تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلام الشيخ المؤلف، والكتاب ما زال موجوداً عند صاحبه.

جولة مع جماعة التبليغ

1 - جماعة التبليغ لها نشاط واسع في البلاد العربية والإسلامية، حتى في البلاد الأجنبية كفرنسا وغيرها من البلاد.

وتمتاز هذه الجماعة بالتواضع في رحلاتها، والإخلاص في دعوتها، والنظام في سفرها، ومأكلها، وخروجها، ومقر عملها المساجد التي تنزل فيها، وتذهب إلى المقاهي وغيرها لتأتي بأهلها إلى المساجد لأداء الصلاة، ويلقي أحد أفرادها بياناً على المجتمعين في المسجد، وهذا عمل طيب.

2 - للجماعة أمير عام هو الشيخ إنعام الحسن، ومقره في الهند ولهم اجتماع عام، وغالباً ما يكون في باكستان. وفي كل بلد لهم أمير يأخذون برأيه عند المشورة. ولهم كتاب يسمى (تبليغي نصاب) باللغة الأوردية، وترجم بالعربي وللعلماء عليه مأخذ، من حيث العقيدة، وفيه أفكار صوفية وغيرها، وأكثر ما يعتمدون عليه من الكتب هو:

أ) رياض الصالحين: وهو كتاب جيد، ولا سيما النسخة المحققة التي تبين الحديث الصحيح من الضعيف، وهذا مهم جداً عند أهل العلم.

ب) حياة الصحابة: كتاب جيد، وفيه أحاديث ضعيفة وموضوعة، يحتاج إلى تحقيق وتخريج، كما سيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله.

ج) ولهم صفات ستة يتمسكون بها، ويعلمونها لأفراد جماعتهم،

وسيأتي مناقشتها فيما بعد، وهذه الشروط كما يلي:

1 - تحقيق كلمة " لا إله إلا الله، محمد رسول الله ".

2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع.

3 - العلم مع الذكر.

4 - إكرام المسلمين.

5 - إخلاص النية لله تعالى.

6 - الدعوة إلى الله تعالى.

الخروج مع التبليغ للدعوة

لقد تأثرت باديء الأمر في دعوتهم، وخرجت معهم في مختلف البلدان:

1 - خرجت معهم في مدينة حلب التي أسكنها، وتجولنا في المساجد، ولا سيما يوم الجمعة، فخرجنا جماعة إلى حي من أحياء حلب يسمى (قرلق) فيه مسجد كبير، ودخلت المسجد قبل صلاة الجمعة، وخرجت مع ابن عمتي ـ بناء على توجيه الأمير ـ إلى السوق، ودخلنا " مقهى كبير " فيه ناس يلعبون بالنرد والطاولة، والأوراق التي فيها تصاوير للصبي، وللبنت والرجل الكبير وكانت مهمتنا تنحصر في دعوة الناس إلى الصلاة، فدعوناهم واستجابوا إلا القليل منهم وعد بأن يكمل اللعب ثم يأتي للمسجد.

ولما انتهينا من الجولة في الأسواق، ذهبنا إلى المسجد، وكان الأمير ينتظرنا، ولما وصلنا أعطاني كتاب " رياض الصالحين " وطلب مني أن أقرأ " من آداب المسجد " فقرأت فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته). " متفق عليه "

فشرحت للحاضرين في المسجد الحديث، وبينت لهم أن رائحة الدخان أشد من رائحة الثوم والبصل، فعلى المسلم أن يتجنبه لأنه يضر جسمه، ويؤذي جاره، ويتلف ماله، ولا فائدة من التدخين ..

وإذا بالأمير ينظر إلى الكتاب الذي أقرأه، وهو "رياض الصالحين " كأنه يقول لي: هذا الكلام عن التدخين غير موجود في الكتاب، فلا تقله! وهذا خطأ، لأن التدخين منتشر بين المسلمين، حتى بين المصلين، فلا بد من التحذير منه، ولا سيما عند التحذير من أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد.

ولاحظت عند الأحباب (جماعة التبليغ) بعض الأحاديث الضعيفة، فذكرتهم بذلك فقالوا لي تعال معنا إلى الأمير العام وهو بالأردن، فكلمه بذلك.

2 - ذهبت مع الجماعة إلى مدينة (حماه) فكنا ندق الأبواب، فيخرج صاحب البيت، ويدعوه الأمير إلى الحضور إلى المسجد ليجتمع بهم ويسمع الدرس والبيان، دخلت على أميرهم في مسجدهم، فقال للوفود الحاضرين:

نحن سجدنا لله، فأسجد الله لنا العالم!!

وهذا خطأ كبير، فالسجود عبادة لا يجوز لغير الله.

قال الله تعالى: ((فاسجدوا لله واعبدوا)). " سورة النجم آخرها "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير