الذي بدأ دعوته في مكة بالتوحيد ثلاثة عشر عاماً، وتحمل مع أصحابه الأذى فصبر، حتى انشر التوحيد، وتأسست دولة التوحيد بفضل الله.
موقف المشايخ من التوحيد
1 - أصدرت نشرة مكونة من أربع صفحات عنوانها: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إياك نعبد وإياك نستعين، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) وشرحت معناها، واستشهدت بقول النووي في شرح الحديث، وقول غيره من العلماء الداعين إلى التوحيد، ولئلا يقول المشايخ عن النشرة إنها وهابية ذكرت قول الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه: " الفتح الرباني "
(سلوا الله، ولا تسألوا غيره، استعينوا بالله ولا تستعينوا بغيره، ويحك بأي وجه تلقاه غداً، وأنت تنازعه في الدنيا، معرض عنه، مقبل على خلقه مشرك به، تنزل حوائجك بهم، وتتكل بالمهمات عليهم! ارفعوا الوسائط بينكم وبين الله، فإن وقوفكم معها هوس، لا ملك ولا سلطان، ولا غنى، ولا عز إلا للحق عز وجل، كن مع الحق، بلا خلق).
[أي كن مع الحق بدعائه بلا واسطة من خلقه].
هذه خلاصة النشرة المكونة من أربع صفحات صغيرة، وقد سمحت بطبعها وزارة الإعلام، وطبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وقد وزع ولدي منها نسخاً قليلة، وسمع أحد المشايخ يقول: هذه نشرة وهابية، ووصلت إلى شيخ كبير في البلد فأنكرها، وطلب مقابلتي فذهبت إلى بيته وكان هذا الشيخ قد درس معي في مدرسة الخسروية بحلب، وهي الآن الثانوية الشرعية، ولما قرعت الجرس خرجت بنت فقلت لها: " محمد زينو "، فدخلت ثم رجعت، فقالت لي: سيأتي للمدرسة بعد قلبل. فانتظره هناك، فجلست عند دكان الحلاق المجاور لبيته حتى خرج، فلحقته، وقلت له: ماذا تريد مني؟ فقال لي: لا أريد هذه النشرة! قلت له: لماذا؟ فقال: لا نريدها، فقلت له ـ وقد وصلنا إلى باب المدرسة ـ: سأدخل معك إلى المدرسة وأقرأ الرسالة، فقال: لا يوجد عندي وقت! قلت له: طبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وكلفتنا مالاً وجهداً، فماذا نفعل بها، هل نحرقها؟ فقال لي: نعم أحرقها!! قلت في نفسي سأذهب إلى الشيخ محمد السلقيني أستاذي في الفقه الحنفي، فذهبت إليه، وقلت له: عندي رسالة صغيرة فقال لي أحد المشايخ: أحرقها، فقال لي: اقرأها عليّ، فقرأتها عليه، فقال لي: هذه الرسالة فيها القرآن الكريم كلام الله، وفيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نحرقها؟ فقلت له: جزاك الله خيراً، سوف أوزعها، ولن أحرقها، وبعد فترة وزعتها، ووجدت قبولاً عند الشباب المثقف، حتى إنني وجدت من طبعها ووزعها في مكتبه الوتار بالمسكية في مدينة دمشق، فحمدت الله على أن هيأ لهذه الرسالة من يطبعها ويوزعها مجاناً ليعم نفعها، وتذكرت قول الله عز وجل:
((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون)). " سورة التوبة 31 - 32 "
ثم طبعت هذه الرسالة في كتابي (منهاج الفرقة الناجية) فالذي يريد الإطلاع عليها يقرأ الكتاب المذكور، فسيجدها بنفس العناوين المذكورة آنفاً.
¥