أقول: إن استدلاله غير صحيح، علماً بأن الجارية حينما أخذت بيده لم تمسه، بل لمست كم القميص الذي على يده، لأن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك). " رواه البخاري "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
2 - سمعت خطبة من شيخ ينتمي إلى حزب التحرير في الأردن يحمل على الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، ولما جئت إلى بيته شكا إلىّ والد زوجته، وقال، إن الشيخ ضرب زوجته على عينها فتأثرت! فقلت له: أنت تطالب الحكام بتطبيق الشرع، وأنت لم تطبق الشرع في بيتك، هل أنت صحيح ضربت زوجتك على عينها، فقال: نعم، ولكنها ضربة خفيفة بكأس الشاي! قلت له: طبق الإسلام على نفسك أولاً، ثم طالب غيرك بتطبيقه، فالرسول صلى الله عليه وسلم: (سئل ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت). " صحيح أخرجه الأربعة "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا ضرب أحدكم خادمه، فليتق الوجه) " حسن رواه أبو داود "
جماعة الجهاد وغيرهم
1 - نصيحتي لهم أن يرفقوا في دعوتهم وجهادهم، ولا سيما للحكام عملاً بقول الله تعالى لموسى حينما أرسله إلى فرعون الكافر:
((اذهب إلى فرعون إنه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكى)).
" سورة النازعات آية 17 – 18 "
وقوله تعالى: ((اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)). " سورة طه آية 43 - 44 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله).
" رواه مسلم "
2 - النصيحة لأئمة المسلمين والحكام: تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة.
" انظر قول الخطابي في شرح الأربعين حديثاً "
قال صاحب العقيدة الطحاوية (أبو جعفر الطحاوي): ولا نرى الخروج على أئمتنا، وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
1 - قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء آية 59 "
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني). " رواه البخاري ومسلم "
3 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
(إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف). " رواه مسلم "
4 - وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). " متفق عليه "
5 - وعن حذيفة بن اليمان قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قال: قلت وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك). " متفق عليه "
6 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر , فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات , فميتته جاهلية). " متفق عليه "
¥