" سورة الصافات "
لأن العرب المشركين كانوا يعرفون معناها، وأن من قالها لا يجوز له أن يدعو غير الله، وباقي المسلمين يقولونها بألسنتهم، ويدعون غير الله، فينقضونها.
ج- أما توحيد الصفات فكانت المدرسة تتأول آيات الصفات كبقية المدارس في أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد.
وأذكر أن المدرس كان يفسر قول الله تعالى:
(الرحمن على العرش استوى) " سورة طه "
(استوى: بمعنى استولى) ويستشهد بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن الجوزي: هذا الشعر لا يعلم قائله، وقال آخرون: نصراني، وكلمة (استوى) ورد تفسيرها في البخاري عند قول الله تعالى: (ثم استوى إلى السماء). " سورة البقرة "
قال: مجاهد و أبو العالية: (استوى: علا وارتفع).
" انظر البخاري كتاب التوحيد جـ 8/ 175 "
فهل يجوز لمسلم أن يترك قول التابعين في البخاري، ويأخذ بقول شاعر مجهول؟ وهذا التأويل الفاسد الذي ينكر علو الله على عرشه يخالف عقيدة الإمام أبي حنيفة، ومالك وغيرهما، فقد قال الإمام أبو حنيفة الذي يدرسون مذهبه: (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، لأن الله يقول: " الرحمن على العرش استوى ". " سورة طه "
وعرشه فوق سبع سماوات). " انظر شرح العقيدة الطحاوية 322 "
وقد حصلت على شهادة المدرسة عام 1948م، ونلت الشهادة الثانوية العامة، ونجحت في مسابقة بعثة الأزهر، لكنني لم أذهب لأسباب صحية، ودخلت دار المعلمين في حلب، وعملت مدرساً لمدة 29 سنة تقريباً، ثم تركت التدريس.
بعد استقالتي من التدريس جئت بعمرة إلى مكة عام 1399هـ، وتعرفت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وعرف أن عقيدتي سلفية، فاعتمدني مدرساً في الحرم المكي وقت الحج، ولما انتهى موسم الحج أرسلني إلى الأردن للدعوة إلى الله، فذهبت، ومكثت في مدينة " الرمثا " في جامع صلاح الدين، فكنت إماماً وخطيباً ومدرساً للقرآن، وكنت أزور المدارس الإعدادية وأوجه الطلاب إلى عقيدة التوحيد، فكانوا يتقبلونها بقبول حسن.
وفي شهر رمضان من عام 1400هـ جئت بعمرة إلى مكة، وبقيت إلى بعد الحج وتعرفت على طالب من طلاب دار الحديث الخيرية بمكة، وطلب مني أن أكون مدرساً عندهم لأنهم في حاجة إلى مدرسين، ولا سيما في مصطلح علم الحديث، فاتصلت بمديرها فأبدى استعداده، وطلب مني تعميداً من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فكتب إلى المدير يطلب منه أن أكون مدرساً عندهم، فدخلت المدرسة، ودرست الطلاب التفسير، والتوحيد، والقرآن الكريم وغيرها من الدروس.
ومن فضل الله بدأت بإصدار رسائل صغيرة، مختصرة، وبسيطة، فكان لها قبول في جميع بلاد العالم، وقد ترجم بعضها إلى الإنجليزية، والفرنسية، والبنغالية، والأندنوسية، والتركية، والأوردية، وغيرها من اللغات، وسميتها:
(سلسلة التوجيهات الإسلامية) وصلت إلى أكثر من عشرين رسالة طبع منها مئات الآلاف، وأكثرها مجانية، يجدها القاريء على ظهر غلاف الرسالة بأسمائها وأرقامها.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين، ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى.
كنت نقشبندياً
كنت منذ الصغر أحضر الدروس في المساجد والحلقات للذكر وقد شاهدني شيخ الطريقة النقشبندية، فأخذني إلى زاوية المسجد وبدأ يعطيني أوراد الطريقة النقشبندية، ولكن لصغر سني لم استطع أن أقوم بما أمرني به من الأوراد إلا أنني أحضر مجالسهم مع أقاربي في الزوايا، وأسمع ما يقولون من القصائد والأناشيد، وحينما يأتي ذكر اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوت مرتفع، فيزعجني هذا الصوت المفاجيء في الليل، ويسبب لي الرعب والمرض، وعندما تقدمت في السن بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجد الحي لأحضر معه ما يسمونه (الختم) فكنا نجلس على شكل حلقة، وأحد الشيوخ يوزع علينا الحصى ويقول: "الفاتحة الشريفة، الإخلاص الشريف " فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة والإخلاص، والاستغفار، والصلاة على النبي بالصورة التي يحفظونها، وأذكر منها (اللهم صلي على محمد عدد الدواب) يقولونها جهراً آخر الذكر وبعدها يقول الشيخ الموكل بالختم: (الرابطة الشريفة) ويقصدون بها أن يتصوروا شيخهم في حال ذكرهم لأن الشيخ يربطهم بالله في زعمهم، فكانوا يهمهمون، ويصيحون، ويعتريهم الخشوع حتى أن
¥